Thursday 3rd april,2003 11144العدد الخميس 1 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

سامحونا سامحونا
الاعتذار في زمن الحرب!
أحمد العلولا

كان في منتهى الذوق والخلق الرفيع، وعلى درجة عالية ومتميزة في كيفية تفهم مشاعر الأمة والإنسانية التي تعيش وضعاً مأساوياً ينذر بجسامة الخطر في العراق الشقيق.
ولأنه يدرك عن عمق شديد حجم وأبعاد المعاناة من ويلات الحرب.. فلم يتردد في الوصول للقناة الفضائية في موعد مسبق وهناك قدم اعتذاره عن عدم الظهور على الهواء للتحدث في شؤون وأحوال «كرة» تتقاذفها الأقدام.. فيما تقذف راجمات الصواريخ والطائرات مختلف أصناف العذاب على شعب مجاور شقيق!!
أقدر في الأمير الهلالي الإنسان عبدالله بن مساعد بن عبدالعزيز هذا الموقف الذي يدل أولاً وأخيراً على حسن تربيته وأصالته واعتزازه بكل القيم والمبادئ الإنسانية
ويا أحبة يا كرام.. رئيس النادي قدرة قيادية.. وهو أيضاً «قدوة» تتعلم منه الأجيال إيجاباً أو سلباً.والدرس أعلاه يعتبر موقفاً تربوياً مشرفاً.. فلنتعلم من تلك العبر والدروس.. لنقول ان رياضتنا بخير وألف خير وسامحونا!!
حملات توعية جماهيرية
بادرة رائعة جسدها الأمير المثالي خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز في دعوته لعقد اجتماع يضم مسؤولي ناديي الاتحاد والأهلي بهدف نشر المحبة وروح التقارب ونبذ الخلافات التي تنشأ وقد حدثت مؤخراً نتيجة مباراة كروية بين الطرفين!!
نحاول نسيان جراح المرحلة الماضية وعدم فتح صفحات مطوية.والبحث عن المتسبب وغيره!!
نتوقف عند النقطة الأهم وهي التي دفعت الأمير خالد للمسارعة في اجتماع الاصلاح والوفاق وقد أكد الحضور على أهمية التمسك والالتزام بأخلاقيات الرياضة التي تحث على التنافس الشريف ونبذ العنف ومختلف ألوان الاساءة للآخرين باعتبار ان الرياضة رسالة سلام ومحبة ويجب ان تخلو تماماً عن كافة «أسلحة الدمار الشامل» ولا مكان للفوضويين والمشاغبين في ميدان الرياضة!!
اجتماع الكبار من مسؤولي الناديين يجب ان يمتد لصفوف القاعدة الجماهيرية من خلال توجيه حملات توعوية منظمة وبطرق وأساليب شيقة وجاذبة بحيث تعمل تدريجياً على نبذ التعصب واحترام الغير والإيمان التام بأن الرياضة أكبر من مفهوم الفوز والخسارة.. وسامحونا!!
الأهلي.. سجل يا تاريخ!!
.. قديمك نديمك!واللي ما له أول.. ما له ثاني!!
يشكل الحاضر امتداداً للماضي وقلعة الكؤوس.. القلعة الخضراء الساكنة في عروس البحر الأحمر سارعت نحو انتهاج هذا المبدأ الأصيل ليمتزج في ليلة خضراء عبق التاريخ بروعة الحاضر ولتقول انه الأهلي الأكثر احتراماً لماضيه وحفظاً لعطاءات رجالاته القدامى حيث قدمهم في صورة لا يمكن لجيل المستقبل ان يمحوها من ذاكرته!!
.. كيف وأبناء الحاضر ممن هم في العقدين الثاني والثالث لم يتعايشوا بالطبع مع صولات وجولات أولئك «المحاربين القدامى» ولا يعرفوا أسماء لامعة كحسن مجلجل وعمر راجخان وغازي ناصر وحامد صومالي.. وغيرهم ممن يعدون بناة مجد الأهلي.. نادي الكؤوس.. وتلك الكوكبة من نجوم الأوائل حينما تشارك أبناء الأهلي في مرحلة المراهنة فرحة الاحتفال بكأس البطولة العربية.. فذلك موقف مشرف للغاية وبمثابة شهادة تقدير واعتزاز ورسالة ترمز إلى أهمية الدفاع عن ألوان ناديهم وتحقيق البطولات.
