Friday 4th april,2003 11145العدد الجمعة 2 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

أكثروا من الدعاء في هذه الظروف أكثروا من الدعاء في هذه الظروف

تعليقاً على أخبار الحرب على العراق والتي تتابعها الجزيرة كل يوم أروي لكم هذه القصة.
فقد ذكر ابن الأثير في تاريخه في مجلد 8 سنة 463هـ خرج ملك الروم في مئتي ألف من الروم والفرنج والغرب والروس والبنجاك والقرج وغيرهم من طوائف تلك البلاد وقصد بلاد المسلمين فبلغ السلطان إلب إرسلان الخبر وهو بمدينة خوى من أذربيجان قد عاد من حلب فلم يمكن من جمع العساكر لبعدها وقرب العدو فسير الأثقال مع زوجته إلى همزان وسار فيمن عنده من العساكر وهم خمسة عشر ألف فارس وجد السير وقال لهم إني أقاتل محتسباً صابراً فإن سلمت فنعمة من الله وإن كانت الشهادة فإن ابني ولي عهدي وسار فلما قارب العدو جعل مقدمه عند خلاط مقدم والروسية في نحو عشرة آلاف من الروم فاقتتلوا فانهزمت الروسية وأسر مقدمهم وحمل إلى السلطان فجدع أنفه وأنفذ السلب إلى بغداد فلما تقارب العسكران أرسل السلطان إلى ملك الروم يطلب منه الهدنة فقال لا هدنة إلا بالري فأزعج السلطان ذلك فقال إمامه وفقيهه أبو نصر محمد البخاري الحنفي إنك تقاتل عن دين وعد الله بنصره وإظهاره على سائر الأديان وأرجو أن يكون الله تعالى قد كتب باسمك هذا الفتح فألقهم يوم الجمعة بعد الزوال في الساعة التي يكون الخطباء على المنابر فإنهم يدعون للمجاهدين بالنصر والدعاء مقرون بالإجابة فلما كان تلك الساعة صلى بهم وبكى السلطان فبكى الناس لبكائه ودعا ودعوا معه وقال لهم من أراد الانصراف فلينصرف فما ها هنا سلطان يأمر وينهي وألقى القوس والنشاب وأخذ السيف والدبوس وعقد سبيب الفرس بيده وفعل العسكر مثله ولبس البياض وتحنط وقال إن قتلت فهذا كفني وزحف إلى الروم وزحفوا إليه فلما قاربهم ترجل وعفر وجهه في التراب وبكى وأكثر الدعاء ثم ركب وحمل العساكر معه فدخل المسلمون في وسطهم وحجز الغبار فقتل المسلمون فيهم كيف شاءوا وأنزل الله نصره عليهم فانهزم الروم وقتل منهم ما لا يحصى حتى امتلأت الأرض جثثاً وأسرى وأسر ملك الروم فأمر السلطان بإحضاره فلما حضر ضربه السلطان ثلاث مقارع بيده وقال له ألم أرسل إليك في الهدنة فأبيت فقال دعني من التوبيخ وافعل ما تريد فقال السلطان ما عزمت أن تفعل بي إن أسرتني؟ فقال أفعل القبيح، قال له فما تظن أن أفعلك بك؟ قال إما تقتلني وإما تشهر بي في بلاد الإسلام، والأخرى بعيده وهي العفو وقبول الأموال واصطناعي ثانياً عندك قال ما عزمت على غير هذا ففداه بألف ألف دينار وخمسمائة ألف دينار وأن يرسل إليه عساكر الروم أي وقت طلبها وأن يطلق كل أسير في بلاد الروم واستقر الأمر على ذلك وأنزله في خيمة وأرسل إليه ملك الروم أين جهة الخليفة؟ فدل عليها فقام وكشف عن رأسه وأومأ إلى الأرض بالخدمة وهادنه السلطان خمسين سنة وسيره إلى بلاده. فنحن ما لنا إلا الله ثم الدعاء.فينبغي من الإمام الإلحاح بالدعاء وعلى المأمومين رفع الصوت في التأمين فإنه ألين للقلب.

محمد الحمود الحسون

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved