* دمشق - الجزيرة: عبدالكريم العفنان:
مؤشرات السياسة الاقليمية توحي بأن هناك منحى مختلفاً عن المراحل الاولى للحرب خصوصا مع توقف ضخ النفط العراقي عبر سوريا وتركيا وبغض النظر عن الاسباب التي اوجبت هذا التوقف، لكن ضمن مؤشر اول مسألة اقتصادية ستطول معظم دول المنطقة، رغم ان سوريا ولأكثر من عقدين لم تستخدم هذه الانابيب. وفي هذا الاطار توقع مصدر دبلوماسي عربي في دمشق ان يعقد اجتماع يضم كلا من وزراء خارجية سوريا وايران وتركيا. وبين المصدر في حديث مع الجزيرة ان اتصالات وزير الخارجية السوري مع غول وخرازي سعت لتنسيق المواقف تمهيداً لعقد مثل هذه الاجتماعات خصوصا ان الدول الثلاث تملك موقفا متوافقا من مسألة الحرب على العراق، وهي ايضا من اكبر المتضررين سياسيا على الاقل من هذه الحرب. وركز المصدر على ان مثل هذا الاجتماع يمكن ان يعقد في دمشق نظرا لأن سوريا هي المهتمة اكثر بشأن عقده، لكنه اضاف ان امكانية انعقاده ستحددها الظروف السياسية في مسار الحرب على العراق، معتبرا ان سوريا تريد تعبئة الجهود الاقليمية من جديد، للحد من طبيعة الحرب التي اتخذت مسارا عنيفا طال المدنيين قبل العسكريين. وأوضح المصدر ان التهديدات الامريكية لسوريا ربما تسرع من اجراء سياسي تنوي سوريا اتخاذه اقليميا.
وحول المسائل التي تعتبرها كل من ايران وتركيا وسوريا مترابطة ويجب بحثها في ضوء تطورات الحرب الحالية، ركز المصدر على ان اتصال وزير الخارجية السوري بنظيريه الايراني والتركي جاء عشية مباحثات كولن باول في انقرة، مما يوضح ان سوريا تريد تدعيم موقفها السياسي بآلية اقليمية فعالة، تدفع في مرحلة لاحقة الى عدم طرح مشاريع سياسية لا تتوافق والمصالح الاقليمية.
واكد المصدر ان تكثيف التحرك الدبلوماسي حاليا يؤكد على:
-اقتراب اشتعال الجبهة الشمالية، وهو شأن يهم الدول الثلاث نظرا لطبيعة الامتداد الكردي خارج كردستان العراق، واذا كانت سوريا لا تتخوف داخليا من الموضوع الكردي، لكنها تعتبر ان وحدة العراق وسلامة اراضيه مرهونتان بضبط هذا الموضوع وعدم اتاحة حالة تؤدي إلى انقسامات ودويلات تفتت المنطقة ككل. وهذا الامر يقلق تركيا وايران ايضا اللتين تعتبران الوجود الكردي موضوعاً حساساً ولا يمكن حله من خلال الحروب او فرض الأمر الواقع.
- دخول المنطقة ببوادر ازمة طاقة، بعد تردد انباء عن توقف الضخ في الانابيب عبر تركيا وسوريا. وهذا الموضوع حسب نفس المصدر يؤرق ايران لأن خطوط تصديرها يمكن ان تتعرض للخطر في حال استمرار الحرب. وربط المصدر بين مسألة الطاقة وما يمكن ان تتعرض له اقتصاديات الدول الثلاث من ارتكاسات اذا ما استمرت الحرب لفترة طويلة، لان القطاعات الانتاجية في الدول الثلاث تمر بأزمة نتيجة الحرب وارتفاع اسعار التأمين على الصادرات والواردات.
من جانب آخر اعتبر المصدر ان الاتصالات بين الدول الثلاث تؤكد على مواقفها، رغم ان سوريا وايران تتعرضان اكثر من تركيا لانتقادات الولايات المتحدة. وقال ان تركيا تعتبر الحرب مسألة معقدة اخلت بالامن القومي لكل دول المنطقة، وهذا ما جعل موضوع فتح الجبهة الشمالية للعراق من تركيا موضوع مباحثات لم تنته حتى اليوم. فمثل هذا الموضوع لا يشكل بعدا اقتصاديا فقط لتركيا، وخسارتها المساعدات الامريكية هو جانب واحد من الازمة. لأن الحرب تترك الشمال العراقي امام احتمالات مفتوحة وغير واضحة، وسيؤثر على مستقبل الدول الثلاث. واعتبر المصدر ان عدم دخول اطراف عربية اخرى في مثل هذا الاجتماع يؤكد على تقارب مواقف سوريا وايران وتركيا اكثر من اي وقت مضى.
|