* القاهرة - مكتب الجزيرة - أحمد سيد:
أعلن الدكتور ممدوح البلتاجي وزير السياحة المصري ان الحرب الدائرة حاليا ضد العراق أدت الى تدني معدلات الحركة السياحية الوافدة الى مصر بنسبة 50 % .
وقال خلال الندوة التي نظمتها جمعية الكتاب السياحيين المصريين حول «الانعكاسات السلبية للحرب على السياحة المصرية» والتي انعقدت ليلة أمس ان تدني حركة السياحة ترتب عليه تراجع حاد في معدلات الإشغال بنسبة 40 % خلال الأسبوع الأول من الحرب مقابل 59 % خلال العام الماضي ، إضافة الى إلغاء العديد من رحلات الطيران وانخفاض نسب الحجوزات وصدور بعض النشرات التحذيرية ونصائح السفر التي تدعو الأجانب لتوخي الحذر عند السفر لمنطقة الشرق الأوسط ( فرنسا كندا الولايات المتحدة ) .
وأضاف وزير السياحة المصري ان الانعكاسات السلبية لأزمة الحرب ضد تفوق ما ترتب على الأزمة الدولية التي وقعت في 11 سبتمبر 2001 .. مرجعا ذلك الى موقع العراق في بؤرة منطقة الشرق الأوسط، كما ان ما سبق الحرب من توترات وما يتزامن معها من انقسام دولي وردود فعل شعبية ورسمية مناهضة ، ناهيك عن تزايد الاحتمالات الخاصة بامتدادها خلافا للتوقعات السابقة كل ذلك أدى الى تفاقم آثارها الاقتصادية وانعكاساتها السلبية على حركة السياحة.
وتوقع البلتاجي استمرار الانحسار في الحركة السياحية لمصر خلال الفترة من يوليو الى سبتمبر القادم ولكن بمعدلات أقل (40 %) يعقبها خلال الفترة أكتوبر/ ديسمبر القادم تراجع بمعدل 35 % ، ليصل بذلك إجمالي الحركة السياحية المتوقعة الى 3 ،4 ملايين سائح أجنبي و20 مليون ليلة سياحية خلال العام الحالي وهو ما يعني تحقيق انخفاض قدره 35 % في أعداد السائحين و40 % في الليالي المتحققة .. منوها الى حتمية انعكاس هذا التراجع على الدخل السياحى المصري الذى قد يصل الى وأشار الى ان الحركة الوافدة لمصر خلال شهري يناير وفبراير الماضيين بلغت 828 ألف سائح أجنبي وأكثر من 5 ،1 ليلة سياحية .. مؤكدا انها معدلات تمثل زيادة كبيرة خلافا للتوقعات نظرا الى فعالية جهود إدارة الأزمة التي قامت بها الوزارة ومسارعتها بمخاطبة المجتمع الدولي لإجلاء موقف مصر من الأحداث الجارية وتأكيد استقرار الأوضاع الأمنية بالوطن وتوافر عناصر السلامة والأمان للزائرين فضلا عن الاستمرار في تنفيذ الحملات الترويجية بالخارج والحفاظ على تواجد مصر الفاعل والمؤثر في المعارض والمناسبات السياحية الدولية .
وتوقع وزير السياحة المصري انكماش العمالة في القطاع السياحى بحوالى 250 ألف فرد بخلاف 385 ألف عامل في الأنشطة المرتبطة بالسياحة بصورة غير مباشرة .. كما توقع زيادة حالات التعثر المالى للمنشآت الفندقية والسياحية وتباطؤ تنفيذ برامج الإحلال والتجديد والتردد في ضخ استثمارات جديدة مما سيؤدي الى العامين السابقين .
وحول الآثار المتوقعة على معدلات الإشغال الفندقي بعد اشتعال الحرب أوضح البلتاجي ان احتمالات التراجع في هذا القطاع تتراوح بين 40 و 45 % مما يؤثر سلبا على اقتصاديات تشغيل المنشآت الفندقية والأنشطة السياحية الأخرى فضلا عن الأنشطة والصناعات المرتبطة بها .. مشيرا الى تناقص حصيلة الدولة من النقد الأجنبي بنحو ملياري دولار عما كان متوقعا من قبل وانخفاض معدلات إنفاق السائحين بنحو 3 ،8 مليارات دولار وتراجع الحصيلة الضريبية بنحو 1 ،35 مليار دولار.وتناول وزير السياحة المصري محاور التحرك لمواجهة تداعيات الأزمة قائلا ان هدف إدارة الأزمة يتمثل في تحقيق أربعة ملايين زائر و25 مليون ليلة سياحية وثلاثة مليارات دولار كدخل سياحى خلال العام الحالى رغم ظروف الحرب .. مؤكدا على أهمية المشاركة والتعاون بين كافة الوزارات والهيئات المعنية لادارة الأزمة .
يلزم من إجراءات للحد من تداعياتها مع تقدير حجم الدعم المادي المطلوب لضمان فعالية جهود إدارة الأزمة .. منوها الى ان إشراك اتحادات القطاع الاستثماري الخاص في تلك الجهود يسمح بالتعرف على انعكاسات الأزمة على اقتصاديات التشغيل والاستثمار وتحديد سبل المواجهة .وأكد على أهمية مواجهة مخاطر انحسار الحركة السياحية من خلال السعي لإلغاء النشرات التحذيرية الأجنبية في ضوء استتباب حالة الأمن في بلادنا بما يكفل سلامة وأمان الزائرين .. موضحا أهمية زيادة الاعتمادات المالية لخطة التنشيط لمواجهة المنافسة المتوقعة في ظل الركود السياحي الراهن ومراجعة ترتيب أولويات الحملات الإعلانية وفق مواقع دول الإرسال من الأزمة ، إضافة الى مد أجل برنامج تحفيز حركة الطيران العارض لمدة ستة شهور أخرى (أكتوبر 2003) .
وأضاف ان هذا التعاون التنظيمي يمثل المحور الأول للتحرك ويستهدف اتخاذ ما تراجع يتراوح بين 30 و 40 % في معدلات زيادة الطاقة الايوائية الفندقية قياسا الى 2 ،25 مليار دولار محققا تراجعا نسبته 38 % مقارنة بالعام الماضي.العراق على حركة السياحة الدولية بصفة عامة وعلى السياحة المصرية بصفة خاصة .
|