* جدة- خالد الفاضلي:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان يوم أمس في جدة نهاية المرحلة التأسيسية لللهيئة السعودية للسياحة وإطلاق مرحلة «العناية المركزة» وتمتد لمدة خمس سنوات بميزانية تتجاوز مليار ريال، ومؤكداً أن الهيئة تمارس حالياً تعبئة نهائية لممارسة مهامها التنفيذية بعد 30 يوما.
وأشار الأمير سلطان بن سلمان يوم أمس في غرفة تجارة جدة أمام تجمع من رجال مؤسسات السياحة والعمرة «بصفته أمين عام لهيئة السياحة» إلى رصد 17 مليون ريال سعودي من أجل إدارة حملة تسويقية للسنة الحالية، بالإضافة إلى مليوني ريال لتصميم وتشغيل بيت إلكتروني على شبكة الانترنت، كما أوضح أن خطط السياحة الاستراتيجية موجودة على طاولات لجنة الخبراء التابعة لمجلس الوزراء، ومشيراً في ذات الوقت إلى أن الحكومة السعودية تعتبر خدمة ضيوف الرحمن القادمين بنية العمرة والحج «مهمة تشريفية» في الدرجة الأولى، وانما المشاريع السياحية متاحة فقط للراغبين منهم في قرن العمرة أو الحج برحلات استطلاعية لمعرفة معالم جغرافية أو تراثية أو ثقافية.
وأبان الأمير سلطان أهم ملامح الخطط الاستراتيجية «المطالبة بميزانية خمسية تبلغ قيمتها أكثر من مليار ريال مع ضمان مردود اقتصادي يصل إلى 12 ضعفاً «يكون العائد الاقتصادي 12 ريالاً مقابل كل ريال يتم صرفه»، بالإضافة إلى إلغاء المركزية في إدارة صناعة السياحة عن طريق تكوين مجالس سياحية في مناطق ومحافظات المدن بمشاركة القطاعين الحكومي والخاص تعمل باستقلالية مع الحفاظ دوماً على هيئة السياحة كشريك قيادي لمدة خمس سنوات ثم يتم تخفيف «قبضة» الهيئة وتصبح شريكاً متوازياً مع القطاع الخاص.
ووصف الأمير سلطان جدية المرحلة القادمة «تشبه الاستعدادات العسكرية، وذات اجراءات داخلية صارمة «مؤكداً قيام الهيئة بإعداد 2000 دراسة اقتصادية لمشاريع سياحية داخل السعودية، مشيراً إلى توزيع كافة الدراسات على جميع رجال الأعمال المهتمين من خلال أقراص كمبيوتر أو موقع الهيئة على الانترنت، كما أعلن أن الدولة السعودية تتعامل مع السياحة على أنها دون ريب «صناعة مجدية اقتصادياً».
من ناحية ثانية، أوضح الأمير سلطان بن سلمان وجود نية لترقية أدوار «مؤسسات السياحة» إلى «مؤسسات سياحة وعمرة في آن واحد»، مؤكداً عدم وجود خطر اقتصادي أو تنظيمي على «مؤسسات العمرة» العاملة الآن تحت مظلة وزارة الحج. كما أشار إلى أن السنوات القادمة ستشهد حالة فرز صارمة تهدف إلى إبعاد المؤسسات الضعيفة والمتلاعبة، ومؤكداً إلى أهمية وجود «لاعبين كبار» في سوق السياحة السعودية، وأن الخطوة المفقودة والمطلوبة هي دمج قطاعي الاستثمار والسياحة من أجل الوصول إلى صناعة حقيقية.
ويأتي قرار قطع المرحلة التأسيسية بعد سنتين من العمل المتواصل الهادف إلى بناء مؤسسة حكومية قادرة على «استحداث صناعة جديدة تضمن توظيف أموال سعودية وتستطيع في ذات الوقت تقليص خريطة البطالة «أو كما قال الأمير سلطان»، خلال سنتين أنجزنا مؤسسة حكومية مهمتها مساعدة القطاع الخاص على إدارة صناعة السياحة دون أن نكون عقبة جديدة في طريقهم».
| 
