الاقتصاد الأمريكي مهدد في حالة استمرارالحرب على العراق لفترة طويلة

* القاهرة - أحمد زين - أ.ش.أ:
بات الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش مهددا بأزمة اقتصادية طاحنة قد تستفحل في حال استمرار الحرب على العراق لفترة طويلة ومن ثم تهدد خططه للدخول في غمار حملة الانتخابات الرئاسية لفترة ولاية جديدة في عام 2004.
وبينما يتحدث الرئيس الأمريكي عن نصر مؤكد على العراقيين تقول أرقام الموازنة الأمريكية عن العام الحالي إن الاقتصاد الأمريكي مهدد بمشكلة حقيقية قد تتفاقم في حالة استمرار الحرب لفترة طويلة.
فبدون احتساب الآثار المترتبة على المخصصات الاضافية التي يطلبها الرئيس بوش لمواصلة الحرب ضد الارهاب على حد قوله والبالغة 75 مليار دولار فإن حجم العجز في الموازنة الأمريكية يبلغ وفق الموازنة العام الحالي 304 مليارات و200 مليون دولار بنسبة 8 ،2 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي البالغ عشرة تريليونات و756 مليارا و800 مليون دولار.ومما يفاقم من عبء تزايد العجز في الميزانية الأمريكية في العام الحالي ويفرض ضغوطا اضافية على الشعب الأمريكي ومن ثم صانع القرار أن ميزانية السنة الماضية شهدت عجزا آخر بلغ 157 مليارا و800 مليون دولار بنسبة 5 ،1 بالمائة من الناتج المحلي الاجمالي.
ويؤكد الخبراء أن تفاقم عجز الموازنة لن يكون الأثر السلبي الوحيد للحرب الأمريكية على العراق، بل ان انخفاض معدل الانفاق الاستهلاكي الذي يشكل نسبة الثلث من الناتج المحلي الأمريكي سيكون هو الأكثر ضررا بالاقتصاد الأمريكي.
وعلى الرغم من قتامة الصورة بالنظر الى الاقتصاد الأمريكي فإن الخبراء العسكريين يؤكدون أن الوضع على ساحة المعركة لا يقل قتامة عن مثيله الاقتصادي.
ويقول أحد هؤلاء الخبراء إن سقوط بغداد في قبضة القوات الأمريكية والبريطانية ليس هو المحك، إنما مدى صمود هذه القوات ومكوثها داخل العاصمة ومواجهة حرب العصابات المتوقعة هو المحك الحقيقي لقدرة هذه القوات على تحقيق أهدافها.ويضيف أن الأخطاء التي تقترفها القوات الامريكية البريطانية والتي تقتل عشرات المدنيين العراقيين ستزيد من الكراهية الدفينة داخل قلوب الشعب العراقي تجاه هذه القوات الغازية وهو الأمر الذي سيتسبب في كابوس للقوات الأمريكية والبريطانية حال دخولها الى بغداد أو أي من المدن العراقية الكبرى الأخرى التي تضم نحو سبعة ملايين عراقي يحملون السلاح.ويظهر استطلاع للرأي أجرته شبكة سي بي إس الاخبارية الأمريكية أن 55 بالمائة من الأمريكيين يعتقدون أن البيت الأبيض قلل من إمكانات المقاومة العراقية.. بينما يرى 37 بالمائة منهم فقط أن تقدير الادارة الأمريكية للمقاومة كان صحيحاً.