* البصرة النجف الكويت الوكالات:
أعلن ناطق عسكري بريطاني أمس الخميس إن القوات البريطانية التي تخوض معارك للسيطرة على مدينة البصرة لا تزال تواجه مقاومة من قبل حوالي ألف مسلح عراقي يقاتلون إلى جانب القوات النظامية التي عادت إلى المدينة.
من جهتها تحاول القوات الأمريكية تأمين وسط مدينة النجف بجنوب العراق وقال ضباط: إنهم يبحثون عن فدائيي الرئيس العراقي صدام حسين وحزب البعث الحاكم.
وأعرب ضباط أمريكيون عن اعتقادهم بأن معظم الفدائيين ألقوا السلاح وفروا لكن هناك قلة صامدة تواصل القتال.
وقال الكولونيل جوزيف اندرسون وهو قائد لواء في الفرقة 101 المحمولة جوا لرويترز «دمر موقع آخر للفدائيين».
وقالت صحيفة نيويورك تايمز: إن ضباط الجيش الأمريكي يجرون اتصالات مع مساعدي رجل دين شيعي كبير في المدينة على أمل الاتفاق حول كيفية إدارة النجف في غياب القوات العراقية النظامية وغير النظامية.
وترددت أصوات مدافع المورتار وانفجارات الصواريخ قبل الفجر ثم أقدم الجنود الأمريكيون على مهمة صعبة للقيام بعمليات تفتيش من منزل لمنزل وتأمين الضواحي.
وقال الكابتن جيه.بي. سووبس من الفرقة 101 المحمولة جوا التي تقود محاولة السيطرة على النجف «كل مبنى يمكن أن يجيئنا بمفاجأة، إنها عملية تستهلك الكثير من الموارد كما تستغرق وقتا.
وذكر جنود أنهم ضبطوا كميات من القذائف الصاروخية والبنادق وأيضاً أنظمة إطلاق صواريخ خلال تفتيشهم للمنازل أمس الأول.
وقال ضباط أمريكيون: إنهم عثروا على ورشة لتصنيع الألغام في جامعة محلية وهو ما يشير إلى استمرار المقاومة.
وصرحوا بأن المناطق التي طهرت أمس الاربعاء من الألغام لغمت من جديد أمس.
وأسرت القوات عشرات من فدائيي صدام والبعث المشتبه فيهم لكن القتال كان أقل مما توقعه ضباط أمريكيون.
وأثناء تقدمهم البطيء في المدينة كان الجنود يركزون بحثهم بشكل خاص عن عربات نقل خفيفة وشاحنات صغيرة ذات أسطح مفتوحة من الخلف يمكن أن تستخدم في القتال وتزود بمدافع مضادة للطائرات وأسلحة آلية.
وشاهد مراسل رويترز كيران موراي بقايا عربتين من هذا النوع دمرتا فيما يبدو في غارة لطائرات ايه/10 وورثوج وقتل من فيهما.
كانت غالبية السكان تقف ساكنة أو تحتمي في بيوتها لكن البعض لوح وابتسم للجنود الأمريكيين، وزعمت القوات البرية الأمريكية انها تتقدم نحو العاصمة العراقية بغداد مدعية أنها قضت في طريقها على فرق مهمة في قوات النخبة من الحرس الجمهوري، فيما تواصلت الضربات الجوية على العاصمة العراقية لكن مسؤولي البنتاجون حذروا من أن «قتالا شرسا ينتظر» القوات الأمريكية والبريطانية.
وعبرت الفرقة الثالثة مشاة الأمريكية جسرا على الفرات قرب مدينة كربلاء فيما وصلت عناصر أخرى من الفرقة إلى مسافة 50 كيلو مترا، كما يخوض مشاة البحرية قتالا عنيفا ضد الفرقة الحادية عشرة مشاة العراقية في الناصرية.
من جانبها، واصلت القوات البرية البريطانية قصف مقار حزب البعث الحاكم في مدينة البصرة الجنوبية، ثاني أكبر المدن العراقية التي تشهد مقاومة شرسة من جانب الفرقة الميكانيكية الواحدة والخمسين العراقية والقوات غير النظامية.
وقد تعرضت وحدات الحرس الجمهوري التي تدافع عن بغداد لضربات جوية على خطوط الجبهة لعدة أيام متتالية، مما أسفر عن تدمير المدفعية والدبابات العراقية.
وساعد القصف المتواصل في تقدم الفرقة الثالثة مشاة الأمريكية في مسار مواز لضفة نهر الفرات وفي عبور مشاة البحرية نهر دجلة، انطلاقا من الكوت، في طريقهم إلى بغداد، وبينما استمر زحف القوات الأمريكية والبريطانية بدأت فرق من الحرس الجمهوري من شمال بغداد في التحرك جنوبا لتعزيز خطوط الدفاع عن العاصمة.
وتحرك العدد الأكبر من القوات من فرقة نبوخذ نصر الميكانيكية المتمركزة بالقرب من مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي صدام حسين، كما تحركت قوات من فرقتي النداء وحمورابي المدرعتين المتمركزتين إلى الشمال من بغداد وغربها.
وصرح وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بأن العراق يدفع بمزيد من القوات إلى جنوبي البلاد لدعم صفوف الوحدات العراقية التي تكبدت خسائر فادحة هناك عقب معارك عنيفة مع القوات التي تقودها الولايات المتحدة.
وذكر أحد مراسلي وكالة فرانس برس أن القوات الأمريكية صدت فجر أمس الخميس هجومين عراقيين مضادين على جسر فوق الفرات كانت قد سيطرت عليه في وقت سابق في وسط العراق.وقد استخدمت القوات العراقية دبابة واحدة على الأقل في الهجومين، كما قال مسؤولون عسكريون أمريكيون، ولم تتوافر على الفور معلومات عن ضحايا في الجانب العراقي.
من ناحية أخرى، دارت معارك صباح أمس الخميس بين القوات العراقية ومقاتلين أكراد يدعمهم الطيران الأمريكي من أجل السيطرة على مقر القيادة العراقية في خازر على بعد عشرة كيلو مترات من كلك على طريق الموصل.
وأفادت مراسلة وكالة فرانس برس أن تبادل اطلاق النار بدأ قبل ظهر أمس بالأسلحة الرشاشة ثم بمدفعية الهاون.
وأكد المقاتلون الأكراد للصحافيين أن العراقيين قاموا بفتح النار، وبعد نصف ساعة، حصل الأكراد على دعم جوي أمريكي وبريطاني.
ويتمركز العراقيون في قرية بحري قرب خازر حيث مقر قيادتهم العامة على بعد عشرة كيلو مترات من الخط الفاصل بين المنطقة الكردية التي تسيطر عليها بغداد والمناطق الكردية التابعة للحكم الذاتي.
|