* الأحساء - تحقيق رمزي الموسى:
لا تكاد تخلو مدينة ما من وجود سوق للخردوات والمواد المستعملة والتي يطلق عليها أسواق الحراج وكون هذه الأسواق تحتوي على مواد متنوعة كالمواد الكهربائية والاستهلاكية والأثاث وغيرها من المواد المستعملة كان لابد من تنظيمها أسوة ببقية الأسواق الشعبية منها أو التجارية واخضاعها لوسائل الأمن والسلام، و«الجزيرة» سلطت الضوء على سوق حراج الأحساء عبر جولة ميدانية شملت أغلب أرجائه والتقت بعدد من أصحاب محلاته وأصحاب المنازل المجاورة له لترصد أبرز مشاكل السوق وعيوبه ونقل الاقتراحات لتطويره خصوصاً بعد حوادث الحريق المتكررة خلال فترات متقاربة لأن موقعه يتوسط الأحياء السكنية في مدينة الهفوف.
استغلال الأرصفة والممرات لبيع الخردوات
هذه الفوضى تحتاج إلى ترتيب
حركة نشطة
المواطن سالم الحمد لديه محل وسط السوق ويمارس مهنة البيع والشراء في المواد المستعملة يقول: إن السوق يشهد حركة نشطة طوال أيام الأسبوع خلاف أغلب الأسواق الشعبية الأخرى التي عادة ما يكون لها يوم واحد في الأسبوع تنشط خلاله ويرجح الأسباب الى أن السوق يحوي على العديد من السلع المستعملة المختلفة والتي يحرص أصحاب المحلات على صيانتها وتنظيفها ومن ثم بيعها مع اعطاء ضمان المحل على صلاحيتها بالتالي كانت هناك حركة نشطة تزداد بشكل ملحوظ أيام العطل الأسبوعية، وبالتحديد يوم الجمعة الذي يعتبر اليوم الرسمي للسوق، وكونه وسط أحياء سكنية في مدينة الهفوف مما سهل الوصول إليه.
ويقول المواطن يعقوب الظفر: إن سوق الحراج هو مصدر رزق لي ولعائلتي حيث إني أعمل به منذ قرابة 16 عاماً والحمد لله حيث أخذت الخبرة من والدي وعمي واستطعت أن استقل بمحل خاص لي أمارس خلاله بيع الأجهزة الكهربائية والأثاث المنزلي التي أحرص أن تكون من ماركات معروفة وأعطي عليها ضمان بأنها تشتغل بشكل سليم ، وعن دخله اليومي فيقول: لا استطيع تحديد ذلك فالأرزاق على الله ويعتمد الدخل على حال السوق ونشاط الفرد فيه وتتبعه للزبائن واصطيادهم كما يقول صاحب المحل بشراء السلع المستعملة من أصحابها بشرط أن تكون في حالة جيدة ونوع مرغوب به يمكن تصريفه بسهولة، ويضيف أن هناك أسلوباً يتبعه بعض أصحاب المحلات في شراء المواد المستعملة من أصحابها بتكسير سعرها عن طريق ذم نوعها أو وصفها بأنها غير مرغوبة وأنها تحتاج لصيانة مكلفة وهذا يعتمد على ذمة المشتري.
السوق يفتقر للتنظيم
أوضح محمد الدوسري أن سوق الحراج الماضي مختلف تماماً حيث كان عدد المحلات قليلا ومقتصرا على عدد أصحاب المحلات انفسهم، أما الآن فنجد أن كثيرا من الناس يمارسون في السوق مهنة البيع والشراء وليس بالضروري لديهم محل بل يكفيه الوقوف على أحد الأرصفة القريبة أو وسط السوق ليبيع ويشتري بالتالي فقد السوق تنظيمه وشعبيته وأصبح يعج بالفوضى ناهيك عن يوم الجمعة حيث تأتي العمالة الوافدة للسوق مستغلة تلك الفوضى سواء بممارسة بيع وشراء السلع أو السرقة كما أن عدم تنظيم سوق الحراج جعله عرضة للأخطار كالحرائق المتكررة حيث إن أغلب المواد التي تباع سهلة الاشتعال كالمواد الكهربائية والأثاث المنزلي والأخشاب.ويؤكد عبد العزيز العامر أن طرق عرض البضائع وبيعها تكون بصورة عشوائية مليئة بالفوضى حيث تعرض البضائع على الأرصفة والممرات والبعض يعرض بضاعته على سيارته الخاصة ليقف بها في وسط الطريق مما ينتج عن ذلك المشاجرات المستمرة بين الباعة أنفسهم أو حتى مع المشترين وتعطيل حركة السير التي نتمنى من ادارة المرور تكثيف رجالهم لتنظيم الحركة المرورية وتسهيلها.
خطورة الموقع
وحدثنا جمال العيسى عن موقع السوق وسط الأحياء السكنية وما يشكله من تهديد وخطورة على تلك الأحياء مؤكداً أن ما حدث من حرائق متكررة في أوقات متقاربة ما هي إلا صفارات انذار للجهات المسؤولة وعلى رأسها بلدية الأحساء وادارة الدفاع المدني. فسوق الحراج مع الزمن اتسعت رقعته واتسع نشاطه كما أن التوسع العمراني للأحياء السكنية أدى إلى عملية التحام بين السوق والأحياء السكنية، كما أن السوق يحيط به من الجهة الشمالية مزارع ونخيل سريعة الاشتعال، ومن الجهة الجنوبية مبنى تابع لوزارة الزراعة اضافة إلى قرب مبنى الأحوال المدنية الجديد. أما باقي الجهات فهي منازل ومدارس. كما أن السوق يحتضن مواد قابلة للانفجار وهي بالفعل قنابل مدمرة كاسطوانات الغاز وعلب الأصباغ ومولدات الكهرباء التي يستخدمها اصحاب المحلات في الاضاءة وعلب الديزل أو البنزين المستخدمين لتشغيل تلك المولدات. ويتساءل العيسى هل هناك خطورة أكثر من ذلك؟ويعتبر يوم الجمعة هو اليوم الرئيسي لسوق الحراج حيث يتزاحم العديد من الباعة والمشترين علاوة على قرب موقع السوق من مواقف حافلات النقل المتجهة إلى مناطق ومحافظات المملكة لنقل المعلمين والمعلمات وموظفي الدوائر الحكومية خارج المحافظة وينتج عن ذلك اختناقات الطرق المجاورة للسوق في مدينة الهفوف بشكل كبير مما يؤدي إلى ضياع فرص النقل عبر الحافلات لبعض المسافرين نتيجة تأخرهم عن الوصول للمحطة بسبب الازدحام.
تذمر سكان الحي
كما أبدى عدد من سكان المنازل القريبين من السوق تضررهم واستياءهم من موقع السوق الحالي فيقول نوح الصالح إن موقع السوق سابقاً كان يعتبر بعيداً نسبياً عن المنازل ويجاوره سوق الخميس وسوق دعيدع الشعبي ولاستشعار البلدية بالخطورة والفوضى قامت مشكورة بنقل سوق الخميس إلى موقعه الجديد في مخطط عين نجم عند سوق الخضار الجديد وكذلك سوق دعيدع الشعبي مما كان له الدور الايجابي في تخفيف المعاناة ولكنها أغفلت جانبا أهم حيث كان سوق الخميس يوما واحدا في الأسبوع أما سوق الحراج فيعمل طوال أيام الأسبوع، كما أنه اتسع في نشاطه ليصبح سوقا شعبيا لبيع الملابس والأحذية والحلويات والخضار والفواكه وبعض الأشياء الجديدة ليحل محل سوق الخضار وسوق دعيدع، وبالتالي ارتفع نشاط السوق حيث لا نجد موقفا لسياراتنا غالباً اضافة إلى انزعاج عوائلنا في عدم قدرتهم على التزاور بين الجيران لوقوف العديد من الرجال والعمالة بين المنازل وممارسة بيع وشراء السلع.ويطالب سلطان السلطان أن طرق تخزين وحفظ البضائع يجب أن تكون بشكل نظامي ونظيف. أما في سوق الحراج فالأساليب سيئة حيث تخزن القطع بشكل تراكمي وعشوائي مما يجعل الكثير من القوارض وبعض الحيوانات تعيش في وسطها اضافة إلى سرعة اشتعالها في حرب نشوب حريق، كما أن هناك مقبرة لسوق حراج الأحساء تقع على الشارع العام بجوار السوق تحوي كل ما لايحتاجه صاحب المحل من قطع وأخشاب وعلب الزيوت والشحوم ومواد غير مرغوبة متراكمة بشكل خطير للغاية مما ساهم في ارتفاع نسبة التلوث البيئي لتلك المنطقة، ويتساءل أين الجهات المعنية من ذلك؟
|