Friday 4th april,2003 11145العدد الجمعة 2 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

يرفض المتاجرة بتفسير الرؤى.. الشيخ عايض العصيمي لـ « الجزيرة »: يرفض المتاجرة بتفسير الرؤى.. الشيخ عايض العصيمي لـ « الجزيرة »:
مواقع تفسير الأحلام في الإنترنت أكذوبة يصدقها النائمون والحالمون
أصدق الرؤى ما كان في الأسحار وأكذبها رؤى العصر والعشاء!

* الجزيرة - خاص:
من منا لا يرى في منامه حلماً جميلاً او كابوساً مزعجاً او رؤيا لا يعرف تفسيرها، ولا يعرف ماذا يفعل حيالها، هل يخبر بعض المقربين اليه بها ام يلتزم الصمت.. وماذا يفعل هذا الذي يرى كل ليلة كابوساً مزعجاً، كأن يسقط في هوة لا قرار لها؟.. وكيف يستطيع تجنب هذا الكابوس؟ ولماذا نجد النساء أكثر انشغالاً بالأحلام وتفسيرها؟ ولماذا تزايد عدد من يقولون بتفسير الاحلام في هذا العصر؟.. وعشرات الاسئلة التي تدور في خلد الكثيرين منا والتي نطرحها على الشيخ عايض بن محمد العصيمي الذي اشتهر بتفسير الاحلام مستعيناً في ذلك بهدي القرآن وعلوم السنة وما قال به السلف الصالح، في هذا الحوار الذي نأمل أن يضيء بعض الجوانب الخفية من هذا العالم المجهول:
* بداية نسأل ماهو الحلم في ظل تفسير بعض علماء النفس بأنه انعكاسات لما قد يدور في العقل الباطن؟
- اختلفت نظرة علماء النفس للاحلام، بسبب اختلاف عقائدهم، فهناك فئة من علماء النفس تؤمن بالله سبحانه وتعالى وبالتالي فإن الرؤى والاحلام بالنسبة لهم ليست هلوسات. ولا تخبطا ولا خلطا ولا تفاعلا بين الجسد والبيئة المحيطة بالانسان فقط، بل لها بشائر ونذائر وتحذير وابتلاء وتمحيص الى غير ذلك.
ومن علماء النفس من الغربيين من له في ذلك اقوال كثيرة ومتنوعة فهناك نظريات تقول: ان ما يراه الإنسان في منامه عبارة عن صراعات جنسية مكبوتة محبوسة في النفس. فما يراه النائم في نومه لا يعدو الا ان يكون تفريغاً لتلك الصراعات المكبوتة في منامه.
وهذا القول بنى عليه اليهودي «سيجموند فرويد» مدرسته «مدرسة التحليل النفسي» وجعل رسالته العالية في هذا الامر. الى غير ذلك من اقوال علماء الغرب كنظرة علماء الاحياء والبيولوجيا، للاحلام، ولكن كما قيل ان ما سبق من هذه النظريات «بطلانه يغني عن ابطاله»، و«ان سقوطه يغني عن اسقاطه».
وصدق الإمام القرطبي - رحمه الله- عندما قال: وانما ضل من ضل في هذا الباب لبعدهم عن كلام الانبياء عليهم الصلاة والسلام.
* وهل هناك علامات او قواعد ثابتة يتم عن طريقها تفسير الحلم؟ وهل تختلف هذه العلامات او القواعد من شخص الى آخر؟
- نعم، قال الامام البغوي - رحمه الله كما في شرح السنة:« واعلم ان تأويل الرؤيا ينقسم اقساماً: فقد تكون بدلالة من جهة الكتاب، او من جهة السنة، او من الامثال السائدة السائرة بين الناس، وقد يقع على الاسماء والمعاني، وقد يقع على الضد والقلب».
وايضاًً الإمام ابن القيم - رحمه الله - في كتابه «اعلام الموقعين» ربط بين الامثال في القرآن الكريم والمنامات، واستنبط من ضرب هذه الامثال كليات وقواعد لتعبير الرؤى.. كتأويل «اللبن، والثياب، والقمص، والخشب المقطوع المتساند، والجراد والوان الحيوانات»، الى غير ذلك.
والمعبرون يختلفون باختلاف افهامهم في تعبير الرؤى وتوفيق الله تعالى لهم اولاً، وبفهمهم الكتاب والسنة واقوال العلماء المعتبرين ولا نعتبر بنقل الضعفاء والمجاهيل تعظيماً لامر الرؤيا التي جعلها النبي صلى الله عليه وسلم جزءاً من النبوة كما في الصحيح.
* ما صحة ما يقال ان مشاهدة بعض الاشياء في الاحلام نذير سوء مثل رؤية الاموات او اللحوم غير المطهية؟
* لصلاحه، وسرقة الثاني اخذاً من قوله تعالى:{..ثمَّ أّذَّنّ مٍؤّذٌَنِ أّيَّتٍهّا العٌيرٍ إنَّكٍمً لّسّارٌقٍونّ} *يوسف: 70* - لسوء حاله.
فالتعبير اذاً يختلف باختلاف الاشخاص، والظروف والمناسبات، والديانات، وباختلاف الصنائع كذلك.
فالعبد قد يرى رؤيا تضطرب لها حواسه، وتهتز منها فرائصه، وتحبس انفاسه فاذا بها خير له وكبت لاعدائه، وبينما يرى رؤيا يرقص لها طرباً، ويتيه عجباً اذا بها منه شواهد خذلانه وحرمانه، ولا يدرك هذا وذاك الا بواسطة هذا العلم النفيس.
* الحلم ، الكابوس، اضغاث الاحلام. ماذا يعني كل منها، وهل يختلف تفسيرها؟
نعم ما يراه النائم إما أن يكون:
- اولاً: «رؤيا صالحة»:وهي التي من الله عز وجل، وهي بالنسبة للمؤمن جزء من ستة واربعين جزءاً من النبوة، كما في الحديث وتضاف لله تعالى اضافة تشريف.
ثانياً:«حلماً» ويضاف للشيطان كما هو الشائع من اضافة الشيء المكروه اليه، وان كان الكل منه تعالى، وعلى هذا جاء قوله صلى الله عليه وسلم:« الرؤيا من الله تعالى، والحلم من الشيطان»، رواه البخاري ومسلم.
ثالثاً: ما يراه النائم في نومه، حديث النفس، او اضغاث احلام، كمن يكون مشغولاً بسفر او تجارة او عمل فينام فيرى في نومه ما كان يفكر فيه، وهذه الاضغاث ليس لها معنى، وان لم تكن من الشيطان، لان الغالب انها لا يحصل معها ضيق في الصدر وحزن، وحاصلها انها ليست رؤيا صالحة صادقة فيها تبشير او تحذير، وليست كذلك من مكر الشيطان ووسوسته فيكون معها تحزين وتكدير.
* بم تفسر الاحلام وازدياد عدد من يعملون بها كمهنة للكسب؟
- في نظري ان من يتخذ تفسير الرؤى لمكاسب دنيوية انه لن يوفق في التعبير، ولن يوفق في كسبه واخذه اموال الناس بغير حق، فالاخلاص مطلب في جميع الاعمال.
* ما حكم الكذب في الرؤيا؟
-الكذب عموماً لا يجوز وهو كبيرة من كبائر الذنوب، والكذب في المنام اشد واعظم لقوله صلى الله عليه وسلم:« من تحلم بحلم لم يرد كلف ان يعقد بين شعيرتين ولن يفعل» رواه البخاري . وقوله صلى الله عليه وسلم: «من افرى الفرى ان يري عينه ما لم تر» رواه البخاري.
* من وجهة نظرك لماذا اصبحت الاحلام وتفسيرها وسيلة اعلامية للجذب، حتى ان بعض حملات الحج او المدن الترفيهية تعلن عن تنوع خدماتها لوجود مفسر للاحلام بها؟
- بكل صراحة الموضوع اعطي اكثر من حجمه، وكان للاعلام دور كبير في ذلك ولحب تطلع الناس لما وراء الغيب فيبنون آمالهم وآلامهم على شيء من الرؤى والاحلام!! لكن من وجهة نظري ينبغي للدعاة والعلماء الدخول في مثل هذه الابواب «الاعلامية» و «المدن الترفيهية» نصحاً وارشاداً لا تفسيراً واحلاماً، لكن ان جاءت الاحلام وتفسيرها تبعاً للنصيحة والتبليغ فلا حرج.
