* جدة خالد الفاضلي:
أكد مسؤول بوزارة تجارة الصين ان حكومته تعتزم ارسال مساعدات إنسانية لمساندة لاجئي العراق المتواجدين في الأردن، وأشار «شيا يون قوي» في مدينة
«أورومنشي» ان شحنة أولى من المساعدات جاهزة، ومن المتوقع ان تصل إلى العاصمة الأردنية عمان في الثاني من ابريل» كما أصدرت جمعية الصليب
الأحمر الصينية بيانا عند اندلاع الحرب في 21 مارس قال انه «شعر بصدمة عميقة من الحرب وأظهر قلقاً عميقاً لسلامة الأرواح والممتلكات».
وأوضح «شيا» لشبكة الصين الاخبارية «إن الدفعة الأولى تشمل 100 خيمة من اجمالي 500 خيمة تنوي الصين نقلها جوا ابتداء من يوم 31 مارس عن
طريق مطار اورومنشي في شمال غرب الصين» عاصمة منطقة شينجيانغ ذاتية الحكم للقومية الويغورية» وأضاف ان الصين تبذل جهوداً كبيرة لتقديم
المساعدات على وجه السرعة، وسوف يتم ارسال باقي الخيام الـ500 إلى الأردن على دفعات في أوائل أبريل، وفقاً لشيا.
وفي السياق ذاته ذكرت جمعية الصليب الأحمر الصينية انها تتبرع بـ100 ألف دولار أمريكي كمساعدات إنسانية للاجئين العراقيين، وأشار بيان للجمعية
ورد إلى بكين ان المنظمة قررت توجيه نصف التبرعات إلى الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر والبقية إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر،
كما كشف متحدث ان أطفال المدارس قدموا نقود مصروفهم اليومي الشخصي، بينما قام كبار السن ومتقاعدون بالاسهام بمعاشاتهم بدافع من الرغبة
الوطنية في مساعدة الشعب العراقي الذي دمرته الحرب. وذكر «يانغ هوي شين» نائب مدير إدارة الاتصال الخارجي في الصليب الأحمر الصيني ان جمعية
الصليب الأحمر الصينية تقوم بجمع تبرعات لضحايا الحرب العراقية تمشيا مع المبادئ الإنسانية الدولية، مشيراً إلى ان أفراداً من كل مناحي الحياة قد أعربوا
عن أملهم في ان تتخذ منظمات الصليب الأحمر المزيد من الاجراءات الملموسة لمساعدة افراد شعب العراق، وان العاملين كانوا يتلقون مكالمات تلفونية من
صينيين عاديين يرغبون في تقديم تبرعات والعمل كمتطوعين لضحايا الحرب العراقية.
من ناحية ثانية اكد سفير الصين السابق في بغداد «سون بي» ان الحرب على العراق غير شرعية، انتهكت ميثاق الأمم المتحدة والأعراف الأساسية للقانون
الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وان الوضع فيما بعد الحرب في العراق سيكون «صعباً جداً»، مشيرا إلى ان الأمم المتحدة ومجلسها الأمني تبنيا
63 قرارا حول القضية العراقية، بما فيها القرار رقم 1441 للتفتيش عن أسلحة الدمار الشامل العراقية منذ بدء أزمة الخليج في بداية التسعينيات.
وذكر الدبلوماسي السابق الذي عمل كسفير صيني لدى السعودية والعراق وإيران على التوالي حتى اكتوبر الماضي ان الأمم المتحدة نظمت لجنتين خاصتين
للتفتيش على الأسلحة في العراق خلال السنوات الـ12 الماضية وارسلت اجمالي 3500 مفتش واجرت أكثر من 10 آلاف عملية تفتيش في السنوات
الثماني الأولى، موضحاً توقف عملية التفتيش اضطرارا بسبب رفض العراق للمتطلبات الأساسية للجنة الخاصة المتعلقة بتفتيش القصور الرئاسية الثمانية
للرئيس صدام حسين في حين أخذت الولايات المتحدة تعد العدة لاستخدام القوة ضد العراق.
وقال سون «منذ استئناف عملية التفتيش في نوفمبر الماضي، قدم العراق تعاونا أفضل، وأضاف «كان يمكن تسوية القضية من خلال التنفيذ الصارم للقرار
رقم 1441 وان الحرب غير ضرورية»، مشيرا في حديثه لوكالة أنباء الصين إلى ان الولايات المتحدة وبريطانيا تجاهلتا الأمم المتحدة ومجلس الأمن وشنتا
الحرب على العراق بالرغم من ان غالبية الدول الأعضاء في الأمم المتحدة طالبت بحل القضية من خلال السبل السياسية».
وأوضح سون ان الحرب تهدف إلى خدمة مصالح الولايات المتحدة، فهي أولاً، خطوة نحو تحقيق الاستراتيجية الأمريكية لحماية دورها الرائد في العالم
باستخدام مميزاتها الاقتصادية والعسكرية والقضاء على أي ظهور محتمل لخصم سواء في شكل دولة أو مجموعة، مضيفاً ان الحرب تهدف أيضاً إلى الاطاحة
بنظام صدام والقضاء على أسلحة الدمار الشامل العراقية التي تعد تهديداً وشيكاً للأمن الأمريكي مع الارهاب، وقال سون ان السبب الثالث للحرب هو ان
الولايات المتحدة تتوقع السيطرة على موارد البترول والغاز في الشرق الأوسط ومد نفوذها على المنطقة الغنية بالغاز والبترول في بحر قزوين قبل استغلالها
على نطاق واسع. وذكر سون: «إن الحرب لن تمضي بسلاسة كما تتصور الولايات المتحدة، وإنما ستسفر عن كارثة إنسانية أكبر في العراق».
واستطرد «فعقب 13 عاما من العقوبات، يعاني العراق من وضع «صعب للغاية» وستحطم الحرب نظامي توزيع الأغذية الوحيدين وستلحق دمارا شديداً،
وتؤثر بشدة على الاستقرار الاقليمي، خاصة النزاع بين إسرائيل وفلسطين لأنها ستنمي التطرف الديني والمشاعر المناهضة للولايات المتحدة»، كما ذكر ان
معظم الدول في المجتمع الدولي ترحب بموقف الصين حول القضية العراقية وتشيد به باعتبارها انعكاسا للمناشدات العالمية من أجل احلال السلام.
|