Tuesday 1st april,2003 11142العدد الثلاثاء 29 ,محرم 1424

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

صعوبات البلع.. أسبابها وعلاجها صعوبات البلع.. أسبابها وعلاجها
البلع الطبيعي هو استغراق وصول الطعام والسائل من الفم الى المعدة ما بين ثانيتين إلى ثلاث ثوان ٍ فقط (2/1)

  تعتبر مشكلة عسر البلع واحدة من عدة اضطرابات يمكن أن تحدث نتيجة مرض أو إصابة مأساوية.
وقد تكون المشكلة طفيفة أو شديدة إلى درجة تجعل المريض عاجزاً عن تناول الطعام عن طريق الفم، مما يوجب تغذيته بواسطة طرق أخرى، في وجود مرض يشكل خطراً على الحياة، تعتبر مشكلة البلع أحياناً ذات أهمية ثانوية، بيد أنه إذا لم يتم تحديد المشكلة على وجه السرعة، وإذا لم يتم التقيد بشكل صارم بإرشاد البلع السليم، فقد يصبح شفاء المريض صعباً حين يصاب مريض بصعوبات في البلع، يكون عرضة دائماً لخطر دخول الطعام والشراب إلى الرئتين وليس إلى المعدة، وهو ما يعرف بالارتشاف، الذي يمكن أن يؤدي بدوره إلى الإصابة بالتهاب رئوي وبديهي ان إصابة شخص ضعيف الجسم بمرض خطير آخر سيزيد بلا شك من صعوبة شفائه، وقد يؤدي إلى وفاته في بعض الحالات.
قد يكون من الصعب على الأسرة أن تتفهم لماذا يجب التقيد بإرشادات البلع (مثل منع المريض من تناول الأطعمة المفضلة وفي بعض الحالات الماء).
معلومات مهمة للأسرة
يشتمل البلع الطبيعي على سلسلة معقدة من الحركات التي تتطلب تحكماً عضلياً دقيقاً، تحصل هذه الحركات بسرعة، بحيث إن الطعام أو السائل لا يستغرق سوى ثانيتين أو ثلاث ثوان للوصول إلى المعدة من مؤخر الفم.
يصبح البلع مشكلة عندما يصاب المريض بخلل يقلل من قدرته على الحصول على تغذية كافية عن طريق الفم أو يزيد من خطورة دخول الأطعمة إلى الرئتين بدلاً من المعدة، وهذا قد يؤدي بدوره إلى الإصابة بمرض يهدد حياة المريض.
تتكون عملية البلع من ثلاث مراحل هي:
المرحلة الأولى: يحدث الجزء الأول من عملية البلع في الفم حيث يحول اللسان الطعام أو السائل إلى كتلة متماسكة، ثم يدفعها باتجاه مؤخر الفم، حيث يتم تحفيز منعكس البلع. وبينما يعمل اللسان، تشكل الشفتان سداداً محكماً يمنع الطعام أو السائل من الخروج من الفم.
تحدث صعوبة البلع عند تناقص الإحساس أو قوة العضلات أو التحكم الإرادي في اللسان أو الشفتين أو الأجزاء الأخرى من الفم، فقد يؤدي تناقص قوة الفم أو التحكم أو الإحساس في الفم إلى سقوط الطعام أو الشراب في الحنجرة قبل تحفيز منعكس البلع، مما يتسبب في دخول الطعام أو الشراب في المسلك الهوائي المفتوح ومن ثم الرئتين. ويمكن أن تقلل نقاط الضعف هذه أيضاً من قدرة المريض على البدء في عملية البلع،وبالتالي، تقل التغذية التي يتلقاها عن طريق الفم.
المرحلة الثانية: تحدث المرحلة الثانية من عملية البلع عند تحفيز منعكس البلع ودخول الطعام أو السائل في الحلق، حالما يتم تحفيز المنعكس، يتوقف التنفس لحظياً، ويغلق المسلك الهوائي حتى يمنع الطعام أو السائل من الدخول إلى الرئتين.
في هذه المرحلة، يمكن أن تؤدي صعوبة البلع إلى تأخر منعكس البلع أو عدم اكتماله أو غيابه. ونتيجة لذلك،قد ينحبس الطعام أو السائل في الحلق في تجاويف صغيرة تسمى «الجيوب« التي يمكن أن تحبس ما مقداره نصف ملعقة صغيرة تقريباً من الطعام أو السائل.
أما إذا ما تم احتباس كمية أكبر في الحنجرة، فإنها قد تدخل في المسلك الهوائي ثم في الرئتين مع استئناف عملية التنفس.
لهذا السبب، من المهم للمريض الذي يعاني من صعوبة البلع أن يتناول لقماً صغيرة فقط من الطعام أو السائل وبلعها بالكامل قبل تناول لقمة أخرى.
المرحلة الثالثة: تحدث المرحلة الثالثة والأخيرة من عملية البلع عند انتقال الطعام أو السائل من الحلق إلى المريء الذي هو عبارة عن أنبوب يمر الطعام أو السائل من خلاله إلى المعدة. يمكن أن تسبب التجاويف أو التضيقات الموجودة في المريء أيضاً مشاكل في البلع، ولذا ينبغي معالجتها طبياً أو جراحياً.
أعراض الإصابة بصعوبة البلع
تحرك الفم بصورة مفرطة أثنا المضغ والبلع.
صعوبة البدء في البلع.
السعال أو الاختناق أثناء الأكل أو الشرب.