* هل اصبح تفسير الاحلام مثل الطب النفسي او العلاج بالايحاء من القلق او التوتر وغيره من امراض العصر؟
* هل يستطيع انسان ما تجنب رؤية كابوس او حلم مزعج، وماذا يفعل حتى يتمكن من ذلك؟
- نعم يستطيع المسلم تجنب الشيطان ووسوسته فيراعي آداب النوم:« ينام على نية صالحة، وعلى طهارة، ومن ذلك ان يتوب قبل نومه لانه ربما قبضت روحه، ولم ترجع اليه، وان لا يبيت الا ووصيته عند رأسه كما هو في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وان ينام على جنبه الايمن. ويستقبل القبلة بوجهه، ويضع كفه تحت خده الايمن، وان ينفض فراشه، ويحرص على اذكار النوم وتعويذاته كأن يجمع كفيه وينفث فيهما ويقرأ المعوذات ويمسح رأسه ووجهه وما استطاع من جسده، يفعل ذلك ثلاثاً ويقرأ آية الكرسي فلا يزال عليه من الله حافظ فلا يقربه شيطان، كل هذا وذاك ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
* ما الآداب الشرعية لمن رأى رؤية من الله او حلماً من الشيطان؟
- نعم لو ان الناس عملوا بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لاستراحوا وأراحوا فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:« الرؤيا الصالحة من الله والحلم من الشيطان فاذا رأى احدكم ما يكره فلينفث عن يساره ثلاث مرات وليتعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأى ثلاث مرات، ثم لينقلب على جنبه الآخر، فإنها لا تضره، ولا يخبر بها احداً، واذا رأى ما يحب فليحمد الله، وليخبر بها من يحب»، فتأمل قوله «ولا يخبر بها احداً»، و«وليخبر بها من يحب».
* بم تفسر كثرة عدد النساء بين زبائن مفسري الاحلام؟
- اما قولك «زبائن» فأظن اني لا اوافقك على هذه العبارة لأن تعبير الرؤى علم وليس بضائع للبيع او سلعاً تجارية! ولو انه وجد من يعبر الرؤى لمكاسب مالية او لشهرة او لمقاصد سيئة فإنهم لا يعتد بهم، بعكس من كان ضابطه الكتاب والسنة. واما كثرة النساء وسؤالهن عن الرؤى والاحلام اكثر من اسئلتهن عن احكام الشريعة مثلاً فلامور كثيرة منها ضعف المرأة، وسرعة تأثرها بالرؤيا او الحلم، ولوجود القدر الكبير من الفراغ في حياتها، وعدم انشغال المرأة بأمورها الاساسية المهمة في حياتها، والتطلع لمعرفة ما في مستقبلها من تطلعات، وكذلك تصديقهن بالحديث النبوي الذي يجعل الرؤيا من المبشرات، وحبهن للخير، والدافع الغريزي للمعرفة.. الخ، والله تعالى اعلم.
* هل يشترط لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم الايمان الكامل؟ وما ضوابط رؤية النبي صلى الله عليه وسلم؟
- لا يشترط لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم كمال الايمان، فلا يعني ان من رآه فهو مؤمن كامل الايمان فقد يراه الفاسق او حتى الكافر.
اما عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم فعن جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من رآني في النوم فقد رآني، انه لا ينبغي للشيطان ان يتمثل في صورتي» رواه مسلم، وينبغي ان يعرف العبد صفة النبي صلى الله عليه وسلم الخلقية حتى يميز هل هي من الحق او تخييل من الشيطان فليس كل من يزعم انه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كذلك ولذا كان ابن سيرين يقول للرائي:« صف لي ما رأيت؟!».
وقد قال الحافظ ابن حجر: «ومن فوائد رؤية النبي صلى الله عليه وسلم تسكين شوق الرائي» ومن اراد الزيادة مثلاً في معرفة صفة الرسول صلى الله عليه وسلم فليقرأ مثلاً «مختصر الشمائل المحمدية» للترمذي.
* هل يعبر الرؤى كل شخص؟ وما صفة المعبر؟ وما نصيحتك للمعبرين؟
- سئل الإمام مالك - رحمه الله - كما عند بن عبد البر في «التمهيد»: أيعبر الرؤيا كل احد؟ فقال:«أ بالنبوة يلعب؟» ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة فلا يلعب بالنبوة».
واما صفات وضوابط وآداب المعبر: فقد ذكر العلماء - رحمهم الله - ان المعبر يجب ان يكون عالماً ذكياً، تقياً، نقياً من الفواحش ، عالماً بكتاب الله تعالى، وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولغة العرب وامثالهم، وما يجري على ألسنة الناس، كما ينبغي له ان يعبر الرؤيا المسؤول عنها على مقادير الناس، ومراتبهم، ومذاهبهم، واديانهم، واوقاتهم، وارزقاهم، وفصول سنتهم ويلزمه ان يكتم عورات الناس، ويسمع السؤال بأجمعه، ويميز بين الشريف والوضيع، ويتمهل ولا يتعجل في التعبير، ولا يعبرها على المكروه وهي عنده على الخير، ولا على الخير وهي عنده علي المكروه، ولا يجوز له ان يخيف المسلم، كل هذا وذاك ذكره «ابن مفلح، في الآداب الشرعية والمنح الربانية».
