ان دفع الفتنة والابتلاء يكون بوسائل واسباب كثيرة لا يتسع مثل هذا المقال للكلام عنها وبيانها لذلك فإنني سأقتصر على وسيلة واحدة من الوسائل وهي من اهمها.. الا وهي الدعوة الى الله ويالها من وسيلة عظيمة اعتنى بها انبياء الله ورسله وكانت هي وظيفتهم التي بعثهم الله بها وسار على نهجهم اتباعهم فكانوا مباركين على انفسهم وعلى غيرهم وبذلوا ما يستطيعون في الدعوة الى الخير والترغيب فيه والتحذير من الشر، والتنفير منه.
* يا عجباً لمؤمن يرى اهل الباطل يجهدون ويألمون في نصر باطلهم وهم لا غاية شريفة يطلبونها وهو مخلد الى الكسل عن نصر الحق الذي يترتب على نصره من الخيرات العاجلة والآجلة ما لا يمكن التعبير عنه»أ.هـ.
ان الدعوة الى الله اليوم تحارب من قبل مذاهب فاسدة وعقائد مظلمة وتواجه هجمة شرسة من اعداء هذا الدين، هجمة مخطط لها بكل دقة لكي تصد الناس عن هذا الدين، لئلا يشرق نور الاسلام على هذه الارض لذلك ان لم يتصد اهل العلم والخير والصلاح لهذه الهجمة فإن آثارها ستكون عظيمة وسنكون جميعاً محاسبين امام الله تعالى.
ان الساحة الاسلامية مليئة بحمد الله بأهل الخير والصلاح لكن مع الاسف تجد كثيراً منهم لا اثر له في مجتمعه بل لا اثر له في بيته واسرته، واذا تأملت في حاله تجد السبب في ذلك هو العجز والاعراض عن طلب معالي الامور والرضى بالاشتغال بأمور اخرى ليست مهمة وهذا العجز له اسباب كثيرة فقد يكون هذا العجز بسبب السآمة والملل او بسبب اليأس والاحباط او بسبب الانقباض وضيق الصدر او لاسباب اخرى كثيرة لن يتغلب عليها المسلم الا بالتوكل على الله والالتجاء اليه والعزم والاصرار على تجاوز هذه الاسباب، والانطلاق في الدعوة الى الله سبحانه وتعالي.
|