السعال أو الاختناق بعد الأكل أو الشراب.
الحاجة إلى البلع مرتين أو ثلاث مرات.
بقاء الطعام على اللسان بعد البلع.
تجمع الطعام في جانب واحد من الفم.
سيلان اللعاب بصورة مفرطة ولا سيما بعد الأكل مباشرة.
زيادة الإفرازات بمقادير كبيرة.
صوت شبيه بالغر غرة بعد الأكل أو الشرب.
ارتفاع درجة حرارة الجسم لسبب غير معروف.
التهاب الرئة.
ضائقة تنفس مزمنة.
الحالات الطبية المرتبطة باضطرابات البلع
مراجعة جراحية للرأس والعنق كنتيجة للإصابة بأمراض مثل السرطان.
إصابة رضحية (رضية) في الرأس.
السكتة.
التصلب المتعدد.
داء باركنسون.
التصلب الوحشي الضموري.
الوهن العضلي.
الحثل العضلي.
أي داء أوإصابة تؤثر مباشرة في وظيفة الفم، أو أي تلف في الدماغ يسبب خللاًً عصبياً في البلع.
مساعدة المرضى الذين يعانون من صعوبات البلع
هنالك عدة معالجات مصممة لتحسين البلع. يمكن تعليم المرضى تمارين لتحسن وظيفة عضلية الفم وغلق المسلك الهوائي، كما يمكن تحفيز منعكس البلع لديهم بصورة اصطناعية للمساعدة في تقويته.
ويمكن لهؤلاء المرضى أيضاً أن يتعلموا التحكم بالعوامل التي تجعل البلع أكثر سهولة وتقلل من خطر دخول الماء والطعام إلى الرئتين.
سنناقش المجالات التالية بمزيد من التفصيل:
تمارين تحسين البلع
التحفيز الحراري
قوام (لزوجة) الطعام والسوائل
مقدار الطعام أو السائل في كل بلعة
الوقت بين البلعات.
الإيعازات الحسية.
المحيط.
تمارين تحسين البلع
كثيراً ما يكون المرضى الذين يعانون من اضطرابات البلع مصابين بشلل و/أو ضعف عضلات الشفتين و/أو/ اللسان. وهناك تشكيلة متنوعة من التمارين التي تساعد في تقوية هذه العضلات، وهناك أيضاً تمارين مخصصة لزيادة مدى حركة اللسان التي تعتبر ضرورية لمعالجة الطعام والسائل تمهيداً لبلعه.
أما المريض الذي لا يغلق المسلك الهوائي لديه تماماً، فيمكن تعليمه تمارين لتقوية هذه العضلات وتحسين غلق المسلك الهوائي أثناء عملية البلع.
التحفيز الحراري
تعتمد القدرة على البلع على منعكس البلع، إذ يكون البلع بدونه متعذراً. ونظراً لأن صعوبات البلع تكون ناجمة في كثير من الأحيان عن ضعف أو تأخر منعكس البلع، فقد يشتمل العلاج على تحفيز هذا المنعكس لتقويته.
يزيد البرد من حساسية منعكس البلع، ولذا توضع أداة باردة على نحو متكرر في مؤخر الفم لتقوية وتسريع هذا المنعكس، ويجب إجراء هذا العلاج عدة مرات في اليوم لمدة أسبوعين إلى أربعة أسابيع قبل ملاحظة أية تغييرات في المنعكس.
قوام (لزوجة) الطعام
حالما يتم تقييم نوع وشدة مشكلة البلع، يمكن تحديد قوام الطعام الأسهل والأسلم للمريض أن يبلعه. ويتراوح قوام الطعام بين الطعام المهروس المصفى هو الأسهل من حيث البلع ولذا يبدأ المرضى، في أحوال كثيرة، في تناول الأطعمة المهروسة المصفاة، ثم ينتقلون، على مراحل، إلى تناول أطعمة عادية تدريجياً.
السوائل
تختلف السوائل أيضاً من حيث القوام، وهي تصنف في الأحوال الاعتيادية على أنها غليظة القوام، (مثل اللبن) ورقيقة القوام (الماء).
إن السوائل رقيقة القوام، ولاسيما الماء، هي الأكثر صعوبة من حيث البلع، لأنها تحتاج إلى مقدرة دقيقة على التحكم بواسطة اللسان لجمعها وإبقائها ملامسة لسقف الفم إلى حين تحفيز منعكس البلع.
كما أن عدم وجود طعم للماء يجعل من الصعب على المريض تحديد موضع الماء في فمه وبالتالي يصبح التحكم فيه صعباً.
في أحوال كثيرة، يمنع المرضى الذين يعانون من صعوبات البلع من تناول السوائل رقيقة القوام، بما في ذلك الماء، وذلك لأن احتمال دخولها إلى الرئتين يكون كبيراً، في هذه الحالات، يتم تعديل أغذية هؤلاء المرضى لتمكنهم من الحصول على سوائل كافية من مصادر أخرى (مثلاً السوائل غليظة القوام والأطعمة المهروسة المصفاة التي تحتوي على نسبة عالية من السوائل). وإذا ما أصبح جفاف الفم مشكلة نتيجة توقف المريض عن شرب الماء، يمكن التخفيف من هذه المشكلة بالتنظيف المتكرر للفم واستخدام بديل اللعاب.

 

 

[للاتصال بنا] [الإعلانات] [الاشتراكات] [الأرشيف] [الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-janirah Corporation. All rights reserved