في ص «136»، هذا العنوان: ليس دفاعاً عن الفضائيات.. ولكن»، والكلمة الأخيرة- ولكن- زائدة.. ورأيت الكلمة الأولى، في الصفحة نفسها وهي- يموله-، في حرف- اللام- سنة يحسبها القارىء- ميما-، وهذا عيب طباعي..! ويتساءل كاتبنا في المقطع الرابع، فيقول: أيها السادة والسيدات من الذي جنى على الأغنية العربية، وهي شريحة مهمة في خريطة ثقافتنا؟!».. وعندي أن الجناية بدأت من الإذاعات العربية، حيث شرعت لها الأبواب، فولج منها- كل من هب ودب-، ثم جاءت الفضائيات، فزادت الطين بلة، كما يقال.. فقد كنا نسمع أصواتا شتى، ثم أصبحنا مع الصوت والصورة، وبعض المطربين، ربما يصلح ملاكماً ومصارعاً، وإذا ساء اختيار الكلمات، من خلال صوت رديء، يضاف إلى ذلك صور لا ترضي، كان السوء.!
* إن محطاتنا، كان ينبغي أن ترتفع بأذواق المستمعين، غير أنها، جنحت إلى الهبوط بها، لأن الذين يروجون لهذا الغثاء فاقدو الأذواق في ظني، أو أنهم غير حراص على تقديم الأفضل والأمثل، وينطبق على هذه الاختيارات الرديئة، ذلك المثل الشائع في مصر: «لبن، سمك، تمر هندي».!
* وعرج كاتبنا على الجمال المبدع فيه، مثل:«السح الدح امبو، الواد طالع لابوه»، وأشار إلى:«الإيقاع المدوي، جنون الديسكو الغربي».. وأؤكد أن وسائل الاعلام العربية، التي تقدم هذا الغثاء باسم الفن والغناء الهابط، تعبث بأذواق المستمع والمشاهد، وهي تفرض عليهم هذا الهراء، الغث الهابط، فهي وحدها المسؤولة، لأنها لم ترشد.. والقول المنسوب إلى فنان ما، أن «المستهلك يريد كذلك»، أي ما يقدم من عبث، والجواب الحق، أن يقال لهذا المستهلك السخيف.. غن له أنت وأطربه.. أما أن أي فنان، يفترض أنه يحترم فنه، يشارك في الهبوط بالأذواق، فإنه كان يجب أن يكون الارتقاء، هو الذي يدافع عنه.. الذي يجنح إلى هذا الهراء، لا يحترم لأنه يقدم سلعاً فاسدة رديئة، والهوى غلاب كما يقال.. إن العون على تقديم الأدنى، أمر يجنح إليه، باعة السلع الرديئة في الأسواق، وهو جناية، تمارس وترتكب باسم- الفن-.. ورحم الله أيام زمان، حين كان في الساحة أناس لهم أذواق، فيقدمون ألوانا من الغناء المطرب الجميل، من خلال شعر جميل، وأصوات وألحان جميلة.. وما كان لي أن أنساق مع هذا الهوى، لكن الأستاذ عبدالرحمن السدحان، عرّج بنا على هذا المنزلق، ومن حقه أن يجنح إلى ذلك، من هذا السوء الذي ينداح في الساحة، باسم الفن، وقانا الله السوء والسلع البائرة، التي تجد سوقها ومروجيها، والباحثين عنها، لأنهم لا يريدون أن يختاروا الأمثل، مما يطرب ويسلي.!
|