* كربلاء الكوت بغداد
العواصم الوكالات:
أجمعت مصادر عسكرية وإعلامية غربية على ان العد العكسي للهجوم على العاصمة العراقية قد بدأ وان الهجوم قد يكون خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية.
وعززت هذا الاحتمال الاختراقات التي تقول القوات الأنجلوامريكية انها حققتها، مشيرة إلى انها عبرت صباح أمس الأربعاء النقطة الاستراتيجية في مدينة كربلاء الواقعة على بعد110 كلم إلى جنوب بغداد، في ما يبدو اختراقاً مهماً على طريق العاصمة العراقية.
كما أعلن مشاة البحرية انهم سيطروا على معبر الكوت الرئيسي على نهر دجلة وعلى الطريق الرئيسي من الكوت إلى بغداد.
وجاءت هذه الأنباء بعد ساعات من قول شبكة «سي.إن.إن» الامريكية الاخبارية أن هجوماً شاملاً قد بدأ ضد بغداد كما أكدت مصادر عسكرية في القيادة الامريكية الوسطى في قطر ان الهجوم البري الذي ستشنه القوات الامريكية والبريطانية على بغداد «وشيك» وقد يكون «في غضون 24 ساعة» على الأرجح.
وقالت الشبكة التلفازية الامريكية في تقرير لمحللها العسكري الجنرال دان كريستمان أن الرئيس الامريكي أعطى للجنرال تومي فرانكس قائد القوات البرية في الخليج وقائد عملية غزو العراق صلاحية تحديد موعد الهجوم على العاصمة العراقية وحده وهو قرار ربما يتخذه خلال الساعات القليلة المقبلة.
وقال المحلل العسكري أن سبب تأجيل الجنرال فرانكس للتقدم نحو بغداد على مدى الأيام الثلاثة أو الأربعة الماضية هو التأكد من تداعي قدرات قوات الحرس الجمهوري العراقي التي يبلغ قوامها نحو ثلاث فرق تنتشر حول العاصمة وذلك عن طريق الضربات التي يوجهها الطيران الامريكي والبريطاني وصواريخ كروز إلى تلك القوات.
وأضاف الجنرال كريستمان أن السؤال الآن هو ما حجم التدمير الذي يحتاجه الجنرال فرانكس في قوات الحرس الجمهوري حتى يأمر بشن الهجوم الأخير ضد بغداد، هل هي خمسة في المائة من حجم هذه القوات أم هي خمسين في المائة وهي النسبة التي كانت مقترحة من البداية مشيراً إلى ان الجنرال فرانكس سوف تكون لديه في هذه الحالة القوات الكافية لمواجهة قوات الحرس الجمهوري المتبقية مع بعض الدعم.
وفيما يتصل بالسيطرة على الطريق الرئيسي بين الكوت وبغداد قال ضابط كبير لمراسل رويترز شون ماجواير قرب الكوت «هذا هو آخر جسر رئيسي نحتاجه» في التقدم صوب بغداد «هذه هي الخطة وهي ناجحة... تحرك اليوم تحرك رئيسي، ما زالت هناك معركة دبابات مستمرة» مشيراً إلى ان فرقة بغداد من الحرس الجمهوري في العراق المتمركزة حول الكوت أصبحت «غير مؤثرة».
وقصفت قوات مشاة البحرية الامريكية مدينة الكوت الواقعة على مسافة 170 كيلومتراً جنوب غربي بغداد خلال الليل الا انه ليس من الواضح ما إذا كانت ستشن هجوماً برياً على فرقة بغداد.
وقال ماجواير من موقع إلى الجنوب من المدينة «شاهدت نيران قصف عنيف لوحدات للحرس الجمهوري يعتقد انها متمركزة حول الكوت».
وقال ان مشاة البحرية الامريكية تسيطر على الطريق السريع على الضفة الشمالية لنهر دجلة من الكوت إلى بغداد والممتد 170 كيلومتراً.
ويتزامن التحرك على الجناح الشرقي لتقدم القوات الامريكية نحو بغداد مع محاصرة مدينة كربلاء الواقعة إلى الغرب من نهر الفرات والتقدم شمالاً من هناك.
وتقع كربلاء على مسافة 110 كيلومترات جنوبي العاصمة العراقية التي تتعرض لقصف متواصل منذ بدء الحرب الامريكية على العراق في العشرين من مارس آذار.
وكانت القوات الامريكية قالت انها واصلت تقدمها شمالاً بعد ان حاصرت في وقت سابق من يوم أمس الأربعاء مدينة كربلاء وقامت بتأمين جميع مخارجها الرئيسية في مواجهة مقاومة عراقية ضعيفة.
وكان قادة فرقة المشاة الامريكية الثالثة قد توقعوا معركة تستمر طوال النهار للاستيلاء على محيط المدينة لكن في النهاية اكتملت العملية في غضون ثلاث ساعات.
وقالت مصادر عسكرية ان القوات الامريكية تواصل التقدم شمالاً وغرباً بعدما لم تتحقق توقعاتها لاشتباكات مع الجنود العراقيين الذين ربما يكونون متمركزين داخل كربلاء.
وفي وقت سابق قال مسؤولون عسكريون ان كربلاء التي من المعتقد ان وحدات من الحرس الجمهوري تتولى حمايتها هي العقبة الرئيسية الأخيرة على الطريق إلى بغداد.
وشنت قوات المشاة الامريكية هجومها على المدينة في حوالي الساعة الثالثة صباحاً مدعومة بطائرات حربية ومروحيات هجومية من طراز أباتشي وقصف مدفعي عنيف.
وقال مصدر عسكري امريكي في مقر عمليات القيادة المركزية في قطر لرويترز «هذه هي المعركة الكبيرة».
وأضاف ان القوات الامريكية واجهت نيراناً ضعيفة للغاية مع اقترابها من كربلاء وانها قامت بأسر نحو 30 عراقياً. ولم تتكشف على الفور تفاصيل عن أي خسائر بشرية في الهجوم.
وقبل الهجوم قال ضباط امريكيون ان لواء عراقياً كاملاً يتألف من حوالي ستة آلاف جندي بدباباتهم ومدفعيتهم اتخذ مواقع حول كربلاء.
وربما يكون كثيرون من هؤلاء الجنود قد تراجعوا إلى داخل المدينة لكن الجيش الامريكي قال انه لا يريد الدخول في معارك بالشوارع في هذه المرحلة.
وفيما يتصل بالتوقعات حول الهجوم على العاصمة العراقية فقد نقلت صحيفة «التايمز» عن مصادر عسكرية غربية قولها قولها ان «الزحف الكبير» على بغداد قد يبدأ على الأرجح «في غضون 24 ساعة»، مصحوباً بعمليات قصف مدفعي كثيف تساندها غارات جوية قبل ان تشتبك القوات البرية.
وعنونت صحيفة «الاندبندنت»، «بدء العد العكسي لبغداد» مستندة إلى نفس المعلومات.
وأضافت صحيفة «التايمز» ان الهجوم قد يبدأ في جنوب غرب العاصمة العراقية بغارات على فرقة المدينة في الحرس الجمهوري شمال كربلاء على بعد نحو 110 كلم جنوب بغداد لاحداث اختراق في اتجاه العاصمة.
وأعلن مسؤول عسكري امريكي في واشنطن في رد على سؤال ان القوات الامريكية وبالخصوص منها قوات الفرقة الثالثة للمشاة تخوض معركة كبيرة ضد الحرس الجمهوري قرب كربلاء.
وأكد المسؤول طالبا عدم الكشف عن هويته «انها المرة الأولى التي تواجه فيها قواتنا البرية كلياً الحرس الجمهوري».
وأوضحت صحيفة «الفاينشل تايمز» ان «عمليات القصف الجوية الكثيفة على خطوط جبهة وحدات الحرس الجمهوري مكنت من تقليص قدراتها (الدفاعية) إلى نحو النصف تمهيداً لهجوم بري خلال ال 48 ساعة».
وتتعرض وحدات عدة من الحرس الجمهوري مثل فرق المدينة وحمورابي وبغداد والنداء التي تعتبر من أكثر الوحدات تدريباً والأكثر ولاء للرئيس صدام حسين، لقصف مكثف منذ عدة أيام.
واستخدم معظم الصحف البريطانية الأخرى نقلاً أيضا عن مصادر عسكرية في القيادة الامريكية الوسطى عبارة الهجوم «الوشيك». وأكدت «دايلي تلغراف» نقلاً عن «مصادر حليفة» ان هذا الهجوم قد يبدأ «في غضون الساعات المقبلة».
وتوقعت «التايمز» ان تشارك في المعركة البرية مئتا دبابة امريكية ثقيلة من طراز ابرامز تحت غطاء جوي لطائرات مقاتلات لسلاح الجو البريطاني والمقاتلات الامريكية من طراز اف-15 «ايغل» (النسر) وطائرات من طراز اي-10 «صائدة الدبابات» في المعارك.
كما رجحت الصحيفة ان يهدف شن الهجوم إلى وضع حد للشائعات حول الانقسام بشأن التكتيك العسكري بين وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفلد وقائد الحرب في العراق الجنرال الامريكي تومي فرانكس.
وأخذ صحافيون وجنرالات سابقون وضباط ميدانيون على البنتاغون انه لم يرسل ما يكفي من الفرق الثقيلة للمشاركة في الحرب وانه أساء تقييم مستوى مقاومة العراقيين.
وقالت «الغارديان» أيضا استناداً إلى مصدر عسكري في قطر حول هجوم بري «وشيك» ان «معركة بغداد تقترب». وأضاف المصدر ان «الأيام الأربعة المقبلة ستكون حاسمة».
|