* انقرة - جوناثان رايت - واشنطن - فيكي الين -رويترز:
اتفقت تركيا والولايات المتحدة الأمريكية أمس الأر بعاء على اجراءات شحن وتحريك امدادات للقوات الأمريكية في شمال العراق عبر الاراضي التركية.
وقال وزير الخارجية كولن باول الذي يزور تركيا لاصلاح العلاقات بين واشنطن وانقرة بعد ان رفض البرلمان التركي السماح بنشر قوات أمريكية في الاراضي التركية ان القوات الأمريكية التي انزلت جوا في المناطق التي يسيطر عليها الاكراد في شمال العراق سيطرت على الموقف هناك ولا حاجة لأن ترسل تركيا قواتها إلى المنطقة.
وتخشى الولايات المتحدة من ان يضر أي تدخل عسكري كبير من جانب تركيا بالحرب التي تشنها للاطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين ويفجر صراعا مع اكراد العراق يشعل حربا داخل حرب.
وصرح باول بأن واشنطن طلبت المساعدة لامداد قواتها في شمال العراق التي تقدر ببضعة آلاف مسلحة تسليحا خفيفا
وقال باول خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي عبد الله جول: حللنا كل القضايا المهمة فيما يتعلق بتوفير الامدادات عبر تركيا لهذه الوحدات التي تقوم بعمل رائع في شمال العراق.
ناقشنا احتياجات اخرى الآن لمد قوات التحالف العاملة في شمال العراق بالامدادات ليظل الموقف في شمال العراق مستقرا.
وصرح جول بانه لا حاجة لاستصدار قرار جديد من البرلمان لتأييد الاجراءات التي ناقشها مع باول.
وقال مصدر في الحكومة التركية ان الجانبين اتفقا ايضا على امكان نقل الجنود الجرحى الذين يتم انقاذهم من داخل شمال العراق عبر الاراضي التركية وربما علاجهم في تركيا.
وقال جول سيتم نقل المعونات الغذائية والوقود والمساعدات الإنسانية عبر تركيا . . هناك اتفاق متبادل.
ولم يتضح ما اذا كانت هناك مطالب اخرى لنقل مركبات او ذخيرة او عتاد اخر.
ورحب مسؤول أمريكي كبير بفتح طريق الامدادات وقال انه مهم جدا لأن نقلها جوا مكلف جدا بالنسبة لنا مؤكدا ان الشحنات لا تشمل شيئا مميتا.
وقال الجيش التركي في بيان مكتوب انه تم السماح للقوات الامريكية بارسال 204 مركبات جيب خفيفة طراز «هامفي» عبر الحدود الجنوبية لتركيا إلى العراق وقال الجيش ان هذا التحرك لا علاقة له بمحادثات باول.
وقال باول ان تركيا ستلعب دورا مباشرا في اعادة اعمار العراق بعد الحرب وبعد رفض تركيا نشر قوات أمريكية عبر اراضيها سحبت الولايات المتحدة عرض مساعدات وضمانات قروض اجماليها 30 مليار دولار.
ويوم الثلاثاء الماضي ناقش الكونجرس الأمريكي مشروع قانون لميزانية الحرب في العراق ومساعدات انسانية ومعونات اجماليها 75 مليار دولار منها مليار دولار منحة لتركيا يمكن تحويلها إلى ضمانات قروض اجماليها 5 ،8 مليارات دولار.
والمعارضة للحرب التي تشنها الولايات المتحدة على العراق قوية داخل تركيا وقد يواجه حزب العدالة والتنمية الحاكم تمردا اخر في البرلمان اذا حاول استصدار قرار جديد من المجلس.
وتأمل تركيا في ان تساعد هذه الزيارة في تبديد الشكوك التي تخيم على العلاقات بين الحليفين التقليديين والتي زادت نتيجة لرفض البرلمان التركي السماح للقوات الأمريكية بفتح جبهة شمالية ضد العراق من الاراضي التركية.
وسارع الكونجرس الأمريكي لارسال اموال إلى الرئيس جورج بوش لتمويل الحرب في العراق مع موافقة لجنتين رئيسيتين بالكونجرس على مشروعات قوانين للانفاق قيمتها حوالي 80 مليار دولار للقوات المسلحة ومكافأة دول حليفة وتقديم اعانات لشركات الطيران.
ووافقت لجنتا الاعتمادات بمجلسي النواب والشيوخ على مشروع قانون يؤيد إلى حد كبير طلب الرئيس الأمريكي تمويلا طارئا قيمته 75 مليار دولار اضافة إلى اكثر من ثلاثة مليارات دولار اعانات لشركات الطيران التي فقدت اعمالا بسبب الحرب ليصل اجمالي الاموال إلى اكثر من 78 مليار دولار.
لكن اللجنتين فرضتا قيودا على حرية التصرف الكبيرة التي طلبها الرئيس الأمريكي بشأن استخدام هذه المبالغ الضخمة ومعظمها لوزارة الدفاع الامريكية «البنتاجون» وقد قوبل هذا بانتقاد سريع من وزير الدفاع دونالد رامسفيلد الذي قال انه سيحث الكونجرس على منحه «المرونة الكاملة».
وشكا رامسفيلد بعد اجتماع مساء الثلاثاء مع مشرعين كبار من القيود على مشروعات القوانين قائلا انه من المستحيل التنبؤ كيف سيتم انفاق الاموال.
وقال للصحفيين: اعتقد ان فكرة ان تضع قيودا على المرونة غير موفقة وضارة ونحن نسعى من اجل المرونة الكاملة.
وفي مسعى لارسال الاموال إلى بوش قبل ان يبدأ الكونجرس عطلة في الحادي عشر من ابريل نيسان من المقرر ان يحال المشروعان إلى مجلسي النواب والشيوخ بكامل اعضائهما هذا الاسبوع وإلى مؤتمر للمجلسين الاسبوع القادم لتسوية الخلافات قبل اقرار نهائي.
وفي وقت سابق رفضت لجنة الاعتمادات بمجلس النواب محاولة لالغاء مليار دولار مساعدات لتركيا من مشروع القانون لاظهار مشاعر الاستياء لرفض انقرة السماح لقوات أمريكية بالانتشار إلى العراق من اراضيها.
وسعى بوش لكي تستخدم هذه المساعدات في الحصول على 5 ،8 مليارات دولار في صورة قروض وضمانات قروض في محاولة لتعزيز العلاقات المتوترة مع تركيا ومنعها من ارسال قوات إلى شمال العراق.
وكان بوش قد عرض ستة مليارات دولار في صورة مساعدات مباشرة لكنه سحب هذا العرض بعد ان رفض البرلمان التركي في اول مارس اذار فتح قواعده امام القوات الامريكية للانتشار في شمال العراق.
ويشترط مشروع القانون لتقديم مساعدات لتركيا ان تعلن الادارة الأمريكية ان انقرة تتعاون في الحرب مع العراق.
ويوفر مشروع القانون 5 ،62 مليار دولار لتمويل الحرب لكنه يقسم هذه الاموال إلى بنود بدلا من تقديم صندوق الطوارىء الضخم الذي سعى إليه البنتاجون.
كما يوفر المشروع 700 مليون دولار للاردن و300 مليون دولار لمصر و127 مليون دولار لافغانستان مثلما طلب بوش.
ويتقاسم الاردن ومصر وافغانستان وإسرائيل وباكستان مساعدات عسكرية قيمتها نحو ملياري دولار.
ويقدم مشروع القانون5 ،2 مليار دولار للاعمار والاغاثة في العراق و250 مليون دولار مساعدات غذائية للعراق.
|