* متابعة عبدالله العماري:
تواصل الجزيرة نشر بقية جلسات اليوم الختامي للمنتدى الإعلامي السعودي الأول وكنا قد نشرنا يوم أمس الجلستين السادسة والسابعة وفيما يلي بقية الجلسات:
الجلسة الثامنة
في ندوة غاب عنها الكثير من المشاركين
الإعلام المؤسسي ضرورة تنقصها الإستراتيجيات
وسط غياب مؤثر لمعظم المشاركين وبداية متأخرة جاوزت نصف الوقت بدأت فعاليات الجلسة الثامنة من جلسات المنتدى الإعلامي السنوي الأول للاتصال والإعلام تحت عنوان «الإعلام المؤسسي» برئاسة أ. محمد الطحلاوي نيابة عن د. صالح النملة الذي لم يكن موجوداً مرحباً بالمشاركين الاثنين د. عثمان العربي والأستاذ مطلق المطيري واعتذار عن المتغيبين.
وتحدث الدكتور عثمان العربي في ورقته التي حملت عنوان «العلاقات العامة وتقنيات الاتصال الحديثة دراسة حالة على شركة سابك، حيث عرض في بداية هذه الدراسة وصفاً لبعض المفاهيم للتقنيات، والعلاقات العامة وكيفية استخدام التقنيات الحديثة وتفعيلها في مجال عمل العلاقات العامة موضحاً أن أولى هذه التقنيات هو الحاسوب والإنترنت التي تعد من الوسائل الشاملة التي تضم العديد من التقنيات..
وتطرق د. العربي الى سبل الاستفادة الكاملة من تفعيل ما يسمى بإمكانية الاتصال والقدرة التي توفرها هذه التقنيات في كل المجالات بما في ذلك مجال العلاقات العامة.
وحدد .د العربي المهمة الرئيسة للعلاقات العامة في تعريف وتحسين صورة المنشأة تجاه المجتمع وتحسينها وتكوين قاعدة جماهيرية عريضة لأي منشأة مستدركاً أن موقع سابك على الإنترنت لا يعبر بالشكل الصحيح على المؤسسة من ناحية تأخر ورود المعلومات الإخبارية عن المؤسسة، وعدم ظهورها أولاً بأول والإبقاء على مواد إخبارية في الموقع لأكثر من أسبوع دون تجديد وهو ما لا يتلاءم مع طابع الوسيلة السريع.
أما الأستاذ مطلق المطيري فتناول في ورقته البحثية ملامح الخطاب السياسي السعودي ونماذج الإقناع الإعلامي به مشيراً الى أن الإعلام السعودي يعيش أزمة كبيرة على المستوى الخارجي منذ أحداث 11 سبتمبر مشيراً الى أهمية بناء استراتيجية إعلامية متكاملة للتعامل مع التداعيات التي أعقبت هذه الأحداث ومنها الحملات الإعلامية ضد المملكة.
وعرض أ. المطيري بعض المحاور الدالة على أهمية العمل الإعلامي منها التفاوض ودوره في الإعلام السياسي مشيراً الى أن مثل هذه الأزمات التي حدثت في أعقاب هذه الأحداث من شأنها أن تكشف تمكن إعلام الدولة وقدرته في إبراز جهود الدولة على تحسين صورتها تجاه الغير، مستدركاً أن بمقدور الإعلام تشكيل رأي وأداة تفاوض لأن تستثمر بشكل علمي ودقيق لتغيير المواقف الإعلامية الغربية تجاه الدولة مضيفاً ان المكاتب الإعلامية للدولة والسفارات التابعة لها لديها دور كبير في تحسين صورة الدولة وتوضيحها.
وأكد المطيري على أهمية إعطاء قاعدة معرفية عن الدولة قبل أن ترسل وتخاطب الآخر من أجل التأثير فيه، فلا بد من بناء قاعدة معرفية لدى الآخرين ثم تخاطبهم ليستجيبوا بسرعة أكثر وتقبل أكبر، مشيراً الى إمكانية الاستفادة من الأجانب الموجودين في المملكة في التعريف بالمملكة من خلال إعطائهم الجرعات المعرفية الكافية عن المملكة وتراثها حتى ينقلوا الصورة الواضحة لمجتعاتهم فضلا عن التخطيط الاستراتيجي الجيد والمدروس لإقناع الشعوب الخارجية موضحاً ان الخطاب الإعلامي السعودي بعد أحداث سبتمبر يبدو كما لو انه اعتذاري تارة واستنكاري تارة وهذا خطأ سببه عدم وجود استراتيجية فعالة تعمل من خلال إدارات ورؤية متوازنة ومتقنة لتحقيق الإقناع المطلوب.
وفي مداخلة ضمن فعاليات الجلسة طرح عايض القحطاني مدير العلاقات العامة بالتعليم المهني العديد من التساؤلات عن حجم التفاعل مع التقنيات الإعلامية الحديثة موصياً بإعداد مناهج داخل أقسام الإعلام لتدريب الطلاب على هذه التقنيات، وهو ما أجاب عنه د. العربي فقال: إن عدم واقعية التفاعل مع هذه التقنيات وضعفه ناتج عن الإهمال واللامبالاة وتجاهل ما لها من قدرة بالإضافة الى ما يحتاجه التدريب كعملية من تكاليف مادية وفنية.
الجلسة التاسعة
في ندوة رصدت ملامح تطورها بالمملكة
مراكز المعلومات .. المصدر الأول للمؤسسات الإعلامية بالمملكة
خلصت الجلسة العلمية التاسعة من جلسات المنتدى الإعلامي السنوي الأول أمس الى نتيجة حتمية مفادها ان الاستفادة من التطور الهائل في مصادر المعلومات ضرورة للارتقاء بمستوى الأداء الإعلامي في مختلف قطاعات العمل والمؤسسات الإعلامية.
وأشار المشاركون في أعمال الجلسة والتي ترأسها د. محمد بن سعود البشر الى أن التطور الحادث في مصادر المعلومات تجاوز الوسيط الإعلامي والذي كان يتولى توفير المعلومة الإعلامية للصحف والقنوات والمحطات المرئية والمسموعة في بداية أعمال الجلسة تعرض د. حمود بن البدر أمين مجلس الشورى الى طبيعة الأنشطة الإعلامية للمجالس البرلمانية «تجربة مجلس الشورى السعودي» مؤكداً ان المملكة في حاجة ماسة الى الصحفي والإعلامي المتخصص في مجال الإعلام البرلماني بحسبانه إعلامياً متخصصاً.
ولفت د. البدر الى عدد من الإجراءات لإيجاد الإعلامي البرلماني المتخصص منها تشجيع المتخصص الإعلاني على مستوى الدراسة والتأهيل مستعرضاً أهم خصائص الإعلامي البرلماني فيما يتعلق بأسلوب النقل المباشر وممارسة الواجبات البرلمانية، والقدرة على الاستفادة من الطبيعة المميزة لكل وسيلة من وسائل الإعلام، واستعرض الأمير محمد بن سعود بن خالد في ورقته التي حملت عنوان مصادر المعلومات بين التقليد والواقع التجربة السعودية مؤكداً ان المجتمعات المدنية والبشرية بحاجة الى من يقوم بوظيفة توفير المعلومات، وهو ما يفسر الاهتمام الكبير في السنوات الأخيرة بمصادر الأخبار والمعلومات.
وأشار الأمير محمد بن سعود بن خالد الى أن المؤسسات الصحفية لها مصدران للوصول الى المعلومات، الأول تقليدي وهو إدارات العلاقات العامة بالوزارات والهيئات ووكالات الأنباء والتي كانت تعتبر الى وقت قريب من أهم المصادر الإعلامية للإعلاميين، والمصدر الثاني وهو الحديث يتمثل في تلك الوسائل التي أوصلت المؤسسات الإعلامية بمصدر المعلومات مباشرة وفي مقدمتها مواقع الإنترنت ومراكز البحوث والاتصالات.
وأضاف الأمير في ورقته ان المصدر هو أساس العملية الاتصالية والإعلامية باعتباره نقطة الانطلاق تليه الرسالة والمستقبل مروراً بالوسيلة الإعلامية أو الاتصالية، مشيراً الى أن الإدارات في كثير من المؤسسات والهيئات الحكومية بالمملكة لا تقوم بتحديث مصادر معلوماتها أو موضوعاتها الإخبارية على شبكة الإنترنت وهو ما يقلل من إمكانية الاستفادة من هذه التقنية المتطورة، مطالباً المؤسسات الصحفية بتحديث مواقفها بأخبار جديدة كل ساعة وليس كل 24 ساعة لمتابعة الحدث والاحتفاظ بقرائها.
وتوقفت الورقة البحثية للأمير الدكتور نايف بن ثنيان بن محمد عند «وكالة الأنباء السعودية واس» ومواكبة المستجدات الاتصالية والإعلامية والمصداقية الإخبارية لتشير الى التطور التقني بالوكالة في المجالات الفنية وإدخال خدمة التصوير الرقمي وخدمات الأقمار الصناعية في بث الوكالة من خلال أربعة أقمار صناعية لتغطية مناطق عديدة من العالم وإنشاء قاعة محاضرات وندوات ومعامل للتصوير الملون إضافة الى إدخال خدمات الوكالة عبر شبكة الإنترنت بحيث يستطيع الشخص العادي الدخول عليها والإطلاع على آخر الأخبار مع مراعاة أنها توزع أخبارها مجاناً.
وأشار الأمير الدكتور نايف بن ثنيان ان وكالة الأنباء السعودية منذ نشأتها هي المصدر الأول للمؤسسات الإعلامية المحلية مشيراً الى إرسال بعثات صحفية لمتابعة الأحداث في أماكنها بالإضافة الى وجود مكاتب لها في الخارج.
أما الورقة البحثية المقدمة من الدكتور محمد بن سليمان الأحمد بعنوان «نحو مركز معلومات صحفي موحد للصحافة السعودية» فطالب خلالها بوجوب وجود مركز معلومات يستفيد منه الإعلاميون يتوافر فيه معلومات تفيد الصحفي والمراسل وتساعده على أداء مهمته بالشكل الصحيح، ودون أي احتمالات للخطأ مشيراً الى أن مركز المعلومات يوفر الكثير من النفقات المالية مع مراعاة قابليتها للنمو والاستفادة منها على المدى الطويل.
وأضاف د. الأحمد الى أنه يوجد أربعة أنواع من مراكز المعلومات الأول أكاديمي في الجامعات والمكتبات العلمية وهو لأصحاب الشأن الأكاديمي ومركز معلومات أمني ويختص بالمعلومات السرية، ومركز المعلومات المتخصص في الوزارات الحكومية والشركات ومركز المعلومات الإعلامي أو الصحفي.
وتتميز المعلومات التي يوفرها بالمباشرة وعدم التعمق ولا تتمتع بأية سرية مشيراً الى أن إيجاد مركز معلومات موحد للصحف السعودية يشجع المنافسة بين هذه المؤسسات الإعلامية لتوظيف المعلومة في نهاية ورقته أوضح د. أحمد أن كلمة أرشيف لم يعد لها وجود وحلت بدلاً منها مراكز معلومات.
في آخر الجلسات العلمية للمنتدى الإعلامي الأول
استيعاب التقنيات الحديثة شرط تطور الإعلام السعودي
في جلسة زاخرة بالرؤى والطروحات في ختام أعمال المنتدى الإعلامي السنوي الأول عرض نخبة من الإعلاميين وأساتذة الإعلام تصوراتهم لمستقبل الإعلام السعودي وطرحوا عدداً من الاقتراحات لضمان تبؤ المكانة اللائقة التي تتناسب مع المكانة الدولية للمملكة، وفور افتتاح أعمال الجلسة وترحيب مقررها د. حزاب السعدون بالمشاركين بهذا بدأ رئيس الجلسة أ.د. سعد العرابي الحارثي مستشار وزير الداخلية بالتأكيد على أن الإعلام علم ونتاج فكر وعطاء ومعرفة وثقافة وموهبة واقتدار.
وطرح الأستاذ بدر كريم ورقته التي حملت عنوان التحديات المستقبلية التي يواجهها الإعلام السعودي مؤكداً ان هذه التحديات يمكن تصنيفها الى تحديات إعلامية ومنها التطورات التكنولوجية والقنوات الفضائية والإنترنت والصورة الذهنية السابقة للمملكة في وسائل الإعلام الغربية وتحديات اقتصادية منها التوجه نحو الخصخصة والدين العام على الدولة فتح باب الاستثمار الخارجي وهناك تحديات فكرية تتمثل في الإرهاب على المستوى الدولي والعولمة الثقافية ثم التحديات الخارجية.
وأضاف: من المناسب ومن الضروري لمواجهة هذه التحديات إيجاد آلية تكاملية بين وسائل الإعلام فهناك المحلية والفضائية ومضامينها موصياً بضرورة إعادة النظر في أنظمة وسائل الإعلام السعودية وتوفير الدعم المادي اللازم لها ورفع سن التقاعد الى 65 سنة وتمكين وزارة الإعلام من عقد دورات تدريبية وإعطائها صلاحية الدفع المالي وإعادة هيكلة وسائل الإعلام من جميع النواحي.
وتولى د. سامي عبدالعزيز نيابة عن رجل الأعمال الشيخ صالح كامل طرح ورقة بحثية بعنوان «الاتجاهات المستقبلية للتلفزيون المدفوع من المنطقة العربية» وأكد من خلالها على العديد من النقاط المهمة منها أن ظاهرة التلفزيون المدفوع ليست جديدة فعندما كنا نشتري أشرطة الفيديو كانت بداية الاتجاه للتلفزيون المدفوع والتغير في المفاهيم والسلوكيات قابلة للنمو.
وعدد د. عبدالعزيز ثلاث شبكات تلفزيونية مدفوعة في الوطن العربي وهي الأوائل وأوربت وشوتايم مشيراً الى أن عدد المشتركين في هذه القنوات في الوطن العربي حوالي 400 ألف مشترك وعدد الذين يشتركون فيها ما بين 30 الى 40% سنوياً في حين أن عدد الذين ينسحبون حوالي 2% سنوياً.
وتطرق د. عبدالعزيز الى العوامل التي تحكم زيادة عدد المشتركين ونقصانهم وفي مقدمتها القدرة الشرائية ومدى قناعة المشترك بأن يدفع مقابل أن يشاهد ومدى الانتشار للفضائيات المفتوحة وتأتي هنا قدرة التلفزيون المدفوع على تقديم مضامين لا يستطيع المشاهد الحصول عليها إلا عن طريق هذه القناة أو تلك وهنا تكمن أهمية الانفراد بالحدث بحسبانه تميزاً وليس احتكاراً كما يطلق عليه البعض.
وفي ورقة بحثية ثالثة رصد الدكتور عبدالله الحمود عميد كلية الإعلام والدكتور فهد العسكر رئيس قسم الإعلام بكلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مدى اعتماد النخب على المصادر الإخبارية الإلكترونية الحديثة ومستقبل انتشارها في المجتمع السعودي..
وأشار د. الحمود الى أن من سمات هذه النخب القدرة الاتصالية المناسبة والاتسام بالمبادرة والإفادة من مستحدثات العصر لسد الحاجات الاتصالية معرفاً «النخب المجتمعية بانها هي تلك الجماعات القيادية في مهنها وأنشطتها، مشيراً الى أن المجتمع المدني يتكون من عدد من النخب».
وأضاف الحمود ان الهدف الرئيس من هذه الدراسة هو استشراف مستقبل انتشار المصادر الإلكترونية للخدمات الإخبارية في الصحف السعودية والتنبؤ بالعوامل المؤثرة في انتشارها. وهذه المصادر هي الصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية على الإنترنت ثم مجموعة الأخبار على الإنترنت والقوائم البريدية ومنتديات الأخبار على الإنترنت وأخيراً الخدمات الإخبارية عن طريق الجوال.
وبين الدكتور فهد العسكر ان النتائج التي توصلت إليها الدراسة والتي شملت ثلاث طبقات هم السياسيون والإعلاميون والأكاديميون وعددهم 150 شخصاً أوضحت ان مستقبل هذه الصحف إيجابي بنسبة 5 ،3 الى 5 واستجابة النخب في المضمون 5 ،4 والشكل 00 ،4 مشيرا الى التوصيات التي توصلت اليها الدراسة تتلخص في تطوير البنية التنظيمية والمبادرة من المؤسسات الإعلامية لتقديم بدائل اتصالية وتطوير بنية الإنترنت من تخفيض أسعار الاشتراك في الهاتف والإنترنت وتشجيع الاستثمار في هذا المجال ولا سيما في الإنترنت.
ومن جهته أكد الدكتور عقيل القين في ورقته البحثية بعنوان وزارة الإعلام والتحديات الحالية والمستقبلية مؤكداً ان المشكلة الأساسية التي تعوق تطور أداء وزارة الإعلام وتنفيذ الخطط طويلة المدى هي هيكلة الوزارة والتغيير والارتباط المالي ومركزية البث التلفزيوني من الرياض.
وفيما يتعلق بالصعوبات والتحديات التي تواجه التلفزيون السعودي أكد د. العقيل انها تتلخص في الصعوبات هي أولاً التنظيم الهيكلي الحالي إنتاج وتكلفة التشغيل والقوى البشرية وما تحتاجه من تطوير وتدريب بخلاف التحديات التقنية والقنوات الفضائية وآثارها.
ومشيراً الى التصورات المستقبلية للوزارة لتطوير المرافق الإعلامية الحالية التلفزيونية لتصبح متكاملة التجهيز وفصل المحطات الفرعية وجعلها تبث في نفس المنطقة وتحويل قناة الرياض الى قناة عامة وإنشاء قناة فضائية رابعة وهناك دراسة بالفعل يتم بحثها من قبل.
واختتمت أعمال الجلسة بورقة رابعة قدمها الدكتور فهد الخريجي تحت عنوان مستقبل الإعلام السعودي بين العولمة والإعلام الرقمي أكد فيها انه لم يعد هناك أدنى شك في خطورة وأهمية التطورات التي طرأت على العالم العربي والسعودية ومشيراً الى أن الإعلام الرقمي إذا ما أعطي الفرصة كاملة فانه بإذن الله سوف يقدم الكثير ويدفع بالإعلام العربي والسعودي الى آفاق أبعد لكسب المزيد من الجماهيرية والتأثير.
|