Friday 4th april,2003 11145العدد الجمعة 2 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

لما هو آت لما هو آت
إبادة... إبادة..
خيرية إبراهيم السَّقاف

كنت أتحدث إلى صديقة قارئة مثابرة للأحداث والوقائع السياسية، وكنت كلَّما خُفي عليَّ أمر في اللَّعب السياسية الغامضة، كثيراً ما أسألها إعادتي إلى «نوع» بذورها، أما الآن فلا يحدث أن أسألها بل قلت لها: يبدو أنَّ الأحداث الحالية قد قسرت كلُّ إنسان لكي يتثقَّف في السياسة كي يكون قادراً على متابعة هذه العجلة فائقة السرعة، وهذه الحميمية في تلاحم أحداثها، وهذا المشهد المتداخل الغامض الواضح الصعب غير الإنساني المفكك، المترابط...، الشرُّ فيه أقوى من الخير، والنار فيه أشدُّ من النور، والظلم فيه أمضى من العدل، والباطل فيه أبلغ من الصدق... والموت فيه قتلٌ، والشهادة فيه فناءٌ...، والدمار فيه مقصودٌ والعمار فيه وهمٌ...، بل يتثقف في الأديان... وصراعات التعصُّب...
قالت: حتى كمية معارفي وخبراتي أصبحت متداخلة وعُمِّيت عليَّ مسالك الدروب كي أخلص بحقائق تعزِّز ما أعرف...
قلت لها: إنَّها حرب إبادة، والوسيلة الوحيدة التي تبرر لمرتكبيها شرعيتها تلك الأحلام الوردية التي يبارك فيها «الرَّب» هذه الحرب لهم...، فالتعصُّب الديني هو الدافع الأكبر...، وتتداخل بهذه الحجَّة لديهم أساليب الإبادة والخلاص! وكأنَّ حلم العودة لتطهير الأرض وجريان الأنهار وانبساط الخضرة وسلام الكون لا يتم إلاَّ بهذه الإبادة النَّارية الجهنّمية التي لا تُبقي ولا تذر...
تداخل فيها الحق والباطل... والدين والسياسة...، والتملّك والانتشار...
وسقط لها الرضيع والحَجر...
ونفقَت فيها الدَّابة والشجر...
وعودة إلى عدد البشر الذين أُبيدوا بهذه الطرق في كافّة الحروب التي خاضتها أمريكا ضد الدول التي تحاربت معها تثبته الوقائع... وتتضمنه الوثائق ولا أدلّ عليه ممَّا يحدث في فلسطين...، وعراق النَّار الملتهب، وقبلاً... وقبلاً...
واللَّه تعالى لا يدعو إلى الشر، ولا يرضى الظلم، ويحرِّم القتل والفساد... فأيّ حرب هذه التي لا تُبقي ولا تذر؟ المذهلة المفجعة؟؟...
تنهَّدت صديقتي وهي تغلق أزرة التلفاز.. وتمسح دموعاً تهاطلت.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved