* الرياض - فهد المطرفي:
مع ان انظار العالم هذه الأيام مسلطة على أحداث الحرب في العراق إلا أن وسائل الإعلام تتناقل هذه الإيام أيضاً انتشار مرض (الالتهاب الرئوي)، حيث توفي العديد من الأشخاص بسبب هذا المرض القاتل فقد أحصت منظمة الصحة العالمية حتى الآن أكثر من 1491 اصابة و54 حالة وفاة، وهذه الأعداد في تزايد مستمر.
ويخشى الكثير من الأشخاص من إمكانية انتشاره عن طريق العدوى باعتباره كما يقال فيروساً جديداً ولا توجد الكثير من المعلومات حوله.
والغريب أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أعلنت قبل أيام وفاة الطبيب المكتشف لهذا المرض متأثراً بهذا الممرض.
ولتوضيح الصورة ومعرفة تفاصيل أكثر حول هذا المرض الغامض يسعد «الجزيرة» أن تلتقي الدكتور محمد بن سعد المعمري استشاري الأمراض الباطنية والصدرية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية للحرس الوطني بالرياض، الذي تحدث في البداية عن طبيعة هذا المرض فقال: هذا المرض عبارة عن التهاب (رئوي حاد يؤدي إلى فشل تنفسي عند نسبة قليلة من المرضى ويسمى هذا المرض Severeactuer Respiratory Syndrome (سيرفكشر ريسبراتوري سندوم) وظهر هذا المرض أولاً في هونغ كونغ في وسط نوفمبر الماضي ومنها انتشر في فيتنام وتايوان، ومؤخراً وجدت بعض الحالات في أوروبا وأمريكا ويعتقد أنه مرض الفيروسي ناتج عن فيروس يدعى CORONAVIRUS (كرونافايرس).
وحول أعراض هذا المرض يقول الدكتور المعمري: لقد تابعت مراكز البحث العالمية هذا المرض منذ بدايته ومن خلال مسح شامل تم تحديد العلامات المشتركة وأعراض المرض، وتبين أن غالبية المرضى بين سن (25- 70) سنة، وكانوا قبل المرض يتمتعون بصحة طيبة.
وتم تحديد فترة حضانة المرض بين (2-10) أيام وتشبه أعراضه الأولية إلى حد كبير أعراض الإنفلونزا بارتفاع في درجة الحرارة فوق (38 درجة مئوية) مع مصاحبته برعشة وإرهاق وألم في العضلات وأحياناً يحدث إسهال. وبعد (3 إلى 7) أيام يصاب بعض المرضى بأعراض الجهاز التنفسي وتشمل سعال وضيق التنفس ونقص الأوكسجين ومما يؤسف له أن قرابة (10-20%) من المرضى تتطور الحالة عندهم إلى فشل تنفسي حاد يؤدي إلى استخدام أجهزة التنفس الصناعي.
وأظهرت التقديرات الأخيرة أن (4%) من الحالات توفيت بسبب المرض.
وعن كيفية تشخيص المرض يضيف د. المعمري: الأعراض الأولية للمرض تشبه التهاب فيروس حاد. لذلك فإن الفحوصات المخبرية والأشعة لا تساعد على تشخيص المرض، فأشعة الصدر تكون في الغالب طبيعية، وأحياناً تظهر بقع التهاب يتطور لاحقاً إلى التهاب يشمل كلا الرئتين ففحص كريات الدم من أكثر الفحوص شيوعاً وتكون طبيعية، إلا أن نسبة أقل من الحالات يكون لديها نقص في نوع معين من الخلايا يسمى LYMPHOCYTE (ليموسايت) يتطور عند نسبة أقل إلى نقص في كريات الدم البيضاء والصفائح الدموية وتتأثر في الحالات المتقدمة إنزيمات الكبد والعضلات.
وعن نسبة من يعانون من هذا المرض يقول الدكتور محمد: من الوصف السابق ومن الملاحظات المسجلة في الدول التي انتشر فيها المرض اتضح أن غالبية المرضى لا يحدث لديهم فشل تنفسي، بل يصيب الفشل التنفسي قرابة (10-20%) ونسبة الوفيات قرابة (4%).
وأغلب الحالات يحدث لديهم أعراض تشبه الانفلونزا الحادة وتتحسن من نفسها. ومما يطمئن أن كثيرا ممن احتكوا بالمرضى لم يعانوا من المرض أو يصابوا بقدر خفيف من الأعراض، وعلي الرغم من القلق العالمي إلا أن المصابين بالمرض قدر في نهاية شهر مارس 2003م بحوالي 1400 حالة، احدى هذه الحالات الطبيب الذي شخص المرض في هونغ كونغ.
وحول العلاج الذي يقدم للمرضى يقول د. العمري: أغلب الحالات تكون الأعراض لديهم خفيفة وتتحسن ولله الحمد من تلقاء نفسها مع استخدام بعض المسكنات الخفيفة، أما في الحالات المتقدمة فتتم محاولة بالكثير من الادوية مثل المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات والكورتيزون إلا أنها لم تفد ولم يتضح حتى الآن العلاج المناسب.
وعن نصائحه للقراء وهل يجب عليه الخوف عند إصابتهم بأعراض مشابهة؟
يقول الدكتور محمد: ظهر المرض أولاً في جنوب شرق آسيا وبالتحديد في الصين وفيتنام وتايوان وتايلند، ومنها انتقلت حالات قليلة إلى أوروبا وأمريكا، أحد أهم العوامل هو معرفة إذا كان أي مريض قادم من الدول التي تحدثت فيها الإصابة بالمرض. كذلك حدوث أعراض المرض بعد 10 أيام من القدوم من المناطق الموبوءة أو الاحتكاك بمريض مصاب لا يدعو بإذن الله إلى القلق لأنها بعد انتهاء فترة الحضانة الخاصة بالفيروس.
ومن المتوقع أن هناك العديد من الإجراءات لتثقيف العاملين في القطاع الصحي عن أعراض المرض، مع العلم بأن بلدنا إن شاء الله بعيدة عن مكان انتشاره.
يجدر بالذكر أن تأثر قطاع النقل الجوي بسبب الحرب وقلة نسبة المسافرين يساعد على التقليل من المرض. كما أن الإجراءات المتخذة لمتابعة الحالات المصابة وعزلها حتى الشفاء منه وتتبع مصدر المرض سوف يؤدي بحول الله للتقليل من انتشاره.
|