** اشارت معظم عناوين الصحف العالمية الى الاستعدادات التي تجري في ساحات القتال لما أسمته المعركة الحاسمة حول بغداد، وتناولت بعض الصحف الخلافات داخل الادارة الأمريكية، وبوادر الانقسام في الرأي بين لندن وواشنطن حول مستقبل العراق، ومصير الأسرى العراقيين، مبرزة الموقف البريطاني الداعي لعقد مؤتمر دولي باشراف الأمم المتحدة لبحث مستقبل العراق، كما تناولت العديد من الصحف العالمية وخاصة الفرنسية تداعيات الحملات الاعلامية المتبادلة بين لندن وباريس والتي امتدت الى ايطاليا، فيما ظلت وتيرة الانتقاد للاحتلال وممارسات قتل المدنيين تتصاعد واصفة تلك الأعمال بأنها تتنافى مع المواثيق الدولية و خاصة ميثاق جنيف في ما يتعلق بالأسرى والمدنيين. **
«واشنطن بوست»
جاءت تغطيات الحرب على رأس اهتماماتها وأبرزت استئناف القوات الأمريكية والبريطانية تقدمها نحو العاصمة العراقية بغداد بعد توقف دام لمدة أسبوع تقريباً بسبب عدم توافر خطوط إمداد آمنة بين قواعدها في الكويت وطلائعها الأمامية في العراق.
وقالت الصحيفة ان طابورا من المدرعات الأمريكية التابعة للفرقة الأولى مشاة انطلق إلى مدينة الكوت في مواجهة قوات الحرس الجمهوري العراقي على بعد مائة ميل من العاصمة العراقية.
وتحت عنوان «رامسفيلد ومايرز يدافعان عن خطة الحرب» قالت ان وزير الدفاع الأمريكية دونالد رامسفيلد ورئيس هيئة الأركان المشتركة ريتشارد مايرز يدافعان بشراسة عن خطة الحرب ضد العراق في مواجهة طوفان الانتقادات التي وجهها الخبراء والعسكريون الأمريكيون لهذه الخطة التي قيل إن رامسفيلد ومساعديه من المدنيين انفردوا بوضعها وفرضها على القادة العسكريين في وزارة الدفاع الأمريكية.
وبعنوان «التلفزيون يؤجج المعارضة للحرب» نشرت الصحيفة تحليلاً إخبارياً من العاصمة الألمانية برلين قالت فيه إن صور الهجمات الأمريكية ضد العراقيين ومشاهد الضحايا تزيد من حدة المعارضة لهذه الحرب، ونقلت عن مواطن ألماني قوله إنه شعر باشمئزاز من الأمريكيين عندما تابع على شاشة التلفزيون الطريقة التي يعامل بها الجنود الأمريكيون أسراهم من العراقيين وقارن بين هذا وبين شكاوي الامريكيين من انتهاك العراقيين لمعاهدات جنيف لمجرد بث لقاء تلفزيوني مع الأسرى الأمريكيين، وأضاف أنه يرى أن الأمريكيين منافقون.
وتابعت الصحيفة مجريات الحرب في جنوب العراق و نشرت تقريراً بعنوان «تنامي الخوف والعزلة في الجنوب» قالت فيه إنه مع استمرار المعارك في الجنوب يتزايد شعور السكان بالخوف والعزلة، وأضافت أن العراقيين في الجنوب يخشون من أن تنتهي الحرب الحالية باحتلال أمريكي مباشر لبلادهم وإقامة حكومة عميلة فيها تحكم العراق بالقبضة الحديدية فيكون العراقيون كمن يستجير من الرمضاء بالنار.
كما تناولت الصحيفة الزيارة التي يقوم بها وزير الخارجية الأمريكي كولن باول إلى تركيا في محاولة لتفعيل الدور التركي في الحرب ضد العراق التي ترفض تركيا لعب أي دور فيها بما في ذلك السماح بانتشار القوات الأمريكية في أراضيها لفتح جبهة شمالية ضد العراق.
وقالت إن أمريكا تركز على اجتذاب تركيا إلى جانبها لأن تركيا على عكس فرنسا مثلا ليست لديها مصالح مباشرة في معارضة أمريكا كما أن العلاقات الوثيقة بين كل من أنقرة وواشنطن تنطوي على مكاسب متبادلة للطرفين.
«نيويورك تايمز»
أولت اهتماماً واضحاً بالمواجهة بين القوات الأمريكية والحرس الجمهوري العراقي وقالت الصحيفة في عنوانها الرئيسي «القوات الأمريكية تواجه الحرس الجمهوري في المنطقة الحمراء»، وتحت هذا العنوان أوردت أن معركة بغداد الحاسمة بدأت مؤخراً في صورة مواجهات محدودة مع قوات الحرس الجمهوري في المناطق المحيطة بالعاصمة بغداد.
وفي افتتاحية بعنوان «المرحلة الثانية للحرب» تناولت الصحيفة الاحتمالات المنتظرة لمرحلة ما بعد الحرب والمصاعب التي ستواجهها الإدارة الأمريكية في العراق، وقالت إنه في الوقت الذي تخوض فيه الإدارة الأمريكية معركة داخل أمريكا للدفاع عن خطتها العسكرية إلا أن عليها الاهتمام بصورة أكبر بما يجب عليها القيام به لو كسبت الحرب.
وأضافت أن هناك اتفاقاً بين المراقبين على أن المعركة الحقيقية لأمريكا في العراق بصفة خاصة وفي الشرق الأوسط بصفةعامة ستبدأ بعد أن تتوقف المدافع.
«لوس أنجلوس تايمز»
تحت عنوان «انقسام في أمريكا تجاه إعادة بناء العراق» قالت الصحيفة إن الإدارة الأمريكية تشهد حالياً انقساماً بشأن جهود إعادة بناء ما تدمره الحرب الأمريكية الحالية في العراق.
وقالت إن هناك اتجاها يطالب بضرورة أن تتم عمليات إعادة البناء والإعمار من خلال المجتمع الدولي مقابل اتجاه آخر يطالب بسيطرة أمريكية على هذه العملية.
ونشرت الصحيفة تحليلاً بعنوان «الاقتراب من المدنيين يزيد مهمة القوات الأمريكية صعوبة» قالت فيه: إنه كلما اقتربت القوات الأمريكية الزاحفة نحو العاصمة بغداد من المناطق ذات الكثافة السكانية العالية تصبح مهمتها في السيطرة والمدنيين أكثر صعوبة وتصبح محاولات السيطرة على الخسائر في صفوفهم شبه مستحيلة.
وأشارت الصحيفة الى معاناة الشعب العراقي بسبب الحرب و نشرت تقريرا بعنوان «الخوف يحل محل الحياة الجميلة» ونقلت عن مواطن عراقي قوله: إن حياته في العراق مع زوجته كانت مستقرة على مدى أكثر من عشرين عاما وكانت حياتهما أشبه بقصة حب لا تنتهي ولكن مع استمرار القصف الجوي الأمريكي على بغداد بدا وكأن كل هذه الحياة الجميلة قد ذهبت مع الريح.
وفي افتتاحية تقول: «تذكروا أفغانستان» نوهت الصحيفة الى أن الإدارة الأمريكية المنهمكة حالياً في حرب العراق عليها أن تتذكر حرباً لم تكتمل في أفغانستان بعد أن أطاحت بحكومة حركة طالبان وتنصيب حكومة جديدة مكانها ورغم كل ما رددته الإدارة الأمريكية عن التزامها بإعادة بناء أفغانستان فإنها لم تف بشيء من هذه الالتزامات وغرقت في حرب العراق لتترك أفغانستان مرة أخرى ساحة مفتوحة أمام عودة تنظيم القاعدة وحركة طالبان من جديد.
«بوسطن جالوب»
أبرزت معركة الشوارع التي خاضتها القوات الأمريكية للسيطرة على أحد الجسور على نهر الفرات على بعد حوالي سبعين ميلاً من العاصمة بغداد، وقالت ان القوات الأمريكية قتلت سبعة مدنيين عراقيين في إشارة إلى مذبحة النجف التي وقعت قبل يومين، وتحت عنون «الفدائيون سيظلون التهديد المستمر بعد الحرب» نشرت تقريرا قالت فيه إن جماعات الفدائيين المسلحة سوف تكون الخطر المستمر على القوات الأمريكية حتى لو انتهت الحرب بانتصار هذه القوات الغازية، مشيرة الى أن المخططين الأمريكيين كانوا يعتقدون أن فدائيي صدام حسين سوف يلقون بأسلحتهم بمجرد استسلام النظام العراقي ولكن تقارير المخابرات الأمريكية الأخيرة أكدت أن هذه الجماعات المسلحة سوف تواصل مقاومتها للقوات الأمريكية حتى بعد انتهاء الحرب.
|