فكثير من الناس يعتقد ان الامر في التعبير لا يتطلب سوى قليل من الذكاء، مع شيء من الجرأة ثم يصبح الرجل منهم من كبار مؤولي الرؤى والاحلام.
* لو عرض لك انسان رؤيا ليست حميدة، فماذا تقول له؟
- اقول له: رأت عينك خيراً واسكت، كأن يرى انه عريان او يحترق بالنار او يقطع رأسه ولهذا ارشدت السنة النبوية على صاحبها افضل الصلاة واتم التسليم.
* هل هناك آداب تتعلق بالمسلم حتى تصدق رؤياه؟
- نعم اهمها التزام الصدق في الاقوال لقوله صلى الله عليه وسلم: «في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا اصدقهم حديثاً» رواه البخاري ومسلم.
قال الحافظ: «من كان غالب حاله الصدق في يقظته استصحب في نومه فلا يرى الا صدقاً بخلاف الكاذب فانه يظلم قلبه فلا يرى الا تخليطاً واضغاثاً وقد يندر احياناً المنام فيرى الصادق ما لا يصح، ويرى الكاذب ما يصح، ولكن الاغلب الاكثر ما تقدم».
* ما رأيك في كتاب «تفسير الاحلام» لابن سيرين؟ الموجود في كثير من البيوت والمكتبات؟
- لنعلم جميعاً ان كتب المعاجم والقواميس الخاصة بالرؤى والاحلام لا يعتد بها، لانني اشبه الرؤى والاحلام للناس بالطعام الموجود حالياً فطعامنا يختلف عن طعام من مضى، ثم الناظر في هذه الكتب يجد انها لم تجمع اشياء استجدت في حياتنا كال«الكمبيوتر - الجوال - السيارة - القطار» فلا يتصور ممن رأى مثلاً هذا ان يرجع لكتاب كذا في صفحة كذا.. ابداً لا يتصور هذا.
واما كتاب «تفسير الاحلام» المنسوب لابن سيرين «ت 110هـ» فهو غير صحيح فلم يكن من تأليف ابن سيرين وذلك لامور:
1- كان ينهى - رحمه الله - عن الكتابة والتأليف، ولهذا قال:« لو كنت متخذاً لاتخذت رسائل رسول الله صلى الله عليه وسلم»،وهذا من ورعه الشديد - رحمه الله-.
2- ثبت عن ابن خلدون انه كان يقول: «ان هذا العلم مازالت الامة تتناقله شفهياً».
3- ان جميع الذين ترجموا له خلال القرون الاولى لم يذكروا له كتاباً اصلاً مع ذكرهم لبراعته في التعبير وإتيانه بالعجائب في هذا الباب.
4- بنظرة سريعة تدل على ان الكتاب لم يكتب بلغة القرون المتقدمة بل المتأخرة لضعف اسلوبه.
5- ينقل في الكتاب عن ابن سيرين عن اناس لم يعاشرهم ماتوا قبله او بعده.
6- ينقل في الكتاب عن «ابي سعيد» وهو «خليل بن شاهين الظاهري، وهو مختلف ايضاً فيه فكأن الكتاب من جمع تلاميذ ابن سيرين هو الاقرب للصواب من تأليفه والله تعالى اعلم.
* هل ارواح الاموات تلتقي بأرواح الاحياء في المنام؟
* انه قال: «بلغني ان ارواح الاحياء والاموات تلتقي في المنام، فيتساءلون بينهم، فيمسك الله ارواح الموتى، ويرسل ارواح الاحياء الى اجسادهم».
* هل يحضرك شيء من كلام بعض علماء السلف والعقيدة فيما ورد في الرؤيا وفضلها؟
- تكلم العلماء حول قضايا الرؤى والاحلام ولم يغفلوا هذا الباب لانه من علم الشريعة فالقرآن الكريم موجود فيه الرؤى والاحلام وما كتبه العلماء في تفسيرهم، وكذلك الحديث النبوي ولك ان تعلم مثلاً وتنظر لصحيح البخاري لتجد ان فيه اكثر من «64» حديثاً في كتاب التعبير من غير المكرر، وغير ذلك في السنن والمستدركات والصحاح الشيء الكثير.
اما اقوال العلماء فقد قال الشيخ «عبدالرحمن السعدي» رحمه الله في كتابه «بهجة قلوب الابرار»: «ومرآى الانبياء والصالحين لا تحصى ولا يحصى ما شمله عليه من المنافع المهمة والثمرات الطيبة، وهي من جمل نعمة الله على عباده ومن المبشرات للمؤمنين وتنبيهات الغافلين وتذكرة للمؤمنين، واقامة الحجة علي المعاندين».
وقال الامام محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - «علم التعبير علم صحيح يمن الله به على من يشاء من عباده».
وقال ابن خلدون: «هذا العلم من العلوم الشرعية، وهو حادث في الملة عندما صارت العلوم صنائع وكتب الناس فيها».
* ما اصدق الوقت للرؤيا؟ وهل لها وقت محدد؟
- قد تصدق الرؤيا في اي وقت ليلاً او نهاراً، ولذا قال محمد بن سيرين: «رؤيا النهار مثل رؤيا الليل».
وابن القيم رحمه الله قال: «وأصدق الرؤيا ما كان في الاسحار، فانه وقت النزول الالهي واقرب للرحمة والمغفرة»، ثم تحدث عن رؤية «العتمة» وقت العشاء عند انتشار الشياطين والارواح الشيطانية بأنه يكره النوم فيها لورود الاحاديث في ذلك وكنوم العصر ايضاً.
* ما نصيحتك وقولك لمن ينكر الرؤى وتعبيرها بتاتاً؟ ولا يعترف بها؟
* .. وهو على خطر عظيم في فعله هذا لانه ينكر نصوص الكتاب والسنة الواضحة القاطعة المتواترة في هذا الباب.
* هل الاعمى قد يرى رؤيا تخصه او لا يرى؟
- ذكر العلماء ان الاعمى يرى «لكنهم فرقوا بين رجلين بين «الاكمه» الذي خرج من رحم امه وهو لا يبصر، يعني انه ما ادرك الكائنات في حياته ولا ميزها، وبين الاعمى الذي طرأ عليه العمى او عرض عليه العمى في حياته بعد ان ادرك وابصر المدركات وميزها.
فقالوا: بالنسبة للاكمه الذي لم ير الكائنات فإنه يرى في منامه اموراً يستشعرها ويحسها كما يحسها في يقظته.
واما الاعمى الذي طرأ عليه العمى يقولون: ما رأى في حياته واختزن في مخه وعقله فإن هذه قد تساعد على استذكار ما رآه في منامه.
* علك تذكر لنا شيئاً من القصص العجيبة التي مرت عليك اثناء تعبيرك لكثير من الرؤى والاحلام؟
حقيقة ان القصص كثيرة جداً ولا يمكن حصرها في مثل هذا المقام، لكن علني اذكر ما يعلق الآن في ذهني سريعاً من بعض القصص الواقعية التي وقفت عليها بنفسي.
* وعل الله قد هداه للحسنى.
واذكر ان رجلاً ايضاً اتصل بي وقال: رأيت في المنام اني انفخ تراباً كان معي في يدي بفمي فيتطاير في الهواء ثم يعود لي مالاً.. فامتنعت بداية عن التعبير، فطلبت منه مصارحتي فوافق، فقلت له: هل انت ساحر؟ قال: لا استغفر الله ساحر، فاعتذرت انه لم يتبين لي من رؤياه شيء، المهم اغلقت السماعة وبعد عشر دقائق اتصل، وقال: يا شيخ طيب لو كنت ساحراً ماذا يكون؟ قلت له: اذن لم لم تصارحني؟ فجلست اناصحه حتى اعلن توبته لله تعالى.
واتصل بي احد التجار فقص رؤياه علي «رؤيا طويلة» فقلت له: اتق الله فان لك سنتين لم تزك مالك، فقال: صدقت، واعلنها توبة لله تعالى باخراج زكاة امواله.
- واخيراً حتى لا اطيل: اذكر ان رجلاً حضر بعد ان القيت محاضرة كانت مقامة في مدينة قرب الرياض فجاء لي شخص فقص علي رؤياه الطويلة ايضاً فلما انتهى قلت له:« اتق الله فانك انسان تبيع وتشتري المخدرات» فدهش الرجل، وكان الحديث بيني وبينه ولا يسمع احد من الناس وقلت له ايضاً: سيقبض على احد زملائك قريباً، فخاف الرجل وهرب وسقط على وجهه من شدة ركضه فضحك الحضور من سقوطه.
الى غير ذلك من القصص الكثيرة والمتنوعة التي يكون فيها بيان وفوائد لاصحابها بشيء من الهداية والتوفيق.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved