Thursday 3rd april,2003 11144العدد الخميس 1 ,صفر 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

بقيادة فرنسا وألمانيا بقيادة فرنسا وألمانيا
رفض أوروبي قاطع للدور الأمريكي في إدارة شؤون العالم

* واشنطن - هاوارد لافرانشي:*
بعد أقل من شهر على تفجر الجدل الدولي الذي أدى إلى توسيع الفجوة بين الولايات المتحدة والكثيرين من حلفائها التقليديين حول الأزمة العراقية دخلت هذه الأزمة مرحلة جديدة تمثل اختبارا للعلاقات التي تربط المجتمع الدولي. ففي الوقت الراهن فقط ومع اشتعال الحرب التي تقودها الولايات المتحدة أصبح الجدل يتركزحول ما إذا كانت الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية هي التي ستتولى إدارة العراق بعد الحرب.
وفي هذه المرة تجاوز الجدل العراق أيضا وأصبحت الأسئلة حول ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتولى بمفردها وبشكل متعسف إدارة النظام الأمني للعالم أم سيتولى هذه المسئولية نظام جماعي دولي. وقد جاء رئيس الوزراء البريطاني توني بليرإلى العاصمة الأمريكية واشنطن الأسبوع الماضي ليحاول تقريب الفجوة بين الولايات المتحدة وأوروبا.
ولكن في ظل مناخ تشعر فيه الولايات المتحدة بعدم الحاجة إلى الانحناء أمام أمم متحدة تعتقد أمريكا أنها تعرقل جهودها لتحقيق الأمن الدولي وفي الوقت الذي مازالت أغلب الدول الأوروبية متمسكة بمعارضتها للحرب فإن بلير لا يستطيع أن يفعل الكثير.
يقول جون هولسمان خبير العلاقات الأمريكية الأوروبية في مؤسسة «هيرتدج فاواندشن» ان بلير يزعم دائما أنه يعمل كجسر بين امريكا وأوروبا ولكن عندما تتعمق الخلافات فإن هذا الجسر يتقلص دوره. وحتى في الوقت الذي تتواصل فيه الحرب ضد العراق يجب الاعتراف أن الخلاف الأمريكي الأوروبي ليس بخصوص العراق فقط ولكنه حول النفوذ الأمريكي في العالم وما إذا كان يجب أن يكون دور المنظمات الدولية قبل الدور الأمريكي.
وهناك مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى استمرار توتر العلاقات الدولية وهي:اتهام روسيا بتصدير معدات عسكرية حديثة للعراق، والخلاف حول إنفاق عائدات برنامج النفط مقابل الغذاء لتوفير المساعدات الإنسانية للعراق ، والغضب من فشل الولايات المتحدة في طرح «خريطة الطريق» لتحقيق تسوية سلمية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي وهي التسوية التي يراها البعض عنصرا أساسيا في معركة «كسب العقول والقلوب» في العالم العربي، وتوتر العلاقات الأمريكية التركية بسبب رفض الأخيرة السماح بنشر قوات أمريكية على أراضيها لفتح جبهة شمالية ضد العراق.
وهذه العوامل مجتمعة تلعب دورا مؤثرا في المناخ العالمي المعارض للدور الذي تريد أمريكا منحه لنفسها في إدارة العالم.
يقول ستيفن ميللر مدير برنامج الأمن الدولي في جامعة هارفارد الأمريكية إنه لم يعد واضحا حقيقة أن أمريكا وأوروبا ينظران للعالم بطريقة واحدة أو يفضلان العمل من خلال نفس أنظمة الأمن الدولي.
فالأوروبيون يرون أن النظام العالمي يجب أن يستند على المنظمات الدولية في حين أن الأمريكيين يؤكدون على حقهم في استخدام نفوذهم وقوتهم ويرون أن الرؤية الأوروبية لم تعد ملائمة لمواجهة المخاطر التي يعيشها الأمريكيون بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
وقد أصبحت الأمم المتحدة هي لب الخلاف بين شاطئي المحيط الأطلنطي. فالولايات المتحدة تعتزم إقامة حكومة انتقالية بعد الحرب في العراق تضم مسئولين مدنيين وعسكريين أمريكيين ويقتصر دور الأمم المتحدة فيها على الجوانب الإنسانية.ولكن مجلس الأمن الدولي يرفض مثل هذا السيناريو وبخاصة من جانب فرنسا وروسيا اللتين تمتلكان حق النقض «الفيتو» داخل هذا المجلس.
ويقول منتقدو الخطة الأمريكية انها سوف تدعم موقف الذين يعتبرون أن الوجود الأمريكي في العراق هو وجود استعماري وهو ما يهدد بإشعال المزيد من الغضب في العالمين العربي والإسلامي.
في المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء البريطاني في منتجع كامب دافيد الأمريكي مع الرئيس جورج بوش الأسبوع الماضي قال بلير ان الحكومة المستقبلية في العراق يجب أن تكون من اختيار الشعب العراقي وليست مفروضة عليه من أي طرف خارجي.
وأضاف أنه اتفق مع بوش على ضرورة وجود دور للأمم المتحدة في مرحلة ما بعد الحرب في العراق.
وقال الزعيمان الأمريكي والبريطاني انه سيتم طرح خريطة الطريق «فورا». ولكن فرنسا وروسيا مازالتا تعارضان بدء تنفيذ برنامج النفط مقابل الغذاء خوفا من أن يتحول هذا إلى اعتراف من جانب الأمم المتحدة بشرعية الحرب التي تقودها أمريكا ضد العراق.

* خدمة كريستيان ساينس مونيتور- خاص بـ «الجزيرة»

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved