* برلين د ب أ:
وجَّه الرئيس الألماني يوهانيس راو انتقاداً شديداً إلى نظيره الأمريكي جورج بوش.
وقال في مقابلة تليفزيونية إن الرئيس كان واقعا في «سوء فهم هائل» حينما أعلن أنه ينفذ «مهمة مقدسة». وفي المقابلة التي أجرتها معه قناة «ان تي في»
الاخبارية في التلفزيون الألماني انتقد الرئيس راو الرئيس الامريكي لما زعمه من أن المولى عز وجل قد بارك حربه في العراق قائلا «هذا كلام يعبِّر عن وجهة
نظر خاطئه بكل معنى الكلمة من جانب جورج بوش».
وقال «لا أعتقد أن هنالك أمة ما تتلقى تعاليم إلهية بتحرير أمة أخرى». وقال راو للمذيعة التليفزيونية ساندرا ميشبيرجر التي أجرت معه المقابلة انه لا وجود
في الانجيل على الاطلاق لنص يدعو إلى شن حروب صليبية.
وأوضح أنه في ضوء ذلك لا تعتبر وجهات نظر بوش ملزمة للمسيحيين، مشيراً إلى أن تعليقات الرئيس الأمريكي تتناقض بشدة مع موقف البابا يوحنا بولس
المناهضة للحرب.
وقال راو الذي يعتبر شخصية بارزة في كنيسة راينلاند الانجيلية، وهو أيضاً واعظ «كان من الأحرى أن يتحدث البابا نفسه بصوت الانسانية جمعاء»
وأضاف «هنالك مواقف لا يمكن فيها تفادي الحرب، بيد أن هذا لم يكن هو الحال بالنسبة لحرب العراق».
وقال راو إنه لا يعرف السبب الذي حدا بالولايات المتحدة إلى أن تغيِّر موقفها من التركيز على التخلص من أسلحة الدمار الشامل لدى العراق إلى الاصرار
على الإطاحة بالزعيم العراقي صدام حسين.
وقال راو إن إصدار قرار بشأن حل الصراع العربي الاسرائيلي كان أمراً أكثر إلحاحاً، بيد أن الادارة الأمريكية تولي قدراً أقل من الاهتمام بهذا الموضوع».
وقال الرئيس إنه لا يرى أن ثمة مخرجاً الآن لإنهاء الحرب دبلوماسيا نظراً لأن الضرر الناجم عن هذه الحرب «لا حدود له» على ما يبدو.
وقال إنه يتعين على السياسيين التحرك للتخفيف من معاناة الشعب العراقي «اذ إن الوقت بات مناسبا لمواجهة الحرب من خلال العمل الانساني بدلا من
الكلمات». وكرئيس لألمانيا الاتحادية يعد راو مسئولاً أساساً عن التوقيع على مشاريع القوانين ليصبح لها قوة القانون وأيضا استقبال الزائرين الأجانب.
ويتوقع دائما من الرؤساء الألمان تفادي الخوض في الشؤون السياسية الحزبية وعدم الادلاء بتصريحات أو بيانات على نحو صريح في الحياة العامة.
وينتمي راو إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه المستشار جيرهارد شرودر، كما كان يشغل منصب رئيس الوزراء السابق لولاية نورث راين
فستفاليا.
|