آلام الركبة هي أكثر أمراض المفاصل انتشاراً، وتغص بها عيادات العظام، وخاصة بين الرياضيين الأكثر عرضة للإصابة برضوض الركبة وما ينتج عن ذلك لجوف المفصل أو التراكيب المحيطة، لكن كيف يمكن تشخيص طبيعة هذه الآلام وتحديد أسبابها.
د. عيسى الحديد أخصائي جراحة العظام بمستشفى الحمادي بالرياض يجيب عن هذه التساؤلات فيقول الشكوى بآلام الركبة لها عدة أسباب يأتي في مقدمتها الإصابات الرياضية وربما تؤدي رضوض الركبة إلى أذية جوف المفصل أو التراكيب المحيطة به.
ومعظم هذه الرضوض وما ينتج منها يمكن تشخيصها بشكل شامل عبر الفحص السريري والتصوير الشعاعي المناسب، بما في ذلك إصابات الأربطة والأوتار والعضلات والتراكيب الرخوة المحيطة بالركبة.
إصابة بعض التراكيب التشريحية ضمن المفصل نفسه يمكن تشخيصها ولكنه من العسير تحديد مكان الألم في الركبة ومن ثم فإنه من العسير أيضاً الوقوف على سبب هذا الألم.
ويضيف د. عيسى، ربما يستطيع التصوير بالرنين المغناطيسي أن يعطينا فكرة أوضح عما يعانيه المريض ولكنه لا يعطي التشخيص الدقيق بالضرورة في جميع الأحوال وهنا تتضح أهمية منظار الركبة فعندما تكون الأذية ضمن المفصل بحد ذاته فإن المنظار وحده يمكننا من معرفة الحالة والوقوف على التشخيص الدقيق.
ومنظار الركبة هو الإجراء الآمن الذي يرينا بالعين المجردة مفصل الركبة من الداخل حيث يدخل غمد المنظار من خلال جرح صغير لا يتعدى طوله الواحد سنتيمتر وينفخ جوف المفصل بمحلول فيزيولوجي ثم تنقل كاميرا الفيديو الصغيرة الصورة من داخل المفصل إلى شاشة جهاز المراقبة لمعاينة التراكيب ضمن المفصل بشكل مباشر ومن خلال جرح صغير آخر يمكن لأداة جراحية أخرى أن تدخل وتتفحص التراكيب التشريحية المصابة والسليمة معاً وبها أيضاً تعالج الإصابة حسب الضرورة.
يجري تنظير الركبة عادة بغرفة العمليات وتحت التخدير العام لمدة تتراوح ما بين 15 و 45 دقيقة ويمكن تسجيل أحداث التنظير على شريط فيديو عادي وبعد ست ساعات فقط يمكن للمريض استخدام الركبة للمشي مع بعض التورم الخفيف.
وحول ما يمكن إجراؤه بالمنظار يؤكد د. الحديد أخصائي جراحة العظام بالحمادي، أنه يمكن للمنظار أيضاً أن يعاين محتويات الركبة بالعين المجردة وحال الأربطة المتصالبة والغضاريف الهلالية، إضافة إلى الغضروف المفصلي ومحفظة المفصل من الداخل وحالة الغشاء المبطن للركبة، ومن ثم تقييم حالة هذه التراكيب وتشخيص الإصابات التي تعتريها بدقة.
وبعض هذه الإصابات يمكن معالجتها مباشرة وقت التنظير كاستئصال الجزء المتمزق من الغضروف أو خياطته على سبيل المثال كما يمكن نزع الأجسام الحرة والأجنبية التي من شأنها أن تعيق حركة المفصل، لكنه كثيراً ما تتحسن حالة المريض لمجرد غسل جوف المفصل بالسائل الفسيولوجي حتى ولو لم تكن هناك أي إصابة ظاهرة.
|