* تبوك عبدالرحمن العطوي:
تعرض طفل لا يتجاوز السادسة من عمره لحالة من البكاء المستمر وبشكل هستيري عند مشاهدته صوراً لضحايا العدوان الأمريكي البريطاني على الشعب العراقي وكانت إحدى المحطات الفضائية تنقل صوراً مأساوية لإحدى المجازر المرتكبة في الشعب العراقي حيث كانت صور الأشخاص محترقين و كانوا مقطعين .. هذا المنظر أصاب هذا الطفل بهذه الحالة وقد حاولت أسرة الطفل تهدئته واغلاق جهاز التلفزيون ومحاولة اخراجه مما شاهده إلا ان الطفل يبدو ان المشاهد التي شاهدها لم تفارق مخيلته وقد أصيب الطفل بما يعرف بالاضطرابات النفسية وقد حذر الدكتور محمد الشربيني الطبيب النفسي بمستشفى الصحة النفسية بتبوك من مشاهدة الأطفال لما يحدث في العراق من قصف جوي وأرضي وعرض أحداث المعركة على الهواء مباشرة حيث إن الطفل عادة لا يتابع الخبر ولكن تتركز متابعته للصور والمشاهد وما أكثر مشاهد القتل والجرحى والمصابين مما يثير مشاعر الخوف وفقدان الشعور بالأمان داخل الطفل الذي مازال يخطو خطواته في الحياة.
وأضاف ان هذه المخاوف والقلق تؤثر في أثناء النوم في شكل أحلام مزعجة وكوابيس وفزع ليلي وناشد الوالدين تجنيب أطفالهم هذه الآثار بالسيطرة قدر الإمكان حيث ان هذه المشاهد قد لا يتحملها الإنسان الكبير فكيف بطفل رهيف الاحساس وطالب الآباء والأمهات بإشغال أبنائهم عن متابعة ما يحدث وخاصة الأطفال في المدارس الذين يحدثون أقرناهم بهذه المشاهد ليدفع فضول الأطفال لمشاهدتها التي ستبقى تأثيراتها النفسية في الطفل.
هذا وتتابع جميع المحطات التلفزيونية أحداث الحرب في العراق لحظة بلحظة وعزفت القنوات عن تقديم برامج الأطفال.
وأكد والد الطفل الذي أصيب بهذه الحالة ل«الجزيرة» ان طفله أصبح لا يفارقه ويذكر لأبيه انه يخاف عليه بعد مشاهدته للرجال المقتولين في الغزو على العراق كما انه أصبح فاقداً للشهية ونومه مضطرباً.
|