السفير جمال بيومي الأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب لـ الجزيرة :
ضرورة إقامة التكتلات الاقتصادية لمواجهة التحديات العالمية

* القاهرة - مكتب الجزيرة - محمد العجمي:
الاستثمارات العربية تدخل بين مطرقة الحرب وسندان المناخ الاستثماري الطارد في المنطقة الأمر الذي قد يدفع إلى مزيد من هروب الاستثمارات العربية إلى جانب الخسائر العربية .. حول تأثيرات الحرب المحتمله على الاستثمار في المنطقة وحجم خسائر الاقتصاديات العربية وكيفية التعايش مع هذه الازمة التقت الجزيرة بالسفير جمال بيومي الامين العام لاتحاد المستثمرين العرب.
في ظل التهديدات الحالية للمنطقة العربية ما تأثير ذلك على الاستثمارات العربية؟
بالطبع هناك عدة مجالات سوف تتأثر مثل حركة النقل والمواصلات والتأمين والشحن والنقل البحري والسياحة والبترول خاصة اذا سيطرت أمريكا ولكن هناك مبالغة في تقدير انخفاض البترول حيث يقدرها البعض 6 دولارات للبرميل ولكن خبراء البترول يعلمون ان تحت 16 دولاراً للبرميل تتوقف حقول العالم تصبح غير اقتصادية بل ان بعض الحقول الهامشية في الشرق الاوسط قد تتوقف لأنه يصبح غير اقتصادي واما الاستثمارات فيمكن ان تتوقف لفترة قصيرة ثم تستمر ولكن اذا طال المسرح العسكري فسوف يؤثر في أي استثمار وتوجهاته خصوصا في الفترة المتوسطة اما طول الاجل الذي يؤثر فيها ليس الحرب وانما المناخ العام في الشرق الاوسط.
* هل الحرب ستدفع إلى مزيد من الاستثمارات العربية للخارج واذا حدث فإلى أين؟
وجود حالة حرب يشجع الاستثمار سواء من المنطقة العربية أو الاجنبية إلى البحث عن مناطق اخرى سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة في أمريكا اللاتينية أو آسيا ولكن توجد مسألتان ستظلان تؤثران على مستقبل الاستثمار في المنطقة العربية الأول شق عسكري يتمثل في التهديد الإسرائيلي على المنطقة لأننا لا نأمن لدولة يحكمها شارون وكل ما صدر عن إسرائيل الغرض منه اجهاض أي أمل لعملية السلام وان محاولة العرب مع أمريكا لوقف العدوان. ما رأيك في حجم الخسائر التي سيتعرض لها الاقتصاد العربي من جراء العدوان المرفوض من القيادات والشعوب العربية؟
على الجانب الأمريكي سوف تكون هناك خسائر لا تقل عن 1500 مصاب منهم 500 قتيل أما الكارثة على العراق فهناك الالاف من المدنيين سوف يموتون وهناك اعباء مباشرة على الاقتصاد العربي لا تقل عن 15% إلي 17% من اجمالي الناتج المحلي العربي فهي ليس اقل من 110 إلى 120 مليار دولار يختلف من دولة عربية لأخرى فضرب العراق المباشر خسائر 20 مليار دولار خسائر دول الخليج الستة ما بين 60 إلى 70 مليار دولار ولن يعوضها البترول لو ارتفع 10 - 15 دولاراً للبرميل دول المغرب سيكون بين 500 و 600 مليون دولار تقرير قدمه الان جر ينسبان رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قدمه للكونجرس في 11 فبراير 2003م وانتقد بشدة سياسات الادارة الأمريكية بسبب توجهها نحو الحرب وفي الوقت الذي تخفض فيه الضرائب مما يؤدي لعجز الموازنة ستظل الولايات المتحدة تعوضه لمدة خمس سنوات وهذا العجز سيصل إلى 400 مليار دولار وحرض جزينسبان من تخصيص 420 تريليون دولار في موازنة الدفاع والامن منبها لأهمية ضبط الموازنة وخطورة العجز في معدلات النمو والتي لم تستجب لها اسواق المال واستمرت مؤشراتها في التراجع والعراق مازال عليه مديونيات خارجية تقدر ب 100 مليار دولار وتكاليف نتيجة للحرب في 91 وحالياً تقدر بنحو 380 مليار دولار فهل البترول العراقي يستطيع تغطية ذلك؟ لهذا نستبعد أن يكون وانما هو جزء من الصفقة السبب هو اعادة فك المنطقة ولهذا تتخوف تركيا حيث يتم عمل دولة كردية وفي جنوب السودان دولة وثنية رغم ان الغالبية مسلمة.
*هل في ذهنكم سيناريو معين للحد من الخسائر التي يتحملها الوطن العربي؟
بالتنظيم العربي وهو ما فعلته ألمانيا حيث قامت باعادة اقتصادها ولم يغضب الشرق لتوحيد ألمانيا وانما الغرب ولا سبيل للعالم العربي لمواجهة ذلك إلا اعادة دعم التنظيم الاقتصادي والاجتماعي العربي وحرية انتقال الفرد العربي.