لكن ما المطلوب من جيل حسين عبدالغني ومحمد شلية وطلال المشعل وزملائهم تجاه هذه المبادرة الجميلة؟
عليهم رد الجميل ومقابلة الوفاء بما هو أكثر.. وكيف؟
إن تحقيق ذلك قد يتم بعدة صور مختلفة منها العمل على استمرار حالة التفوق وتأكيد المحافظة على تلك المكتسبات بالمزيد من العطاء في المرحلة القادمة وكل ذلك سوف يصب في خانة بقاء الأهلي كبيراً وفي صورته الزاهية الأكثر رونقاً وجمالاً فماذا أنتم فاعلون.. هذا ما تؤكده أيام الأهلي القادمة؟وسامحونا!!
فيصلي.. يا فيصلي.. مرحباً
حرمة بلدة صغيرة وادعة يقطنها عدد قليل من السكان أضحت اليوم جزءاً لا يتجزأ من محافظة المجمعة.. ومنذ قرابة الـ30 عاماً نشأت علاقة صداقة ومحبة مع عدد من شبابها الطموح والذي كان يشق طريقه بنجاح، ولعل أول ما اكتشفته هو سعيهم الجاد لبناء شخصياتهم من خلال تزودهم بالعلم والثقافة.. وذلك بمداومة قراءة الكتب.. وفي تلك الفترة ارتبط شباب حرمة بناديهم الفيصلي.. ولم يكن متميزاً بالألعاب الرياضية.. لذا تقرر اختيار البديل.. العمل لبروز ناديهم وبلدتهم من خلال اصدار مجلة ثقافية سنوية استطاعت ان تنشر لها حضوراً مدوياً على مستوى المملكة.
ولأن «ثقافة الأندية» وحدها بدون رياضة «لا تؤكل عيش» فقد خطط القائمون على تسيير أموره ضرورة العمل من أجل بناء فريق كرة قدم قوي ومتمكن لرفع اسم «حرمة» أولاً وأخيراً.. ومنذ سنوات.. وشباب الفيصلي من الذين يعملون بتطوع تام أمثال أبناء المدلج، السيف، العبدالكريم، الفهد وآخرين عاهدوا أنفسهم على إعداد فريق طموح ذي شأن ومكانة قادر على الانطلاقة من القاع إلى القمة خلال فترة وجيزة.. وجرت خطوات مرسومة كي ينطلق بحسابات دقيقة تحول دون تعثره وعودته مرة أخرى إلى نقطة البداية.. وحقاً شق طريقه بنجاحات متواصلة حتى تمكن من تحقيق الصعود لدوري فرق الدرجة الثالثة ومن ثم الصعود للثانية وجاء قرار عدم هبوطه بزيادة عدد فرق هذه الدرجة دافعاً له ليتدارس أخطاءه ومعالجة سلبياته.. فكان الالتفاف حول ناديهم قوياً أكثر من ذي قبل بخلاف واقع الحال بالنسبة لأندية لم تعد ذات تجربة وإمكانات تفوق الفيصلي بمراحل.. ولكنها اعتذر عن ذكر اسمائها لم تتمكن من تجاوز ونسيان صدمة الهبوط وسرعان ما استسلمت لليأس والاحباط فلم تحاول أو تسعى مرة أخرى لترميم صفوفها وإعادة الكرة لخطف ورقة النجاح في الوقت الذي بذل فيه محبو الفيصلي كل جهد ممكن لتكريس وتأكيد معنى قرار البقاء مرة ثانية في دوري الدرجة الثانية والذي استطاع تصدره منذ انطلاقته وغرد بمفرده وحيداً في مقدمة الركب دون منافس له وقد توج مسيرته الايجابية تلك بإعلان تأهله للدرجة الأولى وللمرة الأولى في تاريخه الذي يقارب الخمسين عاماً.
هذا الصعود لم يكن عادياً فقد جاء متميزاً بخاصية فريدة ربما هي الأولى من نوعها على مستوى أندية المملكة وهي ان افراح الصعود بالمناسبة تم احياؤها قبل إعلان صافرة النهاية لمباريات الدوري بعدة أسابيع، فما أجمل وأحلى نجاحات الفيصلي الذي تجاوز كل الظروف وفي مقدمتها تواضع التعداد السكاني مقارنة بفرق مدن كبيرة لم تتمكن من تحقيق حلم الصعود.
مرحباً يا فيصلي زائراً جديداً نتمنى لك اقامة سعيدة في رحاب الدرجة الأولى، وغداً قد نجدك سباقاً في حجز مقعد مؤكد في دوري الممتاز.. وسامحونا!!

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved