Thursday 3rd april,2003 11144العدد الخميس 1 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

الشارع الفلسطيني يتجاوز محنته ويتطلع نحو العراق الشارع الفلسطيني يتجاوز محنته ويتطلع نحو العراق

* رام الله - نائل نخلة:
وتجلس أم أيمن (35 عاماً) في منزلها في مدينة رام الله وهي تعتصر ألما لما يحدث في العراق من قتل وتدمير يستهدف كل شيء هناك، وتقول أم أيمن انها لا تعرف على من يكون قلقها على ولديها اللذين اعتقلتهما قوات الاحتلال أم أهلها الذين يعيشون في بغداد وسط القصف والحرب التي تشن ضد الشعب المسلم في العراق.
ولا يترك يوسف (13 عاماً) والدته أم أيمن لحظة القصف، ويجلس بجوارها محاولاً أن يهدئ من روعها، ويطلب منها الدعاء لعائلتها وعائلة زوجها التي هاجرت إلى العراق في العام 1948 .
وتضيف أم أيمن أنها لا تستطيع التركيز في إنجاز أعمالها المنزلية، إلا بعد أن تطمئن على عائلتها عبر الاتصال الهاتفي وتقول إنها تستمد منهم بعض الأمل.
والناظر إلى أم أيمن يراها محمرة العينين تجلس في حيرة وتوجس وعند سؤالها عن ذلك قالت أم أيمن: لقد احمرت عيناي من السهر لمشاهدة أخبار العراق والبكاء على ما يحصل لشعب العراق و لإخواني وأهلي في العراق.
أم أيمن التي تجلس بين نارين فقد اعتقل جنود الاحتلال ابنيها التاسع عشر من الشهر الجاري بعد مداهمة جامعة القدس المفتوحة وهي لا تعرف مصيرهما إلى الآن، وبين أهلها وذويها في العراق الذين تخشى عليهم من القصف الهجي الذين يشن على العراق.
وحال أم يوسف هو حال كثير من الفلسطينيين الذين أخذوا يتابعون أحداث الحرب في العراق بسرور لما يحدث للقوات الأمريكية من خسائر تارة، وبنكسة تارة أخرى في حال وقوع ضحايا من الشعب العراقي جراء القصف الأمريكي العشوائي للعراق.
والشارع الفلسطيني أخذ يقوم بخطوات تضامنية مع العراق بشكل دائم حيث خرجت المسيرات بشكل يومي تقريبا، ودعا خطباء المساجد الله أن ينصر الشعب العراقي.
وقد تجاوز الشارع الفلسطيني مآسيه ومحنه واخذ يتطلع بعين تدمع وقلب يخشع الى الجرائم التي ترتكب بحق أهلنا في العراق الشقيق .
وقد حرص أصحاب المحال التجارية على شراء أجهزة تلفزيون جديدة وضبطها على المحطات الإخبارية خصوصا قناة «الجزيرة القطرية»، ووضعها في أماكن بارزة حتى يتمكنوا من متابعة ما يجري.
والنظر إلى طرقات وشوارع مدينة رام الله يراها خالية من المارة، لاسيما في أوقات القصف العنيف الذي تتعرض له المدن العراقية، بينما يسمر الكثير من المواطنين و لساعات طويلة بالجلوس أمام شاشات التلفاز لمتابعة آخر التطورات.
وبالرغم من تعدد أطيافه يتفق الشارع الفلسطيني على رفض العدوان الذي يتعرض له الشعب العراقي، حيث يرى أبو محمد البائع المتجول في مدينة رام الله أن العراق هي البوابة التي تدافع عن الأمة الآن، وفي حال هزيمتها ستكون هزيمة للأمة العربية والإسلامية بأكملها.
وقال أحمد جرار الذي يشاهد التلفاز لساعات طويلة: انني أشاهد التلفاز لأكون على إطلاع مستمر على مايحدث، خصوصا أن جميع أصدقائي ومعارفي يتحدثون بشكل دائم عن أخبار الحرب.
وأما سامية في الثلاثين من عمرها فقالت: إنها كثيراً ما تستيقظ متأخرة عن عملها بسبب السهر ومتابعة نشرات الأخبار، بينما خصصت صديقتها المعلمة في آحدى المدارس الخاصة في رام الله، حصتها الأولى لقراءة القرآن والدعاء للشعب العراقي بأن يجنبه الله كل مكروه.
وبالرغم من الجراح التي يعيشها الشارع الفلسطيني جراء الاحتلال والخنق والحصار، إلا أن المواطنين الفلسطينيين يعيشون الحرب الأمريكية ضد العراق كأنهم في العراق، وهم يصرون على تجاوز محنتهم لمتابعة أخبار أهلهم وذويهم الشعب العراقي في بلاد الرافدين التي طالما دعمت الفلسطينيين وناضلت من أجل حقوقهم في أرضهم ضد العدو الصهيوني.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved