Friday 4th april,2003 11145العدد الجمعة 2 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

المقارنة الأدبية المقارنة الأدبية

* س: - تنازعنا في (رحلة أسرية) عن أشهر قصائد (الطائي) ومن يكون؟
وهل قصيدته التي ترونها أجل من معلقة زهير بن أبي سلمى؟
محمد بن بجاد بن ضيدان الحربي / صنيتان بن دحام الحربي/ القصيم / العضد بن بجاد بن ضيدان الحربي.
* ج: - المقصود بالطائي لعله: أوس بن حجر وحسب فهمي فإن من أبلغ ما قال وأشهرها قوله من قصيدة طويلة:


قد قلت للركب لولا أنهم عجلوا
عوجوا عليَّ فحيوا الحي أو سيروا
قلت لحاجة نفسٍ ليلة عرضت
ثم اقصدوا بعدها في السير أو جوروا
غر غرائر أبكار نشأن معاً
حسن الخلائق عماً يُتقى نُور
لبسن ريطاً وديباجاً وأكسية
شتى بها اللون إلا أنها فورُ
ليس الحديث بنهي ينتهي ولا
سر يحدثنه في الحي منشور
وقد تلاقي بي الحاجات ناجية
وجناء لاحقة الرجلين عيسور
تساقط المشي أمتاناً إذا غضبت
إذا ألحت على ركبانها الكور
حرف أخوها أبو من مهجته
وعمها خالها وجناء منشير
وقد ثوت نصف حول أشهراً جدداً
يسفي على رحلها بالحيرة المور
وقارفت وهي لم تجرب وباع لها
من الفصائص بالنمي سفسير
أبقى التهجر منها بعد كدنتها
من المحالة ما يشفي به الكور
تلقي الجران وتعلو لي إذا بركت
كما تسير للنفر المها النور
كأن هراً جنيباً تحت غرفتها
واصطك ديك برجليها وخنزير
كأنها ذو وشوم بين مأفقة
والقطقطانة والبرعوم مذعور
أحس ركز قنيص من بين أسد
فانصاع منشوياً والخطو مقصور
يسعي بغضف كأمثال الحصى زمماً
كأن أحناكها السفلى مآشير
حتى أشب لهن النور من كثب
فأرسلوهن لم يدروا بما سثيروا
ولي مجداً وأزمعن اللحاق به
كأنهن بجنبيه الزنابيرُ
حتي إذا قلت نالته أوائلها
ولو يشاء لنجته المشابير
كر عليها ولم يفشل يهارشها
كأنه بتواليهن مسرور
فشكها بذليق حدة سلبا
كأنه حين يعلوهن موتور
ثم استمر يباري ظله جذلاً
كأنه مرزبان فاز مجبور

ومنها كذلك وهو الجيد:


لولا الهمام الذي ترجى نواقله
لنالهم جحفل تشقى به العور

من أبيات جيدة.
وأوس هذا شاعر فحل يميل للحكمة والمثل السائر، وذو ميل إلى صدق التجربة وهو من طي قبيلة عربية مشهورة بالسؤدد والكرم. عاش قبل الإسلام وشعره يميل إلى جمال التركيب اللغوي بمفردات أخاذة. انظر مثلاً قوله:


وقد تلاقي بي الحاجات ناجية
وجناء لاحقة الرجلين عيسور

أو مثل قوله:


قد قلت للركب لولا أنهم عجلوا
عوجوا عليَّ فحيوا الحي أو سيروا

وهو شاعر مقل حكيم جيد السبك، حاضر البديهة، لم يحفظ عنه استجداء أو ذم لقريب أو صديق. وكان يحذر الشعراء جداً ولذلك عاش ومات سيداً.
أما ما يتعلق بقصيدته هذه حسب فهمي وأنها أجود ما قال ومقارنتها بقصيدة زهير بن أبي سُلمى، فلست أرى وجهاً للمقارنة لاختلاف الغرض الذي قيلت فيه القصيدتان، لكن من حيث الجودة والخلود وحسن الطرح للمفردة وما تم في القصيدتين من مشاهد حية خالدة فيمكن هنا أن أشير إلى نظر عام أن كلتيهما عالية القدر، حكيمة البذل سامقة الطول أنبأتا عن موهبة ونبوغ وسجية فطرية كريمة لولا ما في قصيدة زهير من استجداء مثل:
«سألنا فأعطيتم...»
وتكراره مثل:
«وأعلم ما في اليوم والأمس قبله..
.....»
وكذا/ أوس/ لانتخابه ألفاظاً ما كان يحسن إيرادها.
لكن المقارنة الأدبية من خلال النقد لا يصلح لاختلاف الغرض وتبقى القصيدتان سيدتان أبداً خاصة أربعة أبيات في الوصف عند زهير وأربعة أبيات في الحكم ومثله الطائي خاصة قوله:


أبقى التهجر منها بعد كدنتها
من المحالة ما يشفى به الكور

ولعلكم تعودون إلى ما كتبه ابن قتيبة في كتابه/ الشعر والشعراء/ وابن رشيق في /العمدة/، وابن سلام كذلك فيما كتبه عن الشعر والشعراء ولاسيما وأرى ضرورة العودة إلى ما كبته النابه/ مصطفى صادق الرافعي عن /تاريخ الأدب العربي و/وحي القلم/ وكذا ما كتبه صديقنا الكريم أ. د. شوقي ضيف عن: العصر الجاهلي/ بجانب ما كتبه أحمد شاكر - رحمه الله - من/ دراسات وبحوث علمية/ تفيدكم/

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved