Wednesday 2nd april,2003 11143العدد الاربعاء 30 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

البوارح البوارح
حرب طغيان لا حرب تحرير
د. دلال بنت مخلد الحربي

تثير مشاهد الموت والخراب التي نراها في الفضائيات نتيجة الحرب الغاشمة على العراق تعاطفاً كاملاً مع اشقائنا في العراق؛ وفي الوقت نفسه تثير مشاعر المقت والكراهية لمشعلي هذه الحرب الجائرة الظالمة من الأمريكيين والبريطانيين. إن ما تؤدي إليه هذه الحرب من قتل للاطفال الابرياء، وهدم للمنازل وتدمير للبنية التحتية في المدن العراقية يتنافى مع كل الادعاءات الكاذبة التي يروج لها صناع هذه الحرب وهو ان هدفهم منها هو جلب الديمقراطية وتخليص العراق من الظلم والطغيان، فأي ديمقراطية هذه التي لا تأتي الا بالموت والخراب وقتل الاطفال وتجويع السكان وترويعهم، وهل يعتقد القادة من الامريكيين والبريطانيين ان هناك من يصدق أكاذيبهم التي يطلقونها يومياً من أنهم يتجنبون ضرب المدن تفادياً لإلحاق الأذى بالمواطنين المدنيين، خاصة وان الفضائيات تتابع بدقة كل مجريات هذه الحرب وتظهر كيف ان القنابل والصواريخ الامريكية لا تفرق بين موقع عسكري وآخر مدني.
لقد اجتاح المغول ذات يوم العراق ودمروا بغداد، لكن عاصمة الرشيد ظلت باقية في حين توارى ذكر الغزاة ولحقتهم اللعنات عبر الاجيال، وسوف يكرر التاريخ الامر نفسه اذ إن بغداد ستبقى في حين سيحظى غزاة هذا العصر بالاحتقار والمقت لما فعلوه في العراق وكأنما هم ينتقمون من التاريخ الذي كانت بغداد على مدى دهوره تمثل منطلق الاشعاع الحضاري ومركز الفكر والتنوير.
سترسخ صور الأطفال الموتى الذين شوهت شظايا الصواريخ والقنابل وجوههم في النفوس العربية المسلمة روح العداء والكراهية وهو امر سوف تخسر من خلاله كل دعوات الحوار والتوجه نحو السلم. اي ارضية يمكن ان تكون قد كسبتها في الفترة الماضية، وسوف يخسر كل محب للسلام في العالم الغربي، وفي العالم العربي والاسلامي قاعدة كانت تؤسس لحوار يتجاوز الأحقاد ويخمد جذوة الكراهية.
هي حرب الكراهية والطغيان.
وهي حرب الظلم والجور..
وهي حرب تدفع الى الصدام، فأي حوار سيكون مع امة لا تعرف غير لغة الصواريخ والقنابل، وتدعي التمسك بالشرعية وتنادي بالديمقراطية في حين ان فعلها الحقيقي ينم عن شراسة وخروج عن كل القوانين الانسانية.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved