مواجهات في الكوت وكربلاء تمهد لمعركة بغداد واعتراف أمريكي باستعمال القنابل العنقودية
العراق يدحر هجوماً على النجف.. وقصف على الأضرحة * تصورات متعارضة بين واشنطن ولندن لحكومة ما بعد الحرب

  * قاعدة السيلية كربلاء الكوت بغداد الوكالات:
يتحدث قادة عسكريون غربيون عن مرحلة حاسمة في الحرب التي تشنها القوات الأنجلو أمريكية على العراق بعد مزاعم راجت أمس عن اختراقات حربية في محاور رئيسية بكل من كربلاء والكوت جعلت التوقعات باقتراب معركة العاصمة بغداد أكيدة، حيث أشار أولئك القادة إلى اندلاع معركة بغداد في غضون أربع وعشرين ساعة.
واستمرت في غضون ذلك عمليات القصف الجوي للعاصمة بغداد حيث سقط عشرة قتلى الليلة قبل الماضية.
وقد احتجت روسيا على قصف قريب من موقع سفارتها في العاصمة العراقية ، وقد شنت القوات الأمريكية أمس أربع هجمات برية ومجوقلة على أربع فرق من الحرس الجمهوري العراقي المنتشرة على شكل قوس حول بغداد لحمايتها، وفق ما أعلن مسؤول في القيادة الأمريكية الوسطى في قطر ، و قال أيضا إن فرقة رابعة هي فرقة عدنان تتعرض لهجمات جوية في حين تحاول التوجه جنوباً من مدينة تكريت ويقول عسكريون أمريكيون إن القوات الأمريكية واصلت زحفها نحو بغداد بالالتفاف صباح أمس الأربعاء حول مدينة كربلاء الواقعة على بعد 110 كلم إلى جنوب بغداد.
ويتزامن التحرك على الجناح الغربي لتقدم القوات الامريكية نحو بغداد مع مزاعم امريكية حول الاستيلاء على معبر الكوت حيث ادعى ضابط كبير بمشاة البحرية الامريكية لرويترز ان المارينز سيطروا على هذا المعبر الرئيسي فوق نهر دجلة في وسط العراق امس الاربعاء كما سيطروا على الطريق السريع الرئيسي من الكوت الى بغداد . وقال ان هذا آخر جسر يحتاجونه في التقدم صوب بغداد ، مشيرا الى ان هناك معركة مستمرة بالدبابات ، وتوجد فرقة من الحرس الجمهوري متمركزة حول الكوت الواقعة على مسافة 170 كلم من بغداد.
وفي وقت لاحق امس انفجرت قنبلتان قرب مدينة الكوت ، ويعتقد ان الانفجارين نجما عن نوع من القنابل تزن الواحدة منه 6750 كيلو جراما ، حيث تصاعدت سحابتان ضخمتان على شكل عش الغراب لمئات الامتار في الهواء.
وقد اعترف الأمريكيون باستعمالهم قنابل عنقودية ضد أرتال الدبابات في الحرس الجمهوري.
اما في النجف فقد ذكر مراسل لرويترز ان القوات الامريكية تدعمها طائرات هاجمت وحدات من فدائيي الرئيس العراقي صدام حسين بهذه المدينة وسط العراق .
ومن جانبه قال وزير الاعلام العراقي ان القوات العراقية دحرت هجوما أمريكيا على مدينة النجف امس الاربعاء واتهم الامريكيين بقصف مساجد وأضرحة هناك وذكران العراق اسر عددا من الامريكيين في قتال دار قرب الناصرية.
لكن لا يبدو ان هذا القصف يؤثر على تقدم المقاتلين الاكراد الذين قالوا قبل عدة ايام انهم على وشك دخول كركوك اذ لا يزالون بعيدين عنها. وفي غضون ذلك استمر القصف الجوي العنيف للعاصمة بغداد، وقال وزير الاعلام العراقي ان القصف الذي تم الليلة قبل الماضية اسفر عن مقتل عشرة اشخاص واصابة90 آخرين. ونهار امس اسقطت طائرة قنبلة على احد قصور الرئيس العراقي صدام حسين في وسط بغداد مما ادى الى تصاعد دخان ابيض كثيف.
وقد استدعت وزارة الخارجية الروسية امس الاربعاء السفير الامريكي في موسكو الكسندر فيرشبو لابلاغه باحتجاج موسكو اثر «اعمال قصف استهدفت الحي السكني الذي توجد فيه السفارة الروسية ببغداد».
على صعيد آخر قال وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس ان الحكومة العراقية في مرحلة ما بعد الحرب سيديرها عراقيون وليس اجانب ، بينما قالت صحيفة الجارديان البريطانية امس ان واشنطن تخطط لحكومة انتقالية تتألف من 23 وزارة يرأس كل منها أمريكي.