وجهة نظر وددت أن أكتبها لكم وأرجو من القراء التفهم لاختلاف وجهات النظر، والذي دعاني ان اكتب هذا الموضوع هو كثرة المواضيع التي تتكلم عنها وعن آلامها وأحزانها وايجابياتها وسلبياتها.. وأوجهها إلى اختي «العانس» التي لم تتزوج بعد ولم يقدر الله لها الزواج ولن أقول «عانسة»!!.
أدرك مدى ألمك وحزنك في بقائك دون زواج حتى الآن وهذا ما شعرت به في كثير من المواضيع والتي صورت الفتاة التي لم تتزوج بالمأساة.. بصراحة لا أذكر حالياً المواضيع وربما انني بحاجة إلى إعادة قراءة المواضيع مرة أخرى ولكن باختصار وأرجو ان لا يفهم أو تفهم ممن كتبوا عن العنوسة بأني أهاجم شخصياً وإنما هذه وجهة نظر وأرجو قبولها بسعة صدر.وسأوجه كلامي الآن إلى اختي الحبيبة التي لم تتزوج نصيحتي لك لا تنظري إلى عدم الزواج من الجانب المظلم ولا تتشائمي.. لماذا تنظرين إليها من هذا الجانب المتوحش حيث لا زوج ولا أطفال وكلام الناس.. و.. و.. و.. وتعيشين في ألم وهم وحزن.. أولاً: أحمدي الله على كل شيء وارضي بما كتبه وقدره لك واحتسبي اجر الصبر. ثانياً: حاولي ان تتقربي إلى الله بأي وسيلة ممكنة.. لك فهل فكرت انك خلال عدم ارتباطك بزوج انه بإمكانك القيام بكثير من الأمور المفيدة التي تعود عليك وعلى دينك بالفائدة، هل فكرت بأن تستغلي هذا الفراغ بالدعوة إلى الله حتى لو كان في محيط العائلة وتبدئي بخطوات ايجابية في حياتك لم يكن بإمكانك فعله لو كنت مرتبطة بزوج أو أطفال؟ لماذا لا تجعلين من حياتك شعلة من العمل الصالح والعبادات وحضور المحاضرات والتأثير الايجابي على الغير؟ وهذا كله لن تقدري عليه إلا بفضل الله سبحانه وقوة إيمانك به، وتأكدي انه لن يضيع اجر احتسابك واجر عملك في مجال الخير والدعوة إلى الله ولا تقولي لا استطيع او خجولة أو.. أو.. بالعلم والقراءة والارادة القوية يستطيع الانسان عمل المستحيل.. ثالثا: يا من تريد فقط ان تتزوج دون التفكير بصفات الزوج او اخلاقه فقط همها الزواج وخوفها من فوات سن الزواج فهل تعلمين انه ربما يكون الزواج أكبر خطأ أو كارثة في حياتك حينما ترزقين لا قدر الله بزوج فاسد عديم الاخلاق غافل لا دين له هل هذا هو الذي تريدين العيش معه وتبنين معه أسرة وأطفالاً؟! وربما تقولين انك لا تشعرين ما نشعر به لا والله كل منا لابد له من المرور بمراحل معينة في حياته والشعور بهذه الاحاسيس ولكن لا تجعليها هماً وغماً بل تغلبي عليها في أسرع وقت ولا تجعلي هذا الاحساس يلازمك طيلة حياتك.. وعلى كل فتاة لم تتزوج ان ترضى بما كتبه الله وتحتسب الأجر وتنظر إلى الحياة من جانبها المشرق وليس المظلم وان تسأل الله بأن يرزقها بالزوج الصالح.
ويتحمل الشباب دوراً كبيراً في عنوسة البنات لعزوفهم عن الزواج المبكر وميلهم إلى اتباع الشهوات ومغريات القنوات الفضائية التي تدعي انها تنشر الحضارة والوعي وهي تبث سموم الرذيلة والفساد، فكل قناة تختار الحسناوات ليتسمر كل شاب أمام هذه الفضائية التي جذبته بجمال المرأة وميوعتها باتباعها الموضة الحديثة التي تسلخ القيم والتقاليد الإسلامية حتي أصبح الشاب في سباق مثير لمتابعة برامج الموضة وملكات الجمال مما انقلب عليها بأثر عكسي مسخ افكارهم ومعتقداتهم الإسلامية إلى الهامشية واللا دينية وأضحى الشاب يفكر صباح مساء بأن تكون شريكة حياته كما هي البنت المنسلخة في القناة الفضائية التي أسهمت بفعالية في فوات قطر الزواج بداعي التقدم والحضارة حتى أصبح الكثير من الشباب يرمي بعزوفه عن الزواج إلى ولي الأمر الذي يبالغ في شروطه التعجيزية خاصة المهر.. لتبقى مصاعب الحياة وتكوين المستقبل حجة بليدة في عدم اكمال نصف الدين كما قال صلى الله عليه وسلم «من استطاع منكم الباءة فليتزوج» ولذا يجب ان تشارك الأطراف المعنية في هذا المرض الخطير الذي قد يفتك بالمجتمع في ظل هذه المغريات التي تحمل الرذيلة في مجتمع يفترض ان يكون فيه انقى من هذا الوسط.
إن هذه القضية جد خطيرة وتحتاج إلى طرح جاد من ذوي الاختصاص.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
سلمان عبدالكريم السلوم جامعة الإمام محمد بن سعود - فرع القصيم
|