* نابلس - الوكالات :
قام رتل من المصفحات الاسرائيلية مدعوم بمروحيتين بعملية توغل صباح أمس الأربعاء في مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين بشمال الضفة الغربية، كما أفادت شهادات بعض السكان ومصادر أمنية فلسطينية.
وقد دخل الرتل المخيم فجراً، بعد ان تقدم باتجاهه تحت غطاء نيران الرشاشات بينما أطلقت المروحيات المساندة قذائف عدة على أهداف لم تعرف على الفور.
وذكرت المصادر نفسها ان العسكريين الاسرائيليين جمعوا نحو ألف فلسطيني تتراوح أعمارهم بين 15 و40 عاماً في ملعب مدرسة مخيم طولكرم للتحقق من هوياتهم فيما كان الجنود يقومون بعمليات تفتيش للمنازل في المخيم.
وأكدت مصادر عسكرية اسرائيلية لوكالة فرانس برس ان عملية ترمي إلى اعتقال ناشطين فلسطينيين كانت لاتزال جارية حوالي الساعة السابعة بالتوقيت المحلي «الرابعة بتوقيت غرينتش» في مخيم طولكرم لكنها نفت ان تكون مروحيات أطلقت قذائف خلال هذه العملية.
من جهة أخرى نسف الجيش الاسرائيلي في الخليل جنوب الضفة الغربية صباح اليوم منزل عمر حمدان أبو سنينة العضو في مجموعة مسلحة قريبة من فتح لضلوعه في هجمات عدة.
ومنذ حزيران يونيو 2002 اعاد الجيش الاسرائيلي احتلال كامل الضفة الغربية تقريبا إثر سلسلة هجمات فلسطينية داخل اسرائيل وهو يسيطر على كافة المدن الكبرى المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني في هذه المنطقة باستثناء أريحا.
من جهة أخرى ذكرت صحيفة معاريف الاسرائيلية أمس الأربعاء ان مسؤولين أمنيين اسرائيليين وفلسطينيين كباراً اجتمعوا الأسبوع الماضي، للمرة الأولى منذ أشهر عدة، بهدف التوصل إلى تهدئة الوضع.
وأوضحت الصحيفة ان الاجتماع عقد في 27 آذار مارس عند معبر ايريز على المدخل الشمالي لقطاع غزة بين وفد اسرائيلي بقيادة الجنرال دورون الموغ قائد المنطقة العسكرية لجنوب اسرائيل ووفد فلسطيني بقيادة اللواء عبد الرازق المجايدة مدير الامن العام الفلسطيني في قطاع غزة.
ولم يؤكد أي مصدر رسمي اسرائيلي أو فلسطيني هذا اللقاء.
وقد عقد اللقاء في اطار المشاورات التي يجريها محمود عباس «ابو مازن» لتشكيل حكومة فلسطينية جديدة بحسب الصحيفة.
وقالت الصحيفة ان الوفد الفلسطيني طلب خلال اللقاء ان توقف اسرائيل عمليات «القتل المستهدفة» لناشطين فلسطينيين وكذلك عمليات التوغل في قطاع غزة.
وأكد الجنرال الموغ من جهته ان اسرائيل مستعدة لاعادة النظر في أسلوب تحرك قواتها إذا عمل الفلسطينيون من ناحيتهم على وضع حد للهجمات، بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة ان القوات الأمنية الفلسطينية كثفت تحركها بعد اللقاء خصوصاً لمنع إطلاق صواريخ على اسرائيل انطلاقاً من قطاع غزة.
ويعود اللقاء الأمني الاخير بين الجانبين إلى 26 آب اغسطس 2002.
وكان هذا اللقاء قد عقد أيضا عند معبر ايريز وخصص للبحث في تطبيق الاتفاق المسمى ب «غزة-بيت لحم أولاً» الذي يقضي بانسحاب اسرائيلي على مراحل من قطاعات مشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني وأعادت اسرائيل احتلالها على ان تقوم السلطة الفلسطينية بمنع هجمات ضد الدولة العبرية انطلاقاً من هذه القطاعات.
لكن سرعان ما اصبح هذا الاتفاق بحكم اللاغي في الواقع.
|