بقلوب مفعمة بالحزن والأسى فجع الوسط الرياضي قبل أيام قلائل بخبر رحيل أحد أبرز نجوم الكرة السعودية الأفذاذ ممن علا شأنهم وتألقوا في حقبة الثمانينيات مع فريق النصر.. انه النجم الدولي «سابقا» سعد الجوهر الذي رحل عن هذه الدنيا الفانية بعد معاناته مع المرض حيث أصيب بداء الغرغرينا فتم بتر قدميه ثم اصيب بفشل كلوي ودخل في غيبوبة عدة أيام إلى ان وافته المنية عن عمر يناهز 59 عاما.. تغمده الله بواسع رحمته.
* إذ بدأت علاقتي مع فقيد الرياضة السعودية قبل حوالي ستة أشهر عن طريق هداف النصر ومهاجمه في تلك الحقبة اللاعب ميزر امان حيث طلب مني استضافة «الجمجمة الذهبية» عبر صفحة نجوم في ذاكرة التاريخ نظراً لسجله الكبير الحفل بالانتصارات والإنجازات الذهبية إلى جانب الألقاب الشخصية التي نالها طوال مشواره الكروي الذي امتد لـ15 عاما وغادر الملاعب الرياضية بلا بطاقة ملونة مجسداً بذلك صورة اللاعب المثالي والنجم المتميز الذي جمع المستوى العالي والخلق الرفيع في بوتقة واحدة.
* وأمام ذلك لم أتردد في مهاتفته رحمه الله حيث طلبت استضافته في هذه الصفحة بيد انه اعتذر بلطف معللاً ذلك بخشيته نسيان بعض الرموز التي خدمت المسيرة النصراوية وعاصرت أبرز أحداثها التاريخية والتأسيسية «لاحظوا سبب الاعتذار الذي ينم عن خلقه ووفائه تجاه الرجال الذين أثروا وضحوا من أجل خدمة المسيرة الصفراء وهي في مهدها»..! ولكن بتأثير قوي ومباشر من رفيق دربه ميزر أمان نجحت في أخذ موافقته واستنطاق ذاكرته ففي يوم السبت الموافق 15/11/1423ه زرته رحمه الله في منزله ومعي «ميزر» وبطيبة متناهية وأدب جم استقبلنا كما هو ديدنه مع ضيوفه وحين دلفنا منزله جلست بجواره وقد ظهرت عليه علامات التعب وآثار المرض إذ تزامنت هذه الزيارة مع عودته من المستشفى وانقضاء موعد مراجعته.. غير انه رغم ذلك طلب مني الشروع في اللقاء وبعد زهاء ساعة ونصف قلبنا فيها صفحات تاريخه الرياضي ومشواره الكروي من الألف حتى الياء.. أنهيت مهمتي وودعته ولم أدر انه ستكتب لي زيارة أخرى «معزياً»..!! وبعد عدة أسابيع تلقيت اتصالا من مهاجم النصر الشهير محمد سعد العبدلي «زوج شقيقة الفقيد» يخبرني ان سعد الجوهر نقل للمستشفى العسكري بالرياض حيث اشتد عليه المرض والمعاناة فنقل بالاسعاف واتضح اصابته بداء الغرغرينا فتم بتر القدم والساق اليمنى إلى ما دون الركبة وهي بالمناسبة العملية الثالثة للفقيد خلال سنة ونصف تقريباً حيث سبق ان أجرى رحمه الله في العملية الأولى استئصال اصبعين من القدم اليسرى وبعد عشرين يوما تم بتر القدم والساق وأخيراً تم بتر القدم والساق اليمنى للسبب ذاته.. وإزاء ذلك قامت «الجزيرة» وكعادتها في نقل الصورة عن نجوم الأمس بزيارة «فقيد الرياضة» في المستشفى العسكري بعد اجراء هذه العملية برفقة عدد من نجوم الثمانينيات وهم الدكتور صالح العميل وميزر أمان وفهد بن بريك للاطمئنان عليه وتهنئته بسلامته ولقد اثلج صدورنا وسر خاطرنا الابتسامة التي كانت لا تفارق محياه والروح المعنوية العالية التي جسدت مدى قوة صبره وايمانه بما أصابه وهو يردد العبارة الإيمانية الحمد لله على قضائه وقدره وما هي إلا أسابيع قليلة حتي أصيب بفشل كلوي ودخل في غيبوبة أياماً عدة إلى ان وافته المنية صباح يوم الثلاثاء 22/1/1424ه.. تغمده الله بواسع رحمته.
* لقد رحل النجم العملاق سعد الجوهر.. الذي لم يكن نجماً عادياً وإنما كان يمثل ظاهرة كروية فريدة سبقت المستوى الفني للفرق المحلية في تلك الحقبة.
* رحل فقيدنا الغالي الذي أحبته جماهير الكرة بمختلف ميولها وألوانها لأخلاقه واخلاصه قبل فنه ونجوميته.
* رحل صاحب لقب الجمجمة الذهبية التي هزت شباك الخصوم وجلبت العديد من المكتسبات النصراوية التي تحققت لفارس نجد في تلك الأيام الخوالي.
* رحل من زرع في قلوب الآخرين بذور المحبة والاحترام فجاءوا لتقديم نتاج ما زرعه في نفوسهم من تعامل مثالي وسلوك جم.. جاءوا بمشاعرهم ووجدانهم معزين.. باكين.. داعين.. مترحمين على فقيدهم.
* وعزاؤنا الوحيد ان الفقيد رحل وقد ترك ذاكرة عطرة وسيرة طيبة عالقة في الاذهان والوجدان واسما خالدا في صفحات التاريخ الرياضي ستتذكرها الأجيال النصراوية ردحاً من الزمن.فاللهم ارحم فقيدنا الغالي «سعد الجوهر» وأسكنه فسيح جناته.. {انا لله وانا اليه راجعون {
|