Friday 4th april,2003 11145العدد الجمعة 2 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

في حديث لوكالة الأنباء الأردنية.. الملك عبدالله الثاني: في حديث لوكالة الأنباء الأردنية.. الملك عبدالله الثاني:
سنواصل مساعينا لتجاوز معاناة العراقيين

  * عمان عبدالله القاق:
أكَّد جلالة الملك عبدالله الثاني أن الثوابت التي تربينا عليها هي نفس الثوابت.. لم ولن تتغير.. ونحن.. منسجمون مع أنفسنا ومع شعبنا الرافض لغزو العراق.. وان الأردن لم ولن يكون منطلقاً لضرب العراق الشقيق.. ولن تستخدم أجواؤه في هذه الحرب.. وقال في حديث لوكالة الأنباء الأردنية: إنني مسلم وعربي وهاشمي.. وحرصي على شعبي وأمتي لا يزايد علي أحد به.
وأضاف جلالته: إننا نحرص على أن تبقى علاقاتنا التاريخية والأخوية مع الشعب العراقي الشقيق متينة حاضراً ومستقبلاً.. مؤكِّداً على انه لم يقف بلد مع العراق كما وقفنا وقلنا لا لضرب العراق.. يوم قال الكثيرون.. نعم، ومازلنا على موقفنا الرافض للحرب.
وأكَّد جلالة الملك عبدالله الثاني اننا لم ندخر جهداً منذ اليوم الأول للتعبير عن رفضنا للحرب.. ولن تتوقف اتصالاتنا مع الأشقاء ومع بعض الدول الصديقة لمحاولة بلورة موقف مطالب بوقف الحرب.. ومازلنا نسعى جادين لوقفها بأسرع وقت ممكن.
وقال جلالته: إنه في هذه الظروف الصعبة التي تمر على منطقتنا وعلى بلدنا، فإن أهم شيء هو تماسك جبهتنا الداخلية.. فكلما كنا أقوياء ومتماسكين استطعنا ان نخدم أشقاءنا وندافع عن مصالحنا ومصالح أمتنا بعزم.. وثبات.
ورداً على سؤال حول ما أشيع عن وجود قوات إسرائيلية في الأردن قال جلالته: ان من العيب.. بل من الخطير ان نسمع هذا الكلام في بعض وسائل الإعلام. العربية.. لا يمكن ان نقبل بوجود مثل هذه القوات على أرضنا بأي حال ولا في أي ظرف.. وأنا أثق بشعبنا وبجيشنا العربي المصطفوي الذي يميز الحقائق من مثل هذه المزاعم التي لا يراد من ورائها سوى تشويه موقفنا وموقف شعبنا تجاه أشقائنا في العراق.
* س/ جلالة الملك.. سمعنا أيضاً عن خطط لنقل قوات عسكرية أمريكية كان من المقرر ان تنطلق من الأراضي التركية إلى العراق.. وبعد رفض تركيا أشارت بعض وسائل الإعلام إلى ان هذه القوات سيتم نقلها للأردن للانطلاق منه باتجاه العراق؟
ج/ اطلاقاً.. لا يمكن ان نسمح بذلك.. لقد سمعت عن هذا الموضوع كما سمعتم انتم عبر وسائل الإعلام.. وأؤكد لك.. انه لم يتم طرح هذا الموضوع علينا أبداً.. ولن نسمح به اطلاقا.. فنحن منسجمون مع انفسنا ومع شعبنا الذي رفض وأدان الغزو.. فكيف نسمح ان نكون شركاء في هذه الحرب لا سمح الله؟
* س/ وهناك من أشار أيضاً إلى وجود قوات إسرائيلية في الأردن؟
ج/ من العيب بل من الخطير ان نسمع هذا الكلام من بعض وسائل الإعلام العربية.. لا توجد قوات إسرائيلية في الأردن.. ولا يمكن ان نقبل بوجود مثل هذه القوات على أرضنا بأي حال من الأحوال.. ولا في أي ظرف كان.. ونحن أرض الجيش العربي المصطفوي.. أنا أثق بشعبنا الذي يميز الحقائق من مثل هذه المزاعم التي لا يراد من ورائها سوى تشويه موقفنا وموقف شعبنا تجاه أشقائنا في العراق.
للأسف هناك قضايا يتم الترويج لها من جهات هدفها الإساءة للأردن.. ويتم التعاطي معها في وسائل الإعلام بدون أساس أو تفكير.. ليس فقط في القضايا السياسية.. بل وصل الأمر إلى القضايا الاجتماعية والصحية إلى درجة ان قضية مثل اعطاء أبنائنا وبناتنا في المدارس فيتامينات لتحسين قدراتهم البدنية والذهنية أثارت جدلاً في أوساط المجتمعات المحلية والطلبة والأهالي الذين للأسف وقعوا ضحية إشاعات الطابور الخامس.. وكأن هناك مؤامرة عليهم برغم انني أول من بادر بإعطاء أبنائي من هذه الفيتامينات.. إضافة إلى انني بذلت مساعي حثيثة مع شركات الأدوية الأردنية لتصنيع وإنتاج هذه الفيتامينات في الأردن.. وقد استجاب أصحاب هذه الشركات بقلوبهم قبل أموالهم احساساً بالمسؤولية الوطنية والتزاماً منهم بصحة هذه الشريحة الغالية من أبنائنا وبناتنا.
* س/ جلالة الملك موقف الأردن من طرد ثلاثة دبلوماسيين عراقيين منح بعض المتشككين فرصة لمحاولة النيل من الموقف الأردني تجاه العراق الشقيق؟
ج/ أولاً أود ان أؤكِّد لك.. اننا نحرص على ان تبقى علاقاتنا التاريخية والاخوية مع الشعب العراقي متينة حاضراً ومستقبلاً.. أما بخصوص مسألة الدبلوماسيين العراقيين فقد أوضحت الحكومة أسباب قيامها بالطلب من هؤلاء الدبلوماسيين مغادرة الأراضي الأردنية.. ولا أريد ان أعلق أكثر من ذلك في الوقت الحاضر. من المؤسف ان هؤلاء الدبلوماسيين تجاوزوا حدود عملهم الدبلوماسي.. ولكن.. لحرصي على ان تبقى علاقاتنا مع العراق طيبة.. طلبت تجاوز هذه القضية وعدم التصعيد.
وقد وجهت الحكومة بأن تقدم كل التسهيلات للأشقاء العراقيين القادمين إلى المملكة والمقيمين فيها والمغادرين منها لمساعدتهم في تجاوز هذه المحنة.. وصون حقوقهم.. وطمأنتهم بأن أشقاءهم الأردنيين لن يتخلوا عنهم أبداً.. وسنحافظ على حقوق الاخوة العراقيين وعلى استثماراتهم في الأردن كما كنا دوماً.
* س/ رفعت مجموعة من الشخصيات الأردنية وثيقتين إلى جلالتكم حول الموقف الأردني من العراق الشقيق؟
ج/ أطلعت على عدة وثائق.. وأنا أحترم أصحابها ولكنني أود ان أتساءل.. وهل كل ما قمنا ونقوم به تجاه اخواننا في العراق يختلف عما جاء في بعضها؟ أنا مسلم وعربي وهاشمي.. وحرصي على شعبي وأمتي لا يزايد علي أحد به.. وأود ان أطمئن شعبي قبل كل شيء.. أن الثوابت التي تربينا عليها هي نفس الثوابت.. لم ولن تتغير.. لم يقف بلد مثل الأردن مع العراق كما وقفنا.. وقلنا لا لضرب العراق يوم قال الكثيرون.. نعم، ولا مازلنا على موقفنا الرافض للحرب.
بالنسبة لي هذه الوثائق تمثل التعددية الأردنية التي تتيح للجميع التعبير عن آرائهم بحرية.. لكن يظل هناك قاسم مشترك يجمع عليه الجميع.. وهو إدانة الحرب.. والحرص على صون وحدتنا الوطنية.. وفي هذه المرحلة الدقيقة آمل من الجميع الارتقاء إلى مستوى التحديات بأعلى درجات الوعي والمسؤولية. وفي المواقف الصعبة يمتحن الرجال..
شعبنا يدرك اليوم ما هو موقفنا.. وما قدمنا ونقدم للعراق الشقيق.. كل جهودنا واتصالاتنا في هذا العام وخلال الأعوام الماضية استثمرناها للدفاع عن قضية العراق لحرصنا على ألا تصل الأمور إلى ما هي عليه الآن.. وما زلنا نسعى جادين لوقف الحرب بأسرع وقت ممكن.. شعبنا الأردني.. وأنا واحد منهم.. ندين بشدة قتل الأطفال والنساء.. ونتألم ونحزن ونحن نرى على شاشات التلفزة تزايد أعداد الشهداء من المدنيين العراقيين الأبرياء.. وأنا كأب أشعر بألم كل أسرة عراقية.. وكل طفل وأب عراقي.. وفي نفس الوقت أدرك ان انتماء الأردنيين وشعورهم القومي وكبرياءهم يجعلهم في حالة رفض وإدانة مطلقة لما يجري لأشقائهم في العراق من قتل ودمار.
ومع ذلك.. في هذه الظروف الصعبة التي تمر على منطقتنا وعلى بلدنا فإن أهم شيء هو تماسك جبهتنا الداخلية.. فكلما كنا أقوياء ومتماسكين.. استطعنا ان نخدم أشقاءنا وندافع عن مصالحنا ومصالح أمتنا بعزم وثبات.
* س/ رغم كل ذلك.. هل هناك من تحركات دبلوماسية لوقف الحرب؟
ج/ منذ اليوم الأول للحرب لم ندخر جهداً للتعبير عن رفضنا لهذه الحرب.. حيث استمرت تحركاتنا واتصالاتنا مع الأشقاء العرب ومع بعض الدول لمحاولة بلورة موقف يؤدي إلى وقف الحرب على العراق الشقيق بأسرع وقت.. ولن نتوقف عن اتصالاتنا لوقفها.. والعمل على إيجاد السبل الكفيلة لمساعدة الشعب العراقي.. وهذه نقطة هامة جداً.. فلا بد ان يتكاتف المجتمع الدولي للعمل من أجلها.. فالشعب العراقي الشقيق يعاني أشد المعاناة اليوم.. وبحاجة إلى كل دعم ممكن يخفف من معاناته ويمكنه من تجاوز هذه المأساة.
* س/ جلالة الملك.. نشرت إحدى الصحف العربية الصادرة في لندن.. أن وفداً من الحركة الملكية الدستورية العراقية المعارضة التي يتزعمها الشريف علي بن الحسين زار سوريا في الحادي عشر من الشهر الجاري.. والتقى مسؤولين سوريين كباراً فيها.. وكما ورد في النبأ، فإن الوفد طلب طباعة مليون صورة وعلم يتضمن أحد وجهيهما صورة للشريف علي بن الحسين ومكتوب عليها ملك العراق.. هل يمكن لجلالتكم التعليق على هذا الموضوع؟
ج/ كما ذكرت في بداية حديثي.. نحن لا يمكن ان نقبل التدخل في الشأن العراقي.. وفي خيار شعب العراق.. ونرفض أيضاً ان يملي أحد على هذا الشعب الشقيق خياره ومستقبله واختيار قيادته.. الأردن لم يكن ولن يكون طرفاً في هذه المسألة.. وإن سمحت بعض الدول لنفسها ان تتدخل في شأن العراق.. فهذا هو شأنها.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved