من حق جماهير النصر أن تغضب لخروج فريقها من البطولة الثانية عشرة على التوالي وأن تحاسب إدارتها على هذا الاخفاق.. فبعد كل الدعم الذي وجده النصر سواء من شخصيات مرموقة عرفت بدعمها السخي أو من مشرف كرة الاتحاد منصور البلوي الذي قدَّم للنصر أفضل لاعبيه هذا الموسم.. فضلاً عن الدعم التحكيمي الذي قدمه الحكم علي المطلق ليمنح سيزار ضربة جزاء غير صحيحة أمام الاتفاق نقلت النصر لمواجهة الأهلي..
لكن ليس من حق أحد أن يمارس التجهيل تجاه هذه الجماهير والضحك عليها بتحميل حكم اللقاء عمر المهنا مسؤولية الخسارة واظهار الفريق النصراوي بمظهر الفريق المظلوم الذي سلب حقه من حكم ساهم في ابعاده عن النهائي..
وهذه حجة واهية اعتادت الجماهير النصراوية على سماعها وملت من ترديدها في الوقت الذي تواصل فيه الفرق الأخرى تحقيق البطولات متجاوزة كل المعوقات.. فالفريق النصراوي وهذه هي الحقيقة فشل فشلاً ذريعاً في تجاوز الأهلي وعجز وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره في تحقيق فوز متاح وذلك بسبب تراجع أداء الفريق وعودته لمستواه المعتاد بعد فترة الطفرة التي شهدها أداؤه بالفوز على عدد من فرق المؤخرة والوسط وبنتائج كبيرة.. ليعود في آخر مباريات الدوري للفوز بصعوبة بالغة على القادسية ثم الشباب ويقدم مستويات هزيلة في مسابقة الكأس بدأها بفوز صعب على التعاون المهدد بالهبوط للدرجة الثانية ثم تجاوز الاتفاق بضربة جزاء هدية من الحكم ليسقط أمام الأهلي كنتيجة طبيعية لهبوط مستوى الفريق وانخفاض أدائه.
فالنصر الذي لعب في مسابقة الكأس ليس النصر الذي رشحه الكثيرون للدوري والكأس لمجرد تألق أجانبه وقيادتهم له للفوز في كل لقاءاته التي كسبها.
ولذلك فدراسة وضع الفريق ومراجعة الأسباب التي أدت لهذا الخروج المرير كفيلة بالعودة للمنافسة من جديد وليس لتحقيق البطولات لأن معدل تحقيق النصر لها لم يتغير منذ سنوات، فالنصر قريب من البطولات لكنه بعيد عن تحقيقها.. وباتت جماهيره خلال السنوات الماضية تكتفي بمساندة منافسي الهلال لتعويض اخفاق فريقها السنوي المعتاد..
وإذا عدنا لحكم اللقاء عمر المهنا الذي أهل النصر للمباراة النهائية على كأس الدوري الموسم قبل الماضي بتغاضيه عن ضربة جزاء صريحة لمصلحة المهاجم الهلالي الكاتو والتي أوقف على اثرها لستة أشهر أقول لم يتدخل مطلقاً في ايقاف فوز النصر لأن المباراة كانت في أيدي النصراويين لكنهم كالعادة فشلوا في تجاوزها حتى وهو يتغاضى عن طرد سيزار ويستبدل البطاقة الحمراء المستحقة ببطاقة صفراء!! ثم إن وصول المباراة للضربات الترجيحية يعنى أنه كان بإمكان النصر الفوز أيضاً فالفرصة للفريقين خلال ركلات الترجيح متساوية «50%» لكل منهما غير أن النصر أهدر ضربة وسجل الأهلاويون كل ضرباتهم ليحققوا الفوز بجدارة.. وإذا أردنا أن نلوم المهنا فيجب أن يلام على تغاضيه عن لمسة يد صريحة للمهاجم النصراوي بوسكاب الذي لعب الكرة بيده تجاه المرمى قبل أن يبعدها المدافع الأهلاوي خالد بدرة منقذاً فريقه والتحكيم من هدف غير شرعي لم يلاحظه حكم اللقاء ولا الحكم المساعد حمد الخربوش..
أخيراً.. النصر قدم كل ما لديه وخسر بشرف وهذا لا يضير اطلاقاً طالما أن اللاعبين أدوا أقصى ما لديهم والمباراة يجب أن يكون فيها خاسر فكان النصر هو الخاسر الأكبر!!
مكاسب الزعيم والقلعة
جاء تأهل الفريقين الكبيرين الهلال والأهلي بمثابة انتصار للمتعة والأخلاق والروح الرياضية..
فالفريقان ومنسوبوهما كافؤوا الجماهير الرياضية بالوصول للنهائي على أمل أن يقدما واحدة من مباريات الفريقين العريقين المثيرة.. فالهلال والأهلي هما فريقا الفن والمهارة والكرة والمتعة وفوز أي منهما لن يكون مستغرباً بما يضمانه من نجوم في جميع خطوطهما ستسعى الجماهير الرياضية على الاستمتاع بما سيقدمانه في النهائي المثالي المنتظر..
أداء الفريقين متشابه إلى حد كبير. فكلاهما يلعب الكرة للكرة والامتاع ولديهما من العناصر القادرة على عكس مستوى مشرف للكرة السعودية بعيداً عن كل المؤثرات المصاحبة لمثل هذه المباريات.. صحيح ان الفريق الأهلاوي هو المرشح الأكبر بما يضمه من نجوم وما يعيشه من استقرار فني ونفسي.. دعمه بتحقيقه لبطولتين هذا الموسم.. على عكس الفريق الهلالي إلا أن الزعيم معروف بمواقفه المشرفة في مثل هذه المباريات خصوصاً وقد كسب الهلاليون حتى الآن عودة فريقهم لمستواه المعتاد وروح لاعبيه العالية وأدائه الجماعي القوي.. فمباراة بعد أخرى يؤكد الفريق الهلالي أن مستواه يسير في تصاعد مستمر ويأتي هذا التصاعد في وقت حاسم ومهم جداً لاقتراب الموسم من نهايته وبدء وقت الحصاد وهي المرحلة الأهم لأي فريق بعد أن جعل نظام المسابقات الرياضية لدينا مباريات المربع هي المقياس لكل ما يقدم خلال الموسم.. وهذا بالتأكيد لمصلحة فرق وضد مصلحة فرق أخرى قد لا تكون في أفضل حالاتها في نهاية الموسم، إذاً الهلال والأهلي بتأهلهما للنهائي حافظا على حضورهما في النهائيات المحلية للموسم الثاني على التوالي وهذا بحد ذاته كاف جداً لتأكيد جدارتهما في تحقيق اللقب قبل المباراة التي نتمنى أن تكون خير ختام لهذه المسابقة الغالية على كل الرياضيين.
لمسات
* للمرة الثالثة يتسبب الفريق الهلالي في تعاسة البرازيلي أوسكار.. فبعد أن أخرجه من النهائي مع الشباب 1418هـ ومع الاتحاد الموسم الماضي ها هو يتسبب في إلغاء عقده مع الاتحاد وربما مغادرته الكرة السعودية نهائياً!!
***
* المدرب النصراوي أساد لا يختلف كثيراً عن أوسكار من حيث أسلوب اللعب فهو يلعب بنفس الأسلوب أمام كل الفرق وفي كل المباريات ولذلك خرج الاثنان من المسابقة أمام الكرة الأوروبية للهلال والأهلي!
***
* نجح الأمير عبدالله بن مساعد في اعادة ترتيب أوضاع فريقه والاستفادة من كل السلبيات التي حدثت طوال الموسم.. ولا شك أن تأهل الفريق الهلالي يعود بالدرجة الأولى للرئيس المثالي الذي أحضر المدرب القدير أديموس وعالج أوضاع فريقه بحكمة وبعد نظر كبيرين، ويكفي معالجته لمواقف عديدة بالعقل والمنطق وأولها تعامله مع مشكلة عبدالله الجمعان قبل الآسيوية وتحويله لقوة ضاربة في صفوف الهلال بدلاً من لاعب موقوف!
***
* الصداقة القوية التي عقدها قائد الهلال سامي الجابر مع الشباك الاتحادية تجددت في اللقاء الأخير، سامي يبذل مجهوداً كبيراً ليعود لفورمته المعتادة سريعاً.
***
* الخروج الاتحادي المتكرر من البطولات محبط جداً لجماهيره، فرغم المبالغ المادية الكبيرة التي تصرف لشراء اللاعبين ونقل المباريات إلا أن البطولات ما زالت مستعصية على نجوم العميد!
***
* نتائج فحوص المنشطات يجب أن تعلن للجميع لتتحقق الفائدة من اجرائها!
***
* النجم ماجد عبدالله كسب النجومية في استديو التحليل الرياضي بعد أن أصبح يتحدث بقناعاته وخبرته الكروية العريضة.
|