* الرياض -ياسر الكنعان - واس :
اكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية سعي المملكة العربية السعودية لوضع نهاية للحرب على العراق في اقرب فرصة ممكنة والدعوة إلى وقفها من اجل اعمال صوت العقل والحكمة لاعادة الاحترام للشرعية الدولية ولميثاق الامم المتحدة.
وجدد سموه خلال الايجاز الصحفي الدوري الذي عقده في وزارة الخارجية أمس رفض المملكة للحرب وللاحتلال العسكري للعراق مؤكدا على حق الشعب العراقي في تقرير مصيره ومستقبله بارادته الحرة وقال: ان مسؤولياتنا كمجتمع دولي يجب ان تنحصر في دعم خيارات الشعب العراقي الامر الذي لن يتأتى الا من خلال التكاتف مجددا تحت مظلة الامم المتحدة للوصول إلى حل سريع وفعال للقضية العراقية تحفظ شعب العراق واستقلاله وسيادته وسلامة اراضيه.
وعبر سموه عن امله في ان يلقى النداء الذي اطلقه الامين العام للامم المتحدة التجاوب لاعادة الفعالية لمجلس الامن للتعاطي مع هذه المسألة ورحب سمو وزير الخارجية بقرار مجلس الامن رقم 1472 القاضي باستئناف برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء لما يحمله من مضامين تهدف إلى التخفيف على شعب العراق الذي هو في امس الحاجة إليه نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها مبينا سموه ان المملكة مستمرة في مسعاها لحشد المساعدات الإنسانية لخدمة الجهود الرامية لتخفيف المعاناة الإنسانية للشعب العراقي.
واوضح سموه في هذا الصدد ان المساعدات قد جمعت بالاتفاق مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين وبالتنسيق مع الهلال الاحمر والصليب الاحمر حيث تم اطلاع العراق بذلك وطلب التنسيق مع الهلال الاحمر العراقي مفيدا سموه ان المملكة لا زالت تنتظر رد السلطات العراقية على ذلك.
وعبر سموه عن امله في ان لا تتسبب الحملة العسكرية على العراق في اعاقة الانتباه ومتابعة ما يحدث في الاراضي الفلسطينية المحتله التي يواجه فيها الفلسطينون في كل يوم اجراءات تعسفية من قبل اسرائيل مناشدا المجتمع الدولي بان لا ينس هذه القضية في اطار الزخم الذي تحتوي القضية العراقية وقال: اننا لانريد ان تضيع مسؤولياتنا في كل جانب فالجانب العراقي له حقه ومشروعيته كما ان للجانب الفلسطيني حقه ومشروعيته على المجتمع الدولي.
وفي رد لسموه على سؤال عن الدروس المستوحاة من الحملة العسكرية على العراق خلال الايام الماضية رأى سموه ان الحرب اثبتت ان النزاع ليس هو الطريق الوحيد لحل المشكلة وقال ان افضل بديل لحلها بعد ان رأينا الحرب والدمار الذي احدثته هو وقف الحرب قبل ان تتعمق الكراهية بين الشعوب مما سيضاعف من عدم الاستقرار في المنطقة.
وحول احتماليه تجاهل الولايات المتحدة للافكار السعودية المقترحة لوقف الحرب وما هو موقف المملكة من هذا التجاهل اكد سمو وزير الخارجية ان صداقة المملكة بالولايات المتحدة موجودة وانه ليس بالامر السهل تجاهل هذه الصداقة ورأى سموه ان المقترح السعودي لوقف الحرب لن يكون فاعلا وجادا مالم يقبل به الطرفان مبينا ان عقد المفاوضات بين الطرفين في ظل استمرار الحرب لن يؤدي إلى نتيجة.
ورد سموه على سؤال حول سحب المملكة لموافقتها على اطلاق الصواريخ الأمريكية من اراضيها بانه لا توجد موافقة اصلا لنسحبها نافيا انطلاق أي عمليات عسكرية على العراق من الاراضي السعودية او ان يكون توجيهها من قاعدة الأمير سلطان في الخرج مؤكدا في هذا الصدد ان العمل الوحيد الذي تقدمه القاعدة هو المتعلق بحظر الطيران في جنوب العراق.
واوضح سموه في اجابته على تساؤل حول برنامج النفط مقابل الغذاء في ظل عدم مشروعية الحرب الحالية على العراق ان برنامج النفط مقابل الغذاء وافق عليه مجلس الامن بالاجماع وهو برنامج سائر قبل الاحتلال وعناصره من الامم المتحدة والعراقيين ولا دخل له بالاحتلال وسيطرة الاحتلال حيث تقوم به الامم المتحدة وفى اطار مسؤولين عراقيين .
وقال سموه: نحن فعلا ضد الحرب لانها سببا للمآسي ونحن فعلا لدينا مخاوف من اتساع الحرب . . وهو ما يحدونا للعمل بجد لوقفها .
واجاب سمو وزير الخارجية على سؤال عن امكانية ان تكون الصواريخ التي سقطت على اراضي المملكة تمثل تهديدا من الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة أو محاولة جرها إلى الحرب مع امتلاك هذه الدولة لوسائل دقيقة التقنية قائلا (المملكة احتجت لدى السلطات الأمريكية لانه بطبيعة الحال هذه الامور في غاية الدقة والحساسية وأي صاروخ من هذه يسقط في منطقة آهلة بالسكان ستكون له عواقب سيئة فنأمل ان يصحح الوضع ) .
وفي سؤال عن ما وصلت إليه الافكار التي طرحتها المملكة لايقاف الحرب من خلال مجلس الامن قال سموه ( نحن طرحنا مناشدة معها افكار ولكن لا يمكن ان تطرح للتداول الا اذا وافق الطرفان على وقف القتال فهي لا يمكن ان تسمى مبادرة أو شيء مقبول يدرس ومتفق عليه واذا جاءتنا موافقة من الطرفين لوقف القتال فهناك افكار عديدة لتثبيت هذه الوقف وايجاد قواعد لحل الازمة في الثقة اولا في الاجراءات التي يجب ان تتبع لانهاء المشكلة العراقية) .
وعن كيفية تعامل المملكة مع الحكومة التي تريد وضعها أمريكا في العراق ان تمت اجاب سمو الأمير سعود الفيصل قائلا ( لم اسمع بموقف رسمي امريكي بهذا الخصوص وانما هناك تقييمات وتصورات وردت في الاجهزة الاعلامية ونحن لا نعلم ان الاحتلال العسكري هو الطريق لحل الموضوع وان الحكومة التي نراها هي حكومة تكون مقررة من الشعب العراقي ويقودها عراقيون وهذا هو رأينا الذي ابلغناه لجميع الاطراف) وعن ارتباط دعوة سموه بتنحي الرئيس العراقي عن السلطة لتجنيب الشعب ويلات الحرب بالمكان او البلد الآمن الذي يمكن ان يوفر الامان للرئيس العراقي ثم في حال تنحيه هل توجد ضمانات لتتوقف الحرب وعدم الاحتلال قال سموه ( استغرب من مقابلة اجريتها ودامت 45 دقيقة لاحد المؤسسات التلفزيونية انه لم يركز فيها من قبل وسائل الاعلام الا على جملة اعتراضيه قلتها ولم تكن محورا رئيسيا في اللقاء . . وما قلته بالضبط هو الآتي . . سألت ان كنت قد دعوت إلى تنحي الرئيس صدام حسين فذكرت انه كان هناك مشروع مقدم من دولة الامارات لمؤتمر القمة ولكن على أي حال اذا كان ما بقي لحل الازمة العراقية الا تنحي الرئيس وتنتهى المأساة فبما ان الرئيس نفسه دعا العراقيين إلى ان يضحوا بأنفسهم للدفاع عن وطنهم ان يعمل بالنصيحة التي هو قدمها لاهل العراق فانا لم ادعو إلى تنحيه وإلى مكان يتجه إليه ولا إلى الطريقة للتنحية ) ونفى سموه وجود أي تعقيدات في العلاقات بين المملكة واليمن في ضوء ما يجري من اتصالات بين البلدين وعن حصول المملكة على ضمانات من الولايات المتحدة الأمريكية بعدم احتلال العراق وان كانت الصواريخ التي سقطت على المملكة هي رسالة بهذا الشأن قال سموه (علاقتنا بالولايات المتحدة لا تحتاج إلى صواريخ لتبادل الرسائل ويستطيعون ان يقدموا رسالة واضحة ونحن نتقبلها بكل امتنان وكل تقدير وانا لا اعتقد ان تكون رسالة فاذا كانت رسالة فانها انتشرت في كل الدول المحيطة.
وبخصوص السؤال الاول فنحن نأمل ان يكون هذا الواقع لانه اهم ما يخشى عليه الإنسان من استمرار هذه الحرب التأثير على العراق ووحدته واستقلاله وسيادته وامنه الداخلي ) .
وعن امكانية تغير موقف المملكة في حال تغير استراتيجة المعركة وامكانية ارتباطه بالمساس بوحدة العراق قال سمو الأمير سعود الفيصل: نحن قلنا في الخطاب اذا تغيرت الاهداف فانه سيكون للمملكة موقف محدد وعن رأي سموه باقتراح القيادة المصرية بتشكيل كيان عربي جديد محل الجامعة العربية على ان يستثنى منه بعض الدول العربية قال سموه كون هناك حاجة إلى تقوية اطار العمل العربي المشترك فهذا صحيح . . والمملكة قدمت باسم سمو ولي العهد موقف واضح في هذا الاطار لمؤتمر القمة الاخير وطلبت تأجيله إلى مؤتمر القمة القادم حتى يدرس دراسة كافية وبالعمق المطلوب وبالجدية التي تتوخاها الورقة في تحسين الاداء العربي المشترك فنحن من المؤمنين باصلاح الوضع العربي اما مؤسسة الجامعة العربية فلم يتعرض لها المشروع على اعتبار انها هي بيت العرب وما ركزت عليه الورقة هي المصداقية والجدية واذا كان هناك خطأ في العمل العربي المشترك فليس سببه وجود الجامعة . . والجامعة لا تعكس الا سياسية اعضائها .. فاذا لم يكن لدى الدول العربية جدية ومصداقية لمتابعة قراراتها فلا تستطيع الجامعة ان تعمل شيئاً تلقائيا من قبلها . . ولكن ضرورة اصلاح الوضع . . المملكة تؤمن به ولها افكار محددة قدمت للقمة العربية.
وحول رأي سموه لابعاد الاعلام العربي والسعودي لتطورات الحرب في العراق وما تناولته الاجهزة الاعلامية عن المذكرة الكويتية التي قدمت في المؤتمر الاخير لوزراء الخارجية العرب وتحميلها بانها تشكيك في المواقف الكويتية من الحرب اجاب سموه قائلا: من يشكك في دعم الكويت للقضايا العربية فهو حقيقة لا ينصفها ومن يلوم الكويت في أي موقف تتخذه بناء على خبرتها بعد الاحتلال ايضا لا ينصفها حقها . . ونحن في المملكة العربية السعودية نعلم جيدا ما واجهته الكويت ونعلم جيدا المخاوف التي تشوبها ونتفهمها وفيما يتعلق بموقف المملكة من تهديد واتهام وزير الخارجية الامريكي كولن باول لسوريا بمساعدة العراق في الحرب الحالية وايضا في حال نشوب حرب على سوريا اكد سموه ان خطر الحرب اينما تقع ان تمتد وخاصة في منطقة يشوبها عدم استقرار مزمن مثل منطقتنا فالخطر يكون مضاعف وخاصة مع وجود اسرائيل التي تعودنا منها ان تستغل كل الظروف للقيام بأعمال غير مشروعة في المنطقة تجعلنا منشغلين بهذا الخصوص . . وقال سموه: سوريا دولة لم تدخل في الحرب ولا اعتقد ان هناك مؤشراً على انها تريد الدخول في هذه الحرب واول ما يجب ان يحصل اذا كان هناك اتهامات في هذا الاطار ان تبرز هذه الاتهامات وسوريا نفت كليا ما زعم انها تساعد العراق في حربه هذه اما موقفها السياسي التي اعلنت عنه فهو مع العراق وهذا لا بد ان يفهم دوليا انها لا يمكن ان تكون ضد دولة شقيقة وعربية على أي حال . . كفانا حرباً واحدة في المنطقة وامتداد هذه الحرب لدول اخرى لن يزيد الفرص لحل المشاكل بل سيزيد المشاكل التي تحتاج إلى حل وعن استعداد المملكة لتقديم مساعدات انسانية طارئة في حال طلب منها ذلك اوضح سموه ان المملكة جمعت مساعدات ومطار عرعر بمشيئة الله في الايام القادمة سيشهد تجميع المساعدات للاسهام في هذا الاطار وقال سموه: افضل مساعدات يمكن تقديمها هو ليس في تجميعها في مكان واحد حتى لا تشجع نزوح السكان العراقيين من اوطانهم وديارهم للوصول إلى هذه المناطق .. افضل وسيلة هي ايصالها إلى الاماكن التي تحتاجها وفي هذا الاطار لابد ان تستطيع ان تتخيل مدى دقة الموضوع ومدى حساسيته في ظروف حرب وهذا يتطلب منا ان ننسق مع وكالة اغاثة اللاجئين ومع الصليب الاحمر الدولي ومع الهلال الاحمر العربي والسعودي والتفاهم مع الهلال الاحمر العراقي ومن ثم يجب ان تضمن الامم المتحدة عن طريق هيئة اغاثة اللاجئين ان تمكن قوافل المساعدات ان تصل إلى مكانها في امن وامان فيجب عليها ان تأخذ التراخيص اللازمة من هذا الطرف ومن ذاك اما المساعدات فهي موجودة حتى وسائل النقل اذا اقر ذلك العراق موجودة وكل ما يحتاجه الامر هو اكتمال الترخيص . . الآن بعد ان وافق على قرار 1472 في الامم المتحدة نأمل ان يكون والامم المتحدة اخذت الموافقة والشرعية في هذا القرار لان تقوم بالاتصال مع كل الفئات وتبرمج وصول هذه المساعدات لاماكنها لان التوزيع الداخلي باعتراف الامم المتحدة في داخل العراق هناك وسائل جيدة واستخدمتها الامم المتحدة في اطار القرار السابق للنفط مقابل الغذاء فالمطلوب هو ايصال هذه المساعدات التي تذهب من المملكة إلى المكان المناسب لتوزيعها على المحتاجين .
|