كان الخروج النصراوي من مسابقة كأس ولي العهد صعباً وقاسياً بالفعل على محبيه وجمهوره وهذا ما جعل بعضهم يفقد تركيزه بعد الصدمة مما أفقده القدرة على تحديد الأسباب الحقيقية للخسارة، فكان الحكم عمر المهنا هو أسرع الطرق وأقصر الشماعات لتعليق مسؤولية الهزيمة على أكتافه.
وللحقيقة أقول إن المهنا كانت له أخطاؤه في المباراة ورغم أن الأهلي كان الأكثر تضرراً وتحملاً لتلك الأخطاء إلا أن ذلك لم يعقه عن التفوق وتحقيق الفوز، ولكن يبقى المهنا مسؤولاً عن فتح باب النقد عليه وهو الذي جعل من نفسه مشجباً للفريق الخاسر لأن شجاعته خانته «كالعادة» في الإمساك بزمام إدارة المباراة بقوة حيث كانت حالة التساهل مع ما فعله خوليو سيزار عندما اكتفى بمنحه صفراء عقوبة على تسديده لكمة خطافية في وجه مدافع الأهلي خالد بدره هي نقطة التحول التحكيمي من حالة الضبط التام إلى التراخي والتساهل وتقديم التنازلات هنا وهناك، فلو أن المهنا اتخذ القرار الصائب والصحيح «ولم يجبن» وطرد سيزار في حينه لواصل إمساكه بزمام المباراة ولم يتح فرصة لأحد بأن ينتقده أو يجعله شماعة ولكن هذا هو المهنا دائماً يعتقد أن القانون حق من حقوقه يطبق ما يشاء منه ويتغاضى عما يشاء، وكان تغاضيه عن طرد سيزار بالاضافة إلى حالات استفادة سابقة مخزونة في الذاكرة النصراوية هي ما جعلهم يطمعون في المزيد وعندما يفتقدون تلك «التسهيلات» يرمون وزر الهزيمة عليه.
وإذا ما استمرت القناعة النصراوية بأن خروج فريقهم من مسابقة الكأس هو بفعل التحكيم فإني لا استبعد خروجهم أيضاً من مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لأنهم بهذا غافلون عن السبب الحقيقي وراء خروجهم الثاني عشر المتوالي صفر اليدين من البطولات والمسابقات الكروية محلياً وخارجياً وغافلون عن علاجه، أما إذا كانوا واعين للأسباب الحقيقية على الأقل في المباراة الأخيرة والمتمثلة في انخفاض مستوى الخوجلي وتسببه في ركلة الجزاء الأهلاوي وعدم قدرته على رد أي واحدة من الركلات الست أمام الأهلي وكذلك في انخفاض مستوى الثلاثي الأجنبي الذين سبق أن وصفهم ماجد عبدالله بأنهم كل شيء في الفريق النصراوي، إذا كانوا واعين لذلك ويعالجونه قبل المربع الذهبي وأن التصريحات والأحاديث والاتهامات للتحكيم هي مجرد تكتيك لتحقيق مزيد من المكاسب فربما يكون للنصر وضع وموقف مختلف.
| 
