تحقيق : إبراهيم الحميد
أعلنت بلدية منطقة الجوف عن توزيع أكثر من 900 قطعة سكنية للمواطنين في مدينة سكاكا ضمن مخطط شمال قارا خلال الشهر الماضي، وقامت بتوزيع المخطط للمواطنين ودعتهم لحضور القرعة ودفع مبلغ 500 ريال كرسوم للمكتب الهندسي الذي سيقوم بتسليم الأراضي للمستفيدين. وبعد تسليم أرقام القطع للمواطنين تبين لكثير منهم عدم امكانية الوصول إليها نظراً لوجودها في الرمال وعدم صلاحية البناء عليها لوجودها وسط رمال لا حدود لها وليس لهم بإزالتها أي طائل. وبالرغم من الفرحة الكبيرة التي شعر بها المواطنون الذين ظهرت أسماؤهم ضمن من شملتهم منح المخطط إلا أن الفرحة تلاشت سريعاً مع اطلاعهم على مواقع أراضيهم التي تباينت بين أسفل الكثبان الرملية والطعوس «القعر» وبين أعالي الكثبان الرملية والتي لم تصمد فيها حتى الكتل الأسمنتية التعريفية التي وضعتها البلدية نفسها.
الجزيرة توجهت إلى موقع المخطط بناء على دعوة المواطنين الممنوحين أراضي في المخطط وفوجئت بموقع المخطط غير الصالح للسكن أو البناء نظراً للكثبان الرملية الهائلة التي تغطيه ولا تصلح إلا كمنتزهات برية طبيعية للأهالي أوقات الربيع والمطر ولا شيء غير ذلك.
المواطن ماجد الخالدي قال للجزيرة إننا بعد ثلاثة عشر عاما من الانتظار واستبشارنا خيراً بقرار التوزيع وظهور أسمائنا في الصحف فوجئنا بالموقع الذي قررت منحنا فيه البلدية القطع مما جعل الفرحة تتكسر على رمال النفود وأن هذه القطع التي منحتنا إياها البلدية يستحيل البناء عليها.
نريد بديلاً
المواطن عماد الهفيل أحد الممنوحين قطعا في المخطط أوضح أن الموقع المخطط المذكور لا يصلح لأن يكون حياً سكنياً من جميع النواحي لأن الرمال تغطيه، وهي رمال ليست جديدة أو قليلة بل هي رمال النفود التي تكونت منذ آلاف الأعوام مما يجعل من المستحيل البناء عليها، ولم تقدم البلدية أي خدمة في الموقع أو اعلان نيتها تحمل مسؤولياتها من خلال منح القطع في موقع الكثبان الرملية مطالباً البلدية بضرورة اختيار موقع بديل وترك الموقع الحالي ليكون منتزهاً يتوسط مدينة سكاكا وقارا عن طريق زراعته بالأشجار المعمرة كما هو.
10 أعوام انتظار
المواطن عبدالرحمن الراشد تحدث عن فرحته الكبيرة عندما صدر له قرار منحة سكنية بعد عشرة أعوام من الانتظار ومعاناته عندما ذهب لمعاينتها على الطبيعة حيث انغرست سيارته في النفود ولم يستطع الخروج منها إلا عن طريق الدفاع المدني نظراً لوقوع أرضه على إحدى قمم نفود قارا التي فيها المخطط. وقال الراشد هل قامت البلدية بتوزيع الأراضي رغبة في توفير موقع مناسب للمواطنين لبناء مساكن عليها أم أنها مجرد محاولة للتخلص من قائمة الأسماء الموجودة لديهم.
ويضيف الراشد أن سمو أمير المنطقة حفظه الله وجه بلدية منطقة الجوف بتوزيع الأراضي قرب مدينة سكاكا بعد توزيع ضاحية المطار رغبة من سموه في التسهيل على المواطنين ومنحهم الامكانية للبناء سريعاً في مواقع مناسبة في مدينة سكاكا وليس في موقع كالموقع الذي اختارته البلدية الآن.
بلا خدمات
المواطن خلف المنصور أشار إلى أن توزيع الأراضي يجب أن يكون وفقاً لآلية علمية واستراتيجية تحفظ لمدينة سكاكا وجهها وتزيده جمالاً وتحفظ للمواطن حقه في الحصول على أرض مناسبة في موقع مناسب صالح للبناء مضيفاً أن من الملاحظ على بلدية المنطقة أنها تقوم بتوزيع الأراضي على المواطنين منذ أكثر من 20 عاماً ولجميع مخططاتها دون أن تقوم بواجبها في سفلتتها حتى بعد مرور 20 عاما فضلاً على أن تقوم بتسويتها وتعبيد طرقها قبل توزيعها.
غير صالح
نزال الجابر أشار إلى أن المخطط غير صالح للسكن على الإطلاق مشيراً إلى أن القطع لا تصلح حتى لتثبيت بيت من الشعر فضلاً عن البناء عليها، ويطالب الجابر بضرورة تحري مسؤولي البلدية الدقة قبل شروعهم في القيام بأي أعمال من شأنها المس بمستقبل المواطنين وإعطائهم حقوقهم مشيراً إلى أن الدور المطلوب من بلدية منطقة الجوف أكبر مما تقوم به حالياً.
ويشير المواطن عقلا الفهيقي إلى أهمية تبني البلدية لاستراتيجية جديدة في توزيع الأراضي تضمن قيام مخططات نموذجية عصرية يتمكن المواطن فيها من البناء والإعمار بكل يسر وسهولة متسائلاً كيف سيتم إعمار المخطط الذي قررت البلدية توزيعه الآن وهو مكون من كثبان من النفود التي يرتفع بعض نفودها أكثر من 30 مترا عن مستوى الأراضي المحيطة به.
ويشير الفهيقي إلى معاناة مواطني مدينة سكاكا من عدم سفلتة أحياء المخططات السكنية التي مضى عليها 20 عاماً ويتسائل كيف سيكون مصير المخطط الحالي إذا لم تبادر البلدية إلى تغيير استراتيجياتها.
أين البلدية؟
المواطن عبدالعزيز العلي يشير إلى الامكانيات التي تتمتع بها البلدية والتي بامكانها أن تقوم بجهودها الذاتية من خلال معداتها «شيولات - جرارات - قلابات» بتسوية المخططات التي يتم توزيعها وتسوية طرقها ومسح قطعها قبل توزيعها على المواطنين مشيراً إلى عدم تغيير سياسة توزيع الأراضي في البلدية منذ عشرين عاما، وهو يشير إلى تأكده من توفر هذه الامكانيات التي لا تتطلب اعتمادات مالية مشيراً إلى معاناته الشخصية ومعاناة جميع مواطني المنطقة من عدم قيام البلدية بدورها في تطوير وتحسين مخططات مدينة سكاكا مما جعل مظهرها العام يبدو كمدينة بدائية لاتوجد فيها بلدية أو مهندسون يخططون لها استراتيجياتها والدليل هو وجود بعض المنازل التي يرتفع فيها الدور الأرضي عن جاره بمترين وأكثر من ذلك بسبب عدم تحديد البلدية لمناسيب المخططات للطرق والقطع السكنية.
كيف تم تخطيطه؟
المواطن مشاري الخالدي أكد أن المخطط الأخير غير صالح للسكن والبناء مشيراً إلى أنه لا يمكن البناء على كثبان ترتفع من 20 إلى 30 مترا، ويقترح الراشد على البلدية أن تترك موقع المخطط كما هو حتى تتمكن من استغلاله كمساحات خضراء يتم فيه زراعة الأشجار الصحراوية كالأثل والنخيل من خلال مشروع الصرف الصحي القريب من الموقع.
المواطن حمد الحمود أشار إلى وعورة المخطط البالغة مشيراً إلى أن من يحاول عبور نفود المخطط لا بد وأن يهيء نفسه للتعطل وانغراس سيارته في الرمال حتى ولو كان معه أفضل سيارات الدفع الرباعي، متسائلاً عن الكيفية التي استطاعت البلدية بها تحديد صلاحية أراضي المخطط للسكن رغم الواقع الذي يشير إلى عكس ذلك.
|