رفعة الأمم ورقيها وحضارتها تأتي من أمور كثيرة وتقاس بمقاييس متعددة، ولعل الثقافة والعلوم من أبرز المقومات التي تدعونا لأن نصف أمة ما بالحضارة والتقدم، أو على النقيض إن قلت تلك الثقافة فإننا ننعت البلاد المعنية بالتخلف والتأخر.
وللثقافة أبواب ومجالات واسعة، وتأتي الثقافة الطبية والعلوم الصحية كإطار واسع وهام ضمن كيان الثقافة، حيث إنها تتعلق بصحة الإنسان وسلامته ومن ثم المجتمع، وهذا له من الأهمية ما لا يخفى على ذي بصيرة، والثقافة الطبية أنواع ومجالات، وما أحلاها عندما تهدف إلى ابعاد شبح المرض قبل حدوثه وللتخفيف من مصائبه إن حدث، وتلك الثقافة هي الثقافة الصحية الوقائية التي تهدف إليها برامج التوعية، إنني ومن موقعي في مستشفى الحمادي أتحدث عن تجربة واقعية، ألا وهي تجربة «الحمادي» في التوعية والتي لاحظت ولمست آثارها الإيجابية في أكثر من مجال ومن أكثر من جهة.
لقد ساهمنا بكل أنواع نشاطات التوعية الصحية، فأصدرنا دورية « الحمادي « الصحية وبشكل منتظم ومنذ سنين طوال، وهذه الدورية ذات معلومات مدققة وموثقة علمياً، وكذلك أصدرنا عدداً من السلاسل الثقافية الصحية قام بإعدادها نخبة من أطباء المستشفى بمختلف التخصصات الطبية .
وكذلك ساهمنا في الكثير من المعارض والمهرجانات، والمؤتمرات، وبأشكال متعددة ومميزة، كما استضفنا وقمنا برعاية عدد من المناسبات، وقمنا بإجراء دورات مميزة ونوعية بالاشتراك مع الكلية الملكية البريطانية للأطباء وذلك لتدريب الأطباء على مستوى الخليج.
إن إصداراتنا قد تجاوزت حدود المملكة إلى دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية، ناشرة العلم والفائدة لأحبتنا هناك، ومعطية صورة واضحة ناصعة عن المملكة الحبيبة، وهي مطبوعات توزع بالمجان وبعيدة جداً عن أي غاية تجارية إضافة إلى خدمة طبيب على الانترنت، وأخيراً وليس آخراً تأتي هذه الصفحة الأسبوعية في جريدة «الجزيرة» كواحدة من اهتمامات المستشفى في نشر الثقافة والتوعية الصحية في مجتمعنا الغالي.
نأمل أن يستفيد الجميع من تلك الإطلالات الثقافية حفاظاً على صحتهـم، وسلامتكم.
( * ) نائب رئيس مجلس الإدارة
|