Thursday 3rd april,2003 11144العدد الخميس 1 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

22-2-1390هـ، 28-4-1970م العدد 291 22-2-1390هـ، 28-4-1970م العدد 291
خاطرة
القناعة في طلب العلم.. من علامات الجهل

غذاء الروح أو العلم النافع من الأشياء الضرورية في حياة الانسان وتختلف مصادر الحصول عليه من شخص لآخر كما تختلف طبقات المتغذين به من ناحية الاقلال والاكثار من النيل منه، وموضوع حديثي هو ملاحظتي لأغلب الطلبة الذين يستمدون غذاءهم ويعتمدون على كسب علومهم من المقررات الدراسية فقط وبكل قناعة معتقدين الاعتقاد الجازم ان العلم بأجمعه حصرته تلك المقررات وان ليس هناك ثمة معلومات يشار اليها أو يجب استثمارها عدا ما بطيات هذه الكتب وكيف لا وهي التي تطالعهم كل يوم وفي متناول أيديهم كل وقت لذا فهم يهتمون بترديدها والالمام بما تحويه من علوم مقتصرين بها عن كل علم سواها.
وهذا لاشك أن حصر الأفكار بالمقررات فقط يقيد طموح الطالب ويفقده هوية الاستطلاعات العامة كما يعرقل ما به من دافع لمسايرة كل ما يستجد من علوم وما يبرز من أحداث وفنون كذلك يكبح جماح نشاط الطالب للسعي وراء المعلومات العامة وأخيرا يحبس الأفكار ويجمدها في نقطة معينة، فلذلك لا يتمكن الطالب من النيل من مناهل العلوم المختلفة التي قد لا تتوفر في كتبه الدراسية. هذا وان كان الطالب يحظى بالنجاح وقد يكون بتفوق في آخر العام الدراسي ولاشك هذا مرض وجميل ولكن ألست معي أخي القارىء بأن الأجمل منه محاولة كسب أكبر ثروة ممكنة من العلم واطلاق العنان للنفس الطموح لتنهل من بدائع المعارف وفنون الثقافة مع النجاح. وقد يبرر الطلاب هذا الاقتصار بعدم صلاحية الجمع بين الكتب الدراسية وغيرها الثقافة العامة زعما منهم انه مما يشوش الأفكار ويثقل كاهل الذاكرة وأعصاب المخ. وهذا تعليل خاطىء والعكس هو الصحيح إذ الطالب بحاجة ماسة الى ان يجعل فاصلا بين أوقات دراسته ليستوحي منه كل ما يروض أفكاره ويستمد منه النشاط والتشوق للرجوع مرة أخرى وليس أحسن من الجمع بين الحسنيين ترويض الفكر مع قتل الفراغ واكتساب معرفة فوق معرفة من جراء استغلال الوقت الفاضل بمطالعة كتب خارجية. وكأني بالقارىء يتساءل ومقررات الدراسة ألم تف بأنواع العلوم ثم رجال التعليم المصلحين ألم يعنوا بوضعها متناسبة وأعمار الطلبة ومستوياتهم.
وأجيب: بأنه ليس من شك في هذا وان مقرراتنا الدراسية تضم ثروة لا بأس بها من العلوم وان هذا الوضع ما جاء إلا نتيجة تجربة وتأمل وتحري كل مفيد، ولكن ليس معنى هذا أننا نقتصر عليها فقط لأنها لم تستوف القدر الذي يجب أن يتعلمه كل طالب بل بالعكس هي خلاصة من مراجع كبيرة الهدف منها تمرين الطالب على معرفة القراءة وتقبلها برحابة صدر ومعرفة البحث العلمي الذي يغدوا بك في متاهات البحور العميقة لتفاجأ بغرائب ما يخفى عليك وكأنه أخذ بيدك لتمسك بأول الطريق ومن ثم عليك أنت تحمل مشاق عبوره واقتحام اخطاره. ومن الكلام الذي سلف ندرك بأنه لابد من التضحية بكل مجهود للحصول على ما أمكن من الفوائد يجب ان نبحث عن المعرفة في كل طريق، يجب أن ننظم تحت لواء الثقافة لنمضي بتسطير أسمائنا مع قائمة أصدقائها وفي سجلها المشرف لنحرص على ملازمة العلماء ومحاولة الاقتداء بهم والاقتباس منهم.

احمد سليمان الخزيم/معهد البكيرية العلمي

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved