أصدر عدي صدام حسين أمراً باستمرار الأنشطة الرياضية في العراق وحضر جمهور يقدَّر بخمسة آلاف متفرج المباراة التي أقيمت بين فريقي الزوراء.. والشعب.. إذا لم تخنِّي الذاكرة..
ومع حرارة الأهداف واللمسات الفنية في المباراة نسي الجمهور لدقائق طائرات 52B وحمولاتها المتفجرة.. وأصوات المباني المنهارة المتمازج مع صراخ الأطفال وعويل النساء..
* إذا كان لأمريكا ملمس حيَّة رقطاء.. تقول ما لا تفعل وتبطن خلاف ما تُظهر وهي تغرس أنيابها في جسد العراق لتسقيه السم كؤوساً فإنها توهم العالم بخطابها المدجج بالحنكة الإعلامية والمهارة اللغوية بأنها مشرط جراح قاسٍ لكنه مداوٍ.. وشافٍ..
* ولأول مرة يعرف التاريخ أطباء يقتلون من أجل أن يُحيوا أو يشفوا..
المهم في الأمر الآن.. هو هذا التجاسر حتى في أشد اللحظات عسراً وتوغلاً في الشدة..
* الإعلام العراقي يقول إن إذن استمرار الأنشطة الرياضية جاء من عدي نجل صدام الشهير..
ومع أنه مختفٍ منذ اندلاع الحرب.. حتى يقول البعض إنه قتل في القصف على قصور صدام في الليالي الأولى..
إلا أن التضليل يجيء جسوراً.. متجاوزاً حدود المعقول.. فمن أجل أن يبقى عدي في الذاكرة..
ومن أجل أن يتحدى ويتهكم بالاعتداء..
ومن أجل أن يوحي بأن العراقيين يتعاملون مع كرات النار التي تتنزل عليهم من سحائب طائرات الغزاة.. تماما ككرات الثلج التي يلهو بها الجنود الأمريكان أو الإنجليز في منتجعاتهم الباردة..
* كيف يلعب العراقيون الكرة..
وكيف يركلها اللاعبون باتجاه المرمى
وكيف يفرحون ويركضون ويخلعون قمصانهم..
ولمن يلوِّحون..
وحين يلوِّحون.. هل يلوِّحون استسلاماً أو انتصاراً.. والجمهور لمن يهتف..
ولمن يصفق..
وهو يدفن آلاف الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ الذين لا ذنب لهم إلا أنهم لا يملكون 600 منزل يختبئون فيها أسفل الأرض عن حمى القصف..
هم ليسوا صدام وليسوا حاشيته..
هم مجرد دُمى تُحرك سواء كان فيها نبض أو توقفت قلوبهم عن ضخ الحياة تجاه أجسادهم الميِّتة منذ سنوات بعيدة أدخلوا فيها حروباً تلو حروب دون أن يحظوا بأي مقابل.. سوى أنهم تحولوا الى أجساد تتحرك تحت تهديد القتل والحرق والغمس بالأسيدات..
* الأفاعي كثيرة..
وإن تلوَّنت كلماتها..
وإن تنوَّعت أساليب لدغها وبثها السموم..
وأمريكا ونظام صدام..
هم من فصيلة أفاعي هذا الزمان.. فاللهمَّ اكفنا واكف المسلمين شرورهم.. اللهم آمين.
|