فداحة الحرب وما تتضمنه من مشاهد مروعة تحمل الكثيرين على بذل المحاولات من أجل إطفاء هذا اللهيب الذي تهدر نيرانه بالامتداد الى أنحاء أخرى من منطقة مرشحة أصلاً للاشتعال.
المملكة من الدول الساعية بجد لمحاصرة هذه الحرب بسبب نتائجها الكارثية وتحسباً من امتداد نيرانها إلى أنحاء أخرى من المنطقة حسبما قال سمو وزير الخارجية مؤخراً.
وتبدو المنطقة مهيأة أصلاً للاشتعال وهي تصبح أكثر قابلية للانفجار مع مثل هذه الحرب، ولهذا فإن الحرص يتضاعف على وقف الحرب خصوصاً وأنَّ استمرارها يجعل احتمالات امتداداتها أكثر وأكثر..
وهناك من الايحاءات ما يؤكد أن حريق الحرب قابل للامتداد الى دول الجيران، فقد تعددت الاتهامات الأمريكية عن دور سوري وايراني في هذه الحرب، وبينما تتهم واشنطن دمشق بالسماح بمرور أسلحة الى العراق فانها تتهم ايران باحتواء مجموعات قد تؤثر على مجريات الحرب..
وفي الحالتين فإن رصاصة واحدة كافية لإشعال هذه الجبهة أو تلك على خلفية العلاقات والتعقيدات بين واشنطن وكل من ايران وسوريا حيث توجد ملفات تكتظ بجميع أنواع الاتهامات وفقدان الثقة.
غير ان وجود اسرائيل في المنطقة هو من أكثر مسببات التوتر وهي الى جانب اغتصابها الحق الفلسطيني والعربي فهي أيضا المسؤولة عن التوتر مع لبنان الذي ما زالت تحتل أجزاء من أراضيه، كما أنَّ إسرائيل تعمل على تحريض الولايات المتحدة ضد دول المنطقة.. هذا الى جانب التوتر الذي تتسبب فيه من خلال رفضها لكل مبادرات السلام وعدم تنفيذها لعشرات القرارات الصادرة من الأمم المتحدة والخاصة بالتسوية.
ولهذا فان إسرائيل تجد في هذه الحرب فرصة لتصفية حساباتها، والانتقام تحت المظلة العسكرية الأمريكية الهائلة، من عدة دول بالمنطقة من خلال التحريض وتدبيج الاتهامات.
إزاء الأخطار الماثلة وتلك المحتملة يتحتم ان تنشط الجهود لإطفاء هذه النيران، وهناك فرصة أمام شرفاء العالم لتسجيل نقطة مضيئة لصالح الإنسانية من خلال وقف هذا الجنون.
|