Friday 4th april,2003 11145العدد الجمعة 2 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صحوة المشاعر صحوة المشاعر
مزنة عبدالله / الرياض

نعم، نعيش حياتنا وهناك امور كثيرة ومواقف حياتية غير متوقعة تحدث لنا ونتعرض لها تقلب حياتنا رأساً على عقب. تصرفات وتجارب نمر بها قاسية قد تكون سعيدة مفرحة في بعض الاحيان..
نحن لا نريد أن نفتح جرحاً غائرا كاد أن يلتئم او نثير حساسية ولكن ما يحدث احيانا وما نراه ونشاهده يجعلنا بالفعل نكتب.. نقف حيارى امام تلك الامور.. علاقاتنا.. صداقاتنا حياتنا ونمطية عيشنا فيها.. يعجز بالفعل قلمي أن يسجل ما اريد تصويره. تصرفات وتجارب نعيشها ليس امامنا سوى الرضا بذلك شئنا أم ابينا لِمَ كل هذا.. ولكن حينما تكون تلك التجارب او التصرفات قد ايقظت اشياء في قلوبنا لم نخطط لها ولم نسع اليها ولم نهيئ أنفسنا لها او لاستقبالها ومع ذلك دون سابق انذار تجد قلوبنا تخفق معها ومشاعرنا تتبدل لتعلن حالة إعلان اشواق لم نعهدها من قبل إلى غير ذلك من مؤثرات الحب التي لم يعد بالإمكان اخفاؤها او تجاهلها.
ألستم معي اننا في زحمة الحياة وظروفها نسينا انفسنا او بالفعل تناسينا.. نعم، ما سببه؟ اسئلة تراودنا هل وهل..؟ هل الحياة هل الظروف هل الاختيار..؟ نعم الاختيار وأي اختيار؟
نعم، لِمَ لا يكون لنا حرية الاختيار في ما نريد وفق ما يرضي الله اولاً؟ لماذا تفرض علينا حياة من نوع معين نحن نرفضها لأننا غير قادرين على التعايش معها.. لماذا يفرض علينا اشخاص نحن غير مقتنعين بهم ولا نستطيع التعامل معهم او حتى العيش معهم..!؟ هل نرضى بواقعنا مع أننا نملك ان نغير من هذا الواقع.. هل هو الخوف.. هل هو التردد وعدم الثقة.. عدم القدرة على اتخاذ القرار هل وهل...
أليس جميلاً حينما ترغب في أمر ما أن تسعى من أجله، عندما تحب شخصاً ما فإنك تضحي من أجله وتصبح ضعيفاً امامه.. وما اجمله من ضعف حينما يكون لمن تحب..
ما اقصده هو تلك العلاقة الانسانية السامية الصادقة بين الناس عامة.. وبين المحبين تحديدا والتي ينتج منها ضعف خاص من نوع آخر؟ أليس لإحساسنا بالآخرين وتعاطفنا معهم؟ أليس لشعورنا بالذنب بمن اخطأنا في حقهم وأسأنا اليهم؟ بل أليس لعجزنا امام رؤية كل شيء جميل ورائع دخل قلبنا وتمكن منه؟ بل أليس دليلاً على أن بداخلنا قلوباً صافية رحيمة رقيقة تحب الخير وتسعى اليه تعشق الجمال وتبحث عنه ما اضعفنا امام الكلمة الجميلة والابتسامة الرقيقة.
ما اضعفنا امام من ملؤوا قلوبنا راحة وأمنا ورسموا على شفاهنا البسمة وعرفونا لغة الأشواق الحقيقية واذاقونا طعم السعادة؟ بكل أبعادها..
فيا لتلك المشاعر الصادقة التي تختلجنا وتهزنا بعنف كيف تُضحكنا وتبكينا؟ كيف تسعدنا وتشقينا؟ كيف تعرفنا بحقيقة أنفسنا وحقيقة من حولنا؟ كيف تجعلنا نتغير بسرعة وبشكل جذري.. تبدل من قناعاتنا ومفاهيمنا فقط لأن مشاعرنا تريد ذلك فقط لأن أحاسيسنا لا تقبل بغير ذلك..!
لأن من نحب يستحق ما نضحي من أجله من تغيرات وتبدلات وتحولات.. أليس لتلك الصحوة في المشاعر من جمال ومعان لا يدركها الا من احس بها نحاول ان نقول وبكل صراحة ووضوح الى متى ونحن هكذا.. لِمَ لا نحقق امانينا ونسعد انفسنا.
لماذا نجفل عن الإقدام على خطوة واحدة تقربنا إلى ما نريد لِمَ الابداع فقط في العمل؟ لِمَ لا يكون الابداع في المشاعر ولِمَ لا نعبر عن تلك المشاعر بأسلوب ينم عن روعة الحب وجماله وعذريته؟
أليس من اوجد صحوة المشاعر كفيلاً بتحقيقها.. ولِمَ لا..
نداء قلب من اجل حياة اكثر سعادة وهناء.
وقفة:
ها هي صحوة مشاعرنا
قد أظهرت ضعفنا..
قد أيقظت احاسيسنا..
قد حركت اشواقنا..
لمن هم حبنا..
لمن هم أملنا..
وأي حب
حب الوله والشوق والصدق
وأي صدق
صدق المشاعر والأحاسيس

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved