* نيويورك د ب أ:
في الوقت الذي تشق فيه قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة طريقها بصعوبة نحو بغداد أعلن كوفي عنان السكرتير العام للامم المتحدة أنه لا يلوح في الافق أي بادرة لوقف إطلاق النار وأنه لا يستطيع التنبؤ في الوقت الراهن بأمد هذه الحرب. وقال عنان في مقابلة مع قناة «الجزيرة» مساء الاربعاء/ إنه اجتمع مع أعضاء مجلس الامن الخمسة عشر لبحث الحرب وان معظمهم أعرب عن أمله في انتهاء الحرب بأسرع ما يمكن. ورداً على سؤال عن إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار قال عنان انه لا يرى إمكانية لذلك وإن كان يأمل في حدوثه. وأضاف عنان في حديثه من مقر المنظمة الدولية في نيويورك «إننا نريد أن تنتهي هذه الحرب وأن يتم ذلك بأسرع ما يمكن لأننا نرى عواقب هذه الحرب.. إنها كارثة إنسانية. والجميع خاسرون». وقال إنه لا يريد أن يوزع الاتهامات بشأن فشل مجلس الامن في إيقاف الحرب التي تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا وهما من بين الاعضاء الخمسة الدائمين في المجلس الذين لهم حق النقض (الفيتو). وأوضح عنان أن المنظمة بذلت جهوداً كبيرة في محاولة لوقف الحرب مشيراً إلى أن هذه الجهود التي قام بها أولئك الذين يرغبون في دعم ميثاق الامم المتحدة وإيجاد حل سلمي في العراق لم يسبق لها مثيل. وقال «إننا جميعاً نشعر بالالم مثل أي شخص آخر في هذا المبنى.. تجاه ما يحدث حاليا» في العراق. وأوضح السكرتير العام للمنظمة الدولية انه نفسه يشك في مشروعية هذه الحرب قائلاً إن المجلس لم يوافق عليها رغم ادعاءات واشنطن ولندن بأن قرارات الامم المتحدة تفوضهما باتخاذ عمل عسكري لنزع أسلحة نظام الرئيس العراقي صدام حسين. وقال عنان «إنني لم أبرر ولم أؤيد هذه الحرب مطلقا». ودافع عنان الحائز على جائزة نوبل للسلام عن قراره سحب مفتشي الاسلحة والموظفين الدوليين العاملين في برنامج النفط مقابل الغذاء قبل يوم أويومين من بدء الحرب في 20 آذار /مارس/. وقال إن هؤلاء الاشخاص كانوا آخر من غادرالعراق بعدما أمرتهم حكوماتهم بالمغادرة.
وتعرض عنان لانتقادات خاصة بسبب سحب موظفي برنامج النفط مقابل الغذاء حيث قال منتقدوه ان وجود هؤلاء العاملين كان من الممكن أن يحول دون وقوع الحرب وإنهم كان بوسعهم مواصلة العمل في تقديم الخدمات الانسانية للمدنيين العراقيين الواقعين تحت وطأة الحرب. لكن عنان قال إنه يتحمل مسؤولية حماية موظفي الامم المتحدة من أي خطر. وأضاف ان الموظفين الدوليين عند عودتهم للعراق سوف يعملون مع مواطنين عراقيين لاستئناف برنامج النفط مقابل الغذاء الذي يستخدم عائدات النفط العراقية في شراء الغذاء والادوية والضروريات وتوزيعها على 45 ألف مركز توزيع في أنحاء العراق. وقال سكرتير عام الامم المتحدة ان المنظمة يتعين عليها عند انتهاء الحرب التعامل مع الاطراف المسيطرة في العراق لتنفيذ البرنامج الانساني. وفي الاسبوع الماضي فوض مجلس الامن عنان باستئناف البرنامج لمدة 45 يوماً لتوزيع إمدادات بقيمة تزيد على ملياري دولار تم شراؤها قبل نشوب الحرب. وأوضح أن استئناف المهمة لا يعفي قوات التحالف من التزاماتها تجاه رعاية السكان المدنيين طبقا لمعاهدات جنيف. وأضاف عنان ان قوات التحالف يجب أيضاً ألا تمنع توزيع الغذاء على العراقيين المؤيدين لنظام صدام.
|