نحن طلاب كلية المعلمين المتوقع تخرجهم بنهاية العام الدراسي الحالي بإذن الله نواجه مشكلة يسيرة الحل ويترتب عليها تبعات كبيرة جدا إذا أغفلت وتتمثل فيما يلي:
في الخطة الدراسية للطالب يكون المستوى الأخير ميدانياً بحيث يطبق الطالب ثماني ساعات في الاسبوع أي بمعدل حصتين يوميا، وقد عرفت وزارة المعارف في الآونة الأخيرة بالتساهل الشديد مع الطلاب، ونفاجأ جميعاً بقرار طبق في هذه السنة يقتضي منع الطالب من التربية الميدانية حتى ولو لم يبق معه إلا ساعة واحدة.
ولا يخفى على ذي لب ان ذلك يعود بالأثر السلبي على الطالب والمجتمع والوزارة.. فالطالب وهو المتضرر الأكبر يضطر للجلوس سنة كاملة من غير وظيفة من أجل ساعة أو ساعتين يأخذها في فصل كامل وتعلمون طول الفصول الدراسية عندنا ولايتاح له التطبيق إلا في الفصل الأول من السنة التالية ويجلس بدون تعيين حتى السنة التي بعدها يتنقل بين أسواق الخضار وكبائن الهاتف يبحث عن عمل وهو يحمل بكالوريوس رياضيات أو فيزياء أو غيرها من التخصصات المهمة ثم لا تغفل تضرر المجتمع الذي يتلهف لأبناء وطنه العاملين في مثل هذه التخصصات التي غصت بالأجانب. بل حتى الوزارة ممثلة في كلياتها ينالها كفل من الضرر فالطالب الذي يحجز مقعداً لسنة دراسية يعطل قبول مستجد حتما، أضف إلى ذلك مكافأته ومصروفاته الدراسية.
ونحن نعتقد ان مثل هذا القرار الذي لم يطبق فعليا إلا في هذه السنة يراد به المصلحة للجميع وذلك لرفع مستوى الأداء في المدارس، والعجب كل العجب من قرار آخر في نفس السنة كتب بالخط العريض «يسمح للدارسين بالتطبيق لمن يحمل ثلاثة مقررات فأقل» والمقرر الواحد قد يصل إلى أربع ساعات، غريبة هذه الازدواجية.
ويزيد عجبك إذا علمت ان نصاب التطبيق مضافا إليه مادة دراسية واحدة لا تتجاوز 12 ساعة في حين ان كثيرا من المعلمين نصابهم 24 ساعة بل هو نصاب الطالب العادي في الكلية حتى ولو كان في تخصص صعب والذي يكون التطبيق الميداني عنده رحمة. أضاف إلى ذلك ان جملة من الطلاب متزوجون أو يعيلون أسراً فهل من المنطق ان يتأخروا في الوظيفة سنة كاملة من أجل ساعتين؟!
قد نصل إلى حل وسط ونقول لا بأس من تطبيق القرار في الفصل الأول حيث ان المصلحة راجحة ولكن في الفصل الثاني لابد من تجاوزه لأن الضرر واضح كما اسلفت. وقد استفسرنا من زملاء لنا قاموا بالتربية الميدانية مع الدراسة قبل تطبيق القرار فأثبتوا أنه لا تعارض إطلاقا بينهما فالتطبيق صباحا والدراسة في المساء وخصوصا ان كليتنا الموقرة تغلق أبوابها الساعة الثامنة ليلاً.
لذا آمل من المسؤولين وعلى رأسهم الدكتور الصائغ النظر في هذه القضية من جميع الجوانب ليتحقق الصالح العام.
والله ولي التوفيق.
رائد التركي
|