عندما يحنق الإنسان يبذأ... وليس كلُّ إنسان...!
لذلك قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وسلم: «لا تغضب»..!
وغضب الإنسان ذو أسباب...
وأشدُّها ما تعرَّض لحقِّه...، وأَخْذُ الحقِّ لا يتحقَّق باللِّسان!
فالفعلُ وحده مناط العمل...
والحقُّ الذي للإنسان لا يأتي بتراكمات بذاءة لسانه.. وإنَّما بحكمة صَبْر جِنانِه...
ففي المواقف العصيبة تظهر أخلاق النَّاس...، وتنكشف صغائرهم...
فلماذا كان الاحتساب عندما تحزب الأمور؟
أوَليس لأنَّ هناك من الأمور ما لا يقدر عليها البشر؟، فيسلِّمون أمرها لخالق البشر؟ ويحتسبون عنده الأجر، بشيءٍ من الصَّبر؟!...
أوَليس الذي يكبُّ الإنسان على وجهه في النَّار هو حصاد لسانه؟
ومتى يحصد الإنسان خير الآخر ليكون وبالاً عليه؟
أفي الرَّخاء؟ حيثُ يقطر اللِّسان شهداً؟ أم في العسر حين تغلي الجوانح، وتفور النَفس، وتغلي المشاعر؟ ولا يملك الإنسان من نفسه سوى قدرته إمَّا على الصَّبر، وإمَّا على القهر...
والصَّبر احتساب وامتثال ودعاء...
والقهر سخط ورفض وابتذاء...
فالمواقف العصيبة ليست فقط محكَّ الأخلاق...
بل محكُّ الإيمان...
فلا حول إلاَّ للَّه الواحد القهار ...
ولا حول إلاَّ للَّه القادر على إخماد النَّار...
في الدُّور... والأجواء... والصُّدور...
تحت السَّماء وفوق الأرض وبين البشر.
|