على من تقع المسؤولية
رمال عنيزة تغمر شاباً في مقتبل العمر

* عنيزة فيصل الواصل:
لقي شاب في مقتبل العمر حتفه عندما غمرته رمال أحد المواقع التي يتم منها نقل الرمال لأغراض البناء «دركال» وذلك بالقرب من حي الناصرية في محافظة عنيزة.. هذا وكان الشاب البالغ من العمر ستة عشر عاما يلهو بمعية اثنين من رفاقه في هذه المنطقة الشديدة الانحدار ولأن الرمال تنحدر بشكل شبه عمودي، كان من المتوقع أن تنهد كتل رملية من أعلى المرتفع إلى أسفل الحفرة، وهذا هو ما حدث بالفعل حين وصل الشباب الثلاثة إلى منتصف المنحدر حيث استطاع اثنان منهم النجاة فيما غمرت الرمال المتوفى لعدة أمتار تحت سطح الأرض.وحين لم يتمكن رفاقه إنقاذه تم إبلاغ إدارة الدفاع المدني بمحافظة عنيزة والهلال الأحمر لكن تواضع امانات الدفاع المدني التي لا تتجاوز «حفارات» يدوية أفشلت كل المحاولات لتستنزف عملية الحفر وقتاً وجهداً كبيرين.. الأمر الذي اضطرهم للاستعانة بمعدات البلدية وعلى الفور تواجد في موقع الحادثة منصور عبدالله الهقاص رئيس قسم الحركة ومحمد بن عبدالرحمن الفرحان واللذان قاما بجهود حثيثة في عملية الحفر.وبعد ساعة ونصف من البحث والحفر وسط الرمال تم الوصول إلى الشاب المتوفى وإخراجه لينقل مباشرة إلى مستشفى الملك سعود بعنيزة ورغم محاولات الأطباء في تقديم الإنعاش القلبي إلا أنه اتضح وفاة الشاب قبل ساعة من وصوله للمستشفى.ولم تنجح مساعي رجال الدفاع المدني والشرطة والدوريات الأمنية والهلال الأحمر والبلدية في إنقاذ الشاب حيث استغرقت العملية وقتاً طويلاً خاصة وأن انحدار الرمال عند عملية الحفر زادت الأمر سوءاً.وبالرجوع إلى أسباب الحادثة ومن تقع عليه المسؤولية نجد أن ترك البلدية للموقع دون توخي الحذر وتوفير متطلبات السلامة إما بوضع سياج تمنع الوصول إليه أو إيجاد لوحات تحذيرية ولاسيما وأن مدير إدارة الدفاع المدني بمحافظة عنيزة الرائد أحمد الرشودي - الذي تواجد في الموقع - أكد أنه قد تم مخاطبة البلدية بهذا الشأن.ومن تلك الأسباب ضعف امكانات الدفاع المدني التي لا يتمكن معها من اتمام أي عملية إنقاذ إذا ما وضعنا بعين الاعتبار أن عامل السرعة مطلب أساسي لعمل رجال الدفاع المدني وهم الذين بذلوا جهوداً خرافية من أجل إنقاذ الشاب إلا أن إرادة الله كانت هي الأقرب.
أما السبب الثالث فهو تجمهر المواطنين وتدخلاتهم العشوائية في عملية الحفر مما أدى إلى انهمار الرمال عدة مرات.عم المتوفى أبدى استياءه من الحادثة وحمل البلدية مسؤولية الإهمال الذي ترتبت عليه وفاة شاب في عمر الزهور.. وأوضح في حديث خاص للجزيرة أن مما يحز في النفس ويزيد الألم هو مواصلة البلدية لأعمال الحفر ونقل الرمال من ذلك الموقع في صباح اليوم التالي وقبل أن يقفل ملف القضية وتنتهي التحقيقات اللازمة وكأن الأمر لا يعنيها بشيء.