كأني بتلك النخلة الشامخة على شط دجلة تحاكي شقيقتها الأخرى على شط الفرات وتقول ماذا يريدون منا بصواريخهم وقنابلهم؟!
ماذا يريد هؤلاء «الغزاة» من بغداد وأهلها؟ مائها ونخلها؟!
وانظر إلى ذلك القروي وهو يسير بدراجته راجلاً شاخصاً بعينيه إلى السماء يتأمل كيف تحول فضاء العراق إلى أسراب من «الأباتشي» تلقي بسمومها وقذائفها على الأخضر واليابس وعلى كل ما هوحي في بلد الرافدين!!
إن المرء ليتعجب ويتحسر على ما آل إليه حال العراق اليوم ويحزن ويتألم من هذه الهجمة الاستعمارية الشرسة التي استهدفت المدنيين من الأطفال والنساء والشباب والشيوخ والفقراء في كل محافظات العراق!
لقد ادّعوا أنهم أتوا لتحرير العراقيين من حاكمهم و«عصبته» وكان هدفهم الأول والأخير ا ستعمار هذا البلد وأهله والسيطرة على مكتسباته وثرواته فهم ينظرون إلى العراق على أنه من أغنى بلدان العالم في النفط والثروة المائية والزراعية!
وزعموا أنهم أتوا لتخليص العراق من أسلحة الدمار الشامل وهم الذين جاءوا بأسلحتهم الفتاكة لترويع أهل العراق وقتل الآلاف من الأبرياء بالصواريخ والقنابل العنقودية!!
قال لهم بليكس لا يوجد في العراق أسلحة مشبوهة وأكد ذلك لهم البرادعي ومع ذلك أصروا على موقفهم وعلى الفتك بالعراق وأهله تحت ذريعة الأسلحة المزعومة وعناد ومكابرة نظامه الحاكم!!
إن هذه الغطرسة الأنجلو أمريكية إذا ما استمرت تجاه هذا البلد العربي المسلم فإنها ستجر إلى ويلات لا حدود لها وربما تجر العالم أجمع إلى حرب عالمية ثالثة قد تقضي على ثلثي البشر إن لم يكن جميعهم!
إن الحرب الطاحنة على العراق قد تحول منحاها من هدف واحد إلى أهداف أخرى وضعت العالم أجمع على صفيح ساخن والدليل هذه المظاهرات الصاخبة المناوئة للحرب التي تشهدها معظم بلدان العالم!
لقد هاجت أوروبا عن بكرة أبيها وانفجرت آسيا وغضب معظم الأمريكيين وتظاهروا في ولاياتهم رافضين الحرب ورافضين السياسة الجائرة لهذه الحرب الظالمة ومع ذلك لا يزال التعنت والإصرار عليها من قبل مسيريها مع علمهم أنها لن تخلف إلا الدمار وقتل الآلاف من الأبرياء والإضرار الاقتصادي بجميع دول العالم وتأجيج الكراهية والحقد بين شعوب الأرض كما أنها ستخلف وراءها المزيد من الهجمات الإرهابية وسقوط المزيد من الضحايا في جميع دول العالم!
إنها معركة خاسرة «فاسدة» ويجب إيقافها فوراً والعودة إلى المفاوضات السلمية ومنح المفتشين الدوليين عن الأسلحة المحظورة كما يدعون المزيد من الفرص كما أن على دول العالم جميعها قادة وشعوباً أن تقف في وجه هذه الهجمة الإمبريالية الشرسة وتقول لا للحرب نعم للسلام لا للاستعمار نعم لحرية الشعوب!
|