وفقا لنتائج أولية لدراسة محدودة قدمت هذا الأسبوع إلى اجتماع الجمعية الأميركية للآلام في شيكاغو، فإن الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة في الظهر يمكن أن يصابوا بانكماش في الجزء من الدماغ والخاص بالتفكير.
وتظل مسألة النقص في نسيج الدماغ كأحجية البيضة والدجاجة بالنسبة للباحثين لأنهم لا يعرفون من يأتي أولاً، آلام الظهر أو انكماش الدماغ.
يقول للدكتور فانيا أبكريان من جامعة نوثوسترن في شيكاغو التي ترأس فريق البحث، «ولكن إذا ثبت أن آلام الظهر المزمنة تقف وراء انكماش نسيج الدماغ، فإن الحاجة الملحة لعلاج آلام الظهر تصبح مهمة».
وفي بحث سابق كشف أبكريان وزملاؤه عن دليل على أن الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة في الظهر يمكن أن يصابوا بتغيرات في نسيج الدماغ وخاصة المادة السنجابية (الرمادية)، وخلافا للمادة البيضاء التي تعمل على تماسك الدماغ، تحتوي المادة الرمادية على «خلايا التفكير» التي تعالج المعلومات والذاكرة وتشغل الجزء الأكبر من الدماغ.
وقد استمر فريق أبكريان في دراسة أدمغة الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة في الدراسة عشرة أشخاص، قام الباحثون بقياس مستوى المادة المادية في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة في الظهر وقاموا بمقارنته، بعد ذلك بمستويات المادة لدى 20 شخصاً لا يعانون من آلام مزمنة.
وكشفت الفحوصات بحسب أبكريان، عن أن الأشخاص المصابين بآلام مزمنة ظهرت لديهم تغيرات في أجزاء من المادة السنجابية (الرمادية) تعرف بأهميتها في اتخاذ «التقييمات العاطفية» بما في ذلك اتخاذ القرارات والتحكم في السلوك الاجتماعي اليومي.
قال أبكريان، «أوضحنا أن كيمياء الدماغ غير طبيعية في المرضى الذين يعانون آلام الظهر المزمنة،».
وحذر بأن الباحثين ليست لديهم فكرة حول ما إذا كان انكماش الدماغ يسبب آلام الظهر أو العكس «وأضاف أن الظاهرتين يمكن ألا تكونا مرتبطتين.
ويثير البحث «مجموعة جديدة من الأسئلة حول آلام الظهر المزمنة وما هذه إلا مجرد بداية لبحث الدماغ وماهية وحقيقة الآلام المزمنة.
ويقوم فريق أبكريان حاليا بقياس مستوى المادة الرمادية لدى الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة في الظهر فإذا استمرت المادة الرمادية بالانكماش كلما استمرالألم فإن ذلك سيدلل على دعم الفكرة بأن انكماش الدماغ ينجم عن الألم المزمن.
ومن الأسئلة التي يود أبكريان إيجاد جواب لها هو ما إذا كانت معالجة الألم قادرة على إيقاف التلف الذي يحصل في المادة الرمادية على الرغم من قوله: إن ذلك من غير الممكن.
ولاحظ الباحثون أنه على الرغم من الحاجة إلى الكثير من العمل لدراسة العلاقة بين التغيرات في المادة الرمادية والآلام المزمنة فإن إمكانية أن تسبب هذه الآلام انكماشا في أجزاء الدماغ تبرز أهمية الحاجة لعلاج هذه الآلام. وأشار الباحثون أيضاً إلى أن دراسة أخرى ستنتشر حول النقض في القدرة على اتخاذ قرارات عاطفية لدى الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة.
قسم جراحة العظام مستشفى المملكة/ العيادات الاستشارية
|