* القاهرة - مكتب الجزيرة سناء عبد العظيم - محمد الرماح:
وسط تلاحق أحداث الحرب على العراق تصاعد الجدل فجأة بالقاهرة حول نظام عربي بديل للجامعة العربية ونظام أمني جماعي جديد.
وازاء هذا الجدل أكد الامين العام للجامعة العربية أن استبدال الجامعة العربية ليس أمرا سهلا. وطالب موسى في تصريحات له امس بضرورة نظام عربي أمني جديد يكون على رأسه موضوع اسلحة الدمار الشامل مؤكدا ان أي نظام امني اقليمي يجب ان يكون جزءاً من نظام امني اقليمي يمنع وجود أسلحة الدمار الشامل في اي دولة من دول المنطقة الشرق الاوسط لأن الأمور لن تستمر بهذا الشكل . وقال موسى إن مسألة استبدال الجامعة العربية بنظام آخر مسألة ليست سهلة والجامعة التي جمعت جميع العرب باختلاف توجهاتهم وارتباطاتهم يبحث ان تبقى واشار الى ان العالم العربي وصل الى حالة الازمة انكشف فيها العمل العربي المشترك يستدعي ان ننظر نظرة جادة ومختلفه لكيف يكون النظام العربي بعد هذه الكبوة الكبرى بالنسبة للاعتداء على العراق وقال موسى انه بعدما حدث في العراق وفلسطين لا بد من اعادة النظر في الشأن العربي وان يوضع الامر بكل صراحة ولكن وقته لم يحن بعد وانما هناك تفكير بشأنه ويمكن ان تطرح افكار بشأنه ولكن المعركة والحرب أخطر من ان نتركها وتركيزنا الان هو وقف الحرب على العراق وحول الموقف العربي في مجلس الامن وعدم طرح صيغة لمشروع القرار العربي قال موسى لحسابات معينة رأينا الا نطرح الامر ولذلك سنلجأ الى الامم المتحدة.
واوضح عمرو موسى ردا على سؤال حول الاتهامات التي توجه الى الجامعة العربية قائلا ان الجامعة العربية ليست سوى مرآة للدول العربية واضاف موسى ان مهمة الجامعة العربية هي ان تنفذ قرارات مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة او على مستوى الوزراء وهي مهمة لا يمكن ان تنتقد بشأنها الجامعة ولكن الامين العام يقوم بمهمته من منطلق ايمانه العربي وفي مواجهة موقف خطير جدا تتعرض له دولة عربية هي العراق في حرب فيها عشرات الالوف من الجنود يقومون بغزوها وضربها وهناك قرار من القمة واضح في رفض العدوان ويؤكد على ضرورة مواجهة هذا الغزو وتأتي تصريحات موسى بعدما أشارت مصادر الى ان هناك مشاورات حول نظام الامن الجماعي وقد تكون الجامعة العربية من ضحايا الحرب على العراق واستنتج محللون من تصريحات الرئيس حسنى مبارك الاخيرة ما يؤكد هذا الاتجاه حيث أشار الرئيس مبارك اثناء لقائه مع قادة وضباط الجيش الثالث الميداني ان تداعيات الحرب العراق تثير تساؤلات اعمق حول مصداقية نظام الامن الجماعي وكذلك حول صدقية توجهنا نحو تحقيق حد ادنى متفق عليه من التسيق العربي المبني على الثقة المتبادلة غير ان أحمد ماهر وزير الخارجية المصري اكد ان مصر لم تدع الى نظام عربي بديل عن الجامعة العربية وقال في رده على أسئلة الصحفيين أمس بمقر وزارة الخارجية ان ما تحدث عنه الرئيس حسني مبارك في خطابه هو نظام جماعي عربي وليس نظاماً جديداً.
واضاف ان الجامعة العربية موجودة والمقصود هو اسلوب التعامل في اطار الجامعة العربية يحافظ على حقوق الجميع وان تكون هناك علاقات سوية بين الدول العربية وهذا هو ما أشار اليه الرئيس مبارك. وعن الصعوبات التي تواجه عقد اجتماع للجمعية العامه للأمم المتحدة لمناقشة العدوان الأمريكي على العراق قال ماهر إن الاتصالات العربية تسعى من منطلق الرغبة في سرعة انعقاد هذا الاجتماع فأن المتاح حاليا هو الدعوة لعقد اجتماع مستأنف لتفادي التأخير في اجراءات الدعوة لاجتماع استثنائي والذي يحتاج الى موافقة 96 دولة. واشار الى ان المطروح حاليا هو بحث موضوع العراق تحت بند الشرق الاوسط نظرا لخلو جدول اعمال الجمعية العامة السابقة من موضوع الازمة العراقية.
واعرب ماهر عن امله في ان تتمخض الاتصالات عن شيء ايجابي في هذا الخصوص وعن دعوة الولايات المتحدة لتشكيل فرق تفتيش دولية جديدة على اسلحة العراق بعيدا عن لجان التفتيش الدولية المشكلة من جانب الامم المتحدة قال ماهر انه سبق لمصر ان اكدت على ضرورة اتاحة الفرصه حتى يستكملوا عملهم واذا كان سيعود فريق المفتشين للعراق مرة أخرى فيجب ان يعود بصفته السابقة نفسها اي تحت مظلة الامم المتحدة وعما ذكره وزير الخارجية الأمريكي بأن الحرب ضد العراق هي لتحقيق الامن و السلام لاسرائيل قال ماهر ان ما هو لصالح الاستقرار في الشرق الاوسط ولصالح امن فلسطين واسرائيل هو التوصل لتسوية المشكلة الفلسطينية على اساس الشرعية الدولية فهذا هو ما يحقق الاستقرار والسلام بالمنطقة.
|