* واشنطن أ ش أ:
وصف تقرير حديث للبنك الدولي حجم تدفق رؤوس الأموال إلى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأنه متواضع مشيرا إلى أن حجم الاستثمار الأجنبي المباشر في بلدان المنطقة وصل إلى ما بين مليارين وثلاثة مليارات دولار سنويا في الأعوام الأخيرة.
وذكر تقرير صادر عن البنك الدولي أمس الخميس بعنوان تمويل التنمية العالمية 2003 أن ما وصفه بهذا القدر المتواضع من تدفق رؤوس الأموال الخاصة أدى إلى تخفيض تعرض المنطقة لتقلبات شديدة وما يترافق معها من أزمات مالية ونقدية.
وقال التقرير إن عائد تدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة في الشرق الأوسط هو العائد الأدنى مقارنة بباقى مناطق العالم مشيرا إلى أن ذلك أدى جنبا إلى جنب مع الاحتمالات المجهولة المحيطة بالتوتر المفضى للحرب في العراق واستمرار الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى هبوط ثقة المستثمرين، وأقام العقبات أمام استمرار تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر إلى هذه المنطقة.
غير أن التقرير أشار إلى أن هذه المنطقة مازالت تتمتع بالامكانيات لاستقطاب رؤوس أموال خاصة أكبر حجما حسبما اتضح من نجاح إصدارات السندات التي طرحتها مصر وإيران والبحرين وقطر».
وأضاف التقرير «لقد ساعدت هذه الإصدارات في توسيع نطاق قاعدة المستثمرين وأنشأت معايير مرجعية لقطاع الشركات لكي يستفيد من الأسواق بمزيد من الثقة».
وتعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مصدرا مهما ووجهة مهمة أيضا لتحويلات العاملين، بالمملكة العربية السعودية والكويت وعمان والبحرين وكانت في السنوات الأخيرة مصادر مهمة للتحويلات إلى بلدان نامية أخرى شاملة بلدان أخرى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ذاتها.
وقال التقرير إن البلدان التي تلقت تحويلات كبيرة هي المغرب «373 ملياردولار» ومصر «279 مليار دولار» ولبنان «273 مليار دولار» والأردن 2 ملياردولار واليمن «178 مليار دولار».
وتلقت هذه المنطقة ما مجموعه 14 مليار دولار من التحويلات في عام 2002.
يقول مصطفي البابلى، رئيس الخبراء الاقتصاديين في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في البنك الدولي، إن الاغتراب وقدرة العاملين على الحركة والانتقال من الأمور المهمة للغاية بالنسبة للمنطقة، مشيرا إلى أن متوسط البطالة 20 في المائة ومعدلات بطالة الشباب قرابة ثلث المتوسط القومي ومن ثم تصبح قدرة العاملين على الانتقال ضرورية لتفادي الوقوع في الفقر والقضاء على إحباط جيل من العاملين الشباب.
أشار الخبير الدولي إلى مصر كأحد أمثلة الشواهد على تزايد استخدام التحويلات في أغراض الاستثمار في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
قال إن نسبة كبيرة من المغتربين العائدين في ثمانينيات القرن الماضي قاموا بإنشاء مؤسسات أعمال خاصة بهم باستخدام أموال أو موارد مالية كسبوها في الخارج.
غير أنه أشار إلى أنه في ضوء المخاطر الناجمة عن الحرب والصراع فإنه من المرجح أن تشهد تحويلات العاملين هبوطا خاصة وأن المصادر الأساسية لتلك التحويلات هى الكويت والسعودية وغيرها من بلدان الخليج.
|