لمست عمق هذه الكلمة في التعامل من بعض الأفراد، ولكن في عصرنا الحالي، هذا المعنى مرفوض عند بعضنا، إذ يرون أن لين الجانب ودماثة الخلق ضعف في النفس، وأخذ البعض يعبر عنه بوسائلهم المزعومة المتسلطة والكبرياء وغيرها من الصفات المريضة التي لا يقبلها الخلق العالي.!
فالرأفة والرحمة ولين الجانب صفات حميدة ينشأ عليها الفرد السوي، وينميها بدوره ويقويها، ويحسن خلقه للأفضل والأحسن، ولكن بما أنا نحيا في الألفية الثالثة، أصبح يسود عالمنا قانون الغاب والقوي من يأكل الضعيف، وتعتبر الفضائل والسلوك السوي صفات لا يعول عليها، والبقاء للأقوى، حتى يستطيع المرء أن يساير العصر الذي يحيا فيه، ويجاري الأمور كما ينبغي أن تسير..!
وفي غياب الفضائل حل بالمسلمين ما نراه ونسمعه اليوم، لعدم تمسكهم بالمنهج الذي وضعه لهم الشارع، وأصبح كل منهم يغني في عالم مختلف، وكل منهم يفكر في مصلحة خاصة، ومنهم من أكل بعضهم بعضا، والآخرون انتهكوا واغتصبوا حقوقاً، ليست لهم وغيرها من الصراعات التي تحزن النفس وتدمي القلب، وتصدر من أمة المفروض أن تكون كما وصفت من خير أمة أخرجت للناس، ولكن بعدها عن القيم والسلوك الإسلامي، أدى بها إلى التقهقر والضعف وعدم المبالاة.!
فأي تعامل بيننا ننشده ونحن نهمل الضعفاء وربما سلبناهم حقوقهم؟ والدليل المحاكم، وما تعج به من قضايا يشيب لها الرأس من أكل ونهب وتسلط وتجن وافتراء، وغير ذلك من الأمور..! وهذا حالنا وليس حال الدنيا، لأن الناس، هم الذين يمارسون ما يحلو لهم من توجهات.! ويلقون باللوم على الدنيا وفي ذلك يقول القائل:
نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
|
أو لسنا في حاجة ماسة لمراجعة أنفسنا، خلال وقفة صادقة مع الذات لمحاسبتها وزجرها وتوجيهها نحو الأفضل، ونحو نهج السلوك الإيماني القويم؟!
أما آن للنفوس أن تقلع عن الصغاير وتنهض بالخلق القويم، وتدرك أن حسابها قد اقترب؟! أو لسنا محاسبين، وإلى متى نظل غافلين عن اقتراب الأجل، والساعة التي غفل عنها الكثيرون!؟.. فمتى تفيق أمتنا من سباتها العميق؟
مرفأ: الصغاير والفضائل كثر، ولكن هناك من خلط بينها، فأصبحت في نظرهم واحدة.